Consultation Image

الإستشارة 28/03/2025

أنا عروس إماراتية حامل في شهرين علاقتي بزوجي وأهله فوق الرائعة وأنا وأخته الصغيرة أصبحنا اصدقاء.. ما يجعلني أشعر بالتعاسة والخوف إنني اكتشفت بعد الزواج إن زوجي كان خاطب ابنة عمه وهي فتاة جميلة جدا وكلما ذهبنا لزيارة لبيت عائلته تكون هناك وهو رفض أنه يتحدث عن تجربته السابقة وكذلك أخته ويقولون تعاملي معها كابنة عم لنا وفقط وهي تتعمد إزعاجي وإني معقول لا أعرف كذا أو كذا عن زوجي فأشعر بالاحتراق النفسي مع كل زيارة وغالبا ما تنتهي لمشاجرة وكراهية لزيارة بيت العائلة فهل من نصيحة

الإجابة 28/03/2025

ابنتي الغالية، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك وبكل نساء الخليج على البوابة الإلكترونية للاستشارات الخاصة بمجلة المجتمع، ومبارك لك الزواج والحمل –غاليتي- وإن شاء نصل معًا لحل يرضيك ويريح قلبك.

 

هل تعرفين أن الإنسان كثيرًا ما يتسبب في التعاسة لنفسه.. يظل يبحث عن تفاصيل لا تؤثر على واقعه.. تشغله الهواجس عما دار في الماضي أو ما قد يحدث في المستقبل فتضيع منه لحظته الحاضرة وهو يطارد أوهام الماضي أو أشباح المستقبل، ثم يعيش بعد ذلك في أجواء المظلومية، ولو أردنا الإنصاف فسنجد أنه هو نفسه من اختار هذا الطريق الذي لا أريد لك أن تسلكيه؛ لأن خطواته معروفه ونهايته موجعة، وهو طريق شاق مؤلم نفسيًّا.. أتعرفين الاحتراق النفسي الذي تشعرين به هو بداية رياحه فقط.. فلِمَ يا ابنتي تفتحين على نفسك بوابات الجحيم.

 

يبقى ماضيًا

 

ابنتي الغالية، ما حدث في الماضي يبقى ماضيًا لا طائل من معرفة تفاصيله، المهم هو النتيجة النهائية.. لقد كانت خطيبته وانتهت هذه القصة، وجمالها الذي ترينه لم يجعله يحاول أن يعيد ما انقطع.. أما لماذا انقطع وما تفاصيل ذلك فلا تشغلك كثيرًا؛ فالفتاة تبقى ابنة عمه، فلماذا يكشف سترها حتى أمامك أنت؟ وهل ستحترمينه وقتها أنت؟

 

وأخته التي أصبحت صديقتك لا تريد أن تسيء لابنة عمها أيضًا، وعليك أن تحترمي ذلك فهذا خلق راق لا يتواجد إلا في العائلات الأصيلة صاحبة الخلق والدين.

 

الفتاة لم تتزوج.. هو من سعى للزواج من غيرها هذا يمنحك مؤشرًا جيدًا جدًّا وكافيًا جدًّا أنها خارج حساباته بدليل أنه يتعامل معك بلطف شديد وصفته أنت بفوق الرائع، وليس هذا سلوك رجل يفكر في امرأة أخرى، لكن بأسلوبك وإصرارك على فتح جروح الماضي فأنت تدفعينه دفعًا لتذكر الماضي بمره وحلوه أيضا فلِمَ تدفعينه لطريق ابتعد عنه بكامل اختياره؟

 

دعي الماضي يبقى ماضيًا.. أراد هو في يوم ما أن يحكي لك جزءًا منه فأنصتي .. أراد أن يغلق صفحاته فلا يعيد قراءتها فاحترمي قراره يسعد قلبك.

 

تضايقك ولكن

 

هذه الفتاة ابنة عمه تحاول مضايقتك بالتواجد في بيت عمها عندما تعلم عن زيارتكما، ولا أحد بالطبع يستطيع منعها من زيارة بيت العم، ويبدو لي أنهم يسكنون متجاورين، وخيرًا فعل زوجك بأن أخذ لك سكنًا بعيدًا عن العائلة، وإلا لكان الضغط النفسي عليك كان سيكون أكبر من ذلك بكثير.

 

ليس هذا هو الدليل الوحيد على رغبتها في إزعاجك بل طبيعة الحديث الذي توجهه لك والذي يحمل رسالة "أنا أعرف عن زوجك أكثر مما تعرفين"، فيبدو لي والله أعلم أنها ترغب في إثارة غيرتك حتى تنتهي زيارتك لبيت العائلة بمشاجرة، وهو ما تقومين به بالفعل.

 

وأنا أريدك أن تكوني أكثر ذكاء من ذلك، فلا تستجيبي لمخططها الساذج هذا، فإن كانت هي تضايقك وهذا هو الفعل فأنت تملكين رد الفعل، أي أن تشعري بالضيق والغضب بالفعل، أو الهدوء وتمرير الموقف بعد فهمك لطبيعة نواياها، وبإمكانك أن تتعلمي فنون الرد حتى لا تشعري بالحنق، وأبسط صورة لذلك ابتسامتك الحلوة على وجهك مع لغة جسد مسترخية هادئة ونظرة مباشرة للعين، وجملة، مثل: أمامنا العمر كله نكتشف بعض.

 

ولا يعني هذا أن تردي على كل كلمة؛ فالتجاهل فن أيضًا وابتسامة هادئة وتجاهل حديثها قد يكون أكثر وقعًا، وأنت من عليه أن يمتلك سرعة البديهة في المواقف المختلفة، وحتى لو حدث ولم تعرفي كيف تتصرفين أو لم يروقك تصرفك فلا داعي للانزعاج وجلد الذات، وخذي الأمور ببساطة، وتذكري أنت في بيتك، فبيت عائلة زوجك هو بيتك وهم يتعاملون معك كابنة، فتعاملي بعفوية وتحركي ببساطة واعتبري وجودها كأنه غير مرئي بالنسبة لك دون أن يصدر عنك ما يسيء إليها بالطبع.

 

ولا تذهبي لتخبري زوجك بأن ابنة عمك قالت، ابنة عمك فعلت، فيبدو له مظهرك في صورة المرأة الشكاية.

 

نصيحتان في الختام

 

النصيحة الأولى: هي ما بدأت به كلامي معك، لا تجعلي الفضول يفتح عليك بوابات الجحيم.. تذكري أبانا آدم ورغبته الحارقة أن يعرف سر الشجرة التي حُرّمت عليه.. تلك الرغبة التي انتهت بخروجه من الجنة.

 

أما النصيحة الثانية: فهي أن تعملي على تنمية وتطوير علاقتك بزوجك؛ فالحب كائن حي ينمو بالرعاية والاهتمام الصادق والمواقف الدافئة والبحث الدائم عما يسعد الطرف الآخر دون تكلف.. تنمية علاقة تشبه الصداقة بحيث يستطيع الزوج أن يتكشف نفسيًّا دون خوف من الحكم عليه، وهذا بحاجة لبناء الثقة التدريجي، فخذي وقتك، المهم أن يكون هناك نمو صحي في العلاقة.

 

ولا شك أن حملك آصرة قوية جديدة تربطك به لكنها وحدها لا تكفي، أريدك أن تكوني قرة عين له فيجد سلامه النفسي معك، وهنا تنتقل علاقتكم درجات عميقة تسعد قلبك قبل أن تسعده.. كتب الله لك الخير، وتابعيني بأخبارك دائمًا.

الرابط المختصر :