الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : العادات
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
26 - رقم الاستشارة : 3418
01/12/2025
فضيلة الشيخ حفظكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا أعمل في مجال التجميل النسائي (كوافيرة)، وأودّ سؤالكم عن حكم وصلات الشعر المؤقّتة التي تُستخدم لغرض التزيّن في المناسبات فقط. نودّ أولاً توضيح أنواع الوصلات الموجودة في الصالونات، لأن بعض هذه الأمور قد لا تكون معروفة عند الرجال:
أولاً – الوصلات الدائمة (Permanent Extensions): وهي التي تُثبت على شعر المرأة بمادة لاصقة أو حلقات صغيرة، وتبقى لمدة طويلة، وقد تُغسل وتنام بها المرأة وتعيش معها كجزء دائم من شعرها. هذه الوصلات تشبه الوصل الحقيقي بالشعر وتبقى أسابيع أو أشهر.
ثانياً – الوصلات المؤقتة (Clip-in Extensions): وهي موضوع سؤالنا. هذه الوصلات تُركّب لمدة قصيرة جداً، قد تكون ساعة أو ساعتين فقط خلال مناسبة مثل خطوبة أو عرس ثم تُزال فوراً بعد انتهاء المناسبة. لا تُستخدم فيها أي مادة لاصقة، وليس فيها دمج حقيقي للشعر، بل تُثبَّت بمشابك خارجية ثم تُنزع بسهولة بمجرد رجوع المرأة إلى منزلها. الغرض منها فقط التجميل المؤقت مثل المكياج والرموش الصناعية، ولا تبقى في الرأس أبداً بعد انتهاء المناسبة.
سؤالنا لفضيلتكم: 1. هل تدخل هذه الوصلات المؤقتة التي تُزال في نفس اليوم ضمن حديث: «لعن الله الواصلة والمستوصلة»؟ مع العلم أنها ليست وصلاً دائماً ولا تغييراً لخلق الله، بل مجرد تزيّن مؤقت يُزال بزوال المناسبة.
2. وهل يختلف الحكم إذا كانت المرأة متزوجة أو مخطوبة وتتزيّن لزوجها أو لأهلها في مناسبة؟
نرجو منكم بيان الحكم الشرعي حتى نلتزم بالسليم ولا نقع في محظور، جزاكم الله خيراً وبارك في علمكم.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
وصل الشعر بالشعر سواء كان شعرًا آدميًّا أو صناعيًّا يُشبه الشعر الطبيعي حرامٌ شرعًا، وهو من كبائر الذنوب، والحكمة من التشريع منع الغش والتدليس والخداع والكذب، والحفاظ على الفطرة ورفض تغيير خلق الله، فإن كان هذا بعلم الزوج ومعرفته فقد أجازه بعض العلماء، والعبرة هنا ليست في المؤقتة أو الدائمة، ولكن علة التحريم هي التدليس والكذب، فإن انتفت هذه العلة فالحكم يدور مع العلة وجودًا وعدمًا، ويمكنك سؤال من تريد هذا العلم ومن خلال جوابها يمكنك معرفة إن كانت تظهر بها على الأجانب أم لا.
لعن الواصلة والمستوصلة
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي – رحمه الله – في فتوى مشابهة:
روى البخاري عن غيره عن عائشة وأختها أسماء وابن مسعود وابن عمر وأبي هريرة: "أن رسول الله ﷺ "لعن الواصلة والمستوصلة"، والواصلة هي التي تقوم بوصل الشعر بنفسها أو بغيرها، والمستوصلة التي تطلب ذلك.
ودخول الرجل في هذا التحريم من باب أولى، سواء أكان واصلا كالذي يسمونه "كوافير" أو مستوصلاً كالمخنثين من الشباب (كالذي يسمونهم الخنافس).
وصل الشعر تدليس على الناس
ولقد شدد النبي ﷺ في محاربة هذا النوع من التدليس، حتى إنه لم يجز لمن تساقط شعرها نتيجة المرض أن يوصل به شعر آخر، ولو كانت عروسًا ستزف إلى زوجها.
روى البخاري عن عائشة أن جارية من الأنصار تزوجت، وأنها مرضت فتمعط شعرها، فأرادوا أن يصلوها، فسألوا النبي ﷺ فقال: "لعن الله الواصلة والمستوصلة".
وعن أسماء قالت: سألت امرأة النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله، إن ابنتي أصابتها الحصبة، فتمزق شعرها، وإني زوجتها، أفأصل فيه؟ فقال: "لعن الله الواصلة والمستوصلة".
من أنواع الزور
وعن سعيد بن المسيب قال: قدم معاوية المدينة آخر قدمة قدمها، فخطبنا، فأخرج كبة من شعر. قال: "ما كنت أرى أحدًا يفعل هذا غير اليهود، إن النبي ﷺ سمّاه الزور، يعني الواصلة في الشعر". وفي رواية أنه قال لأهل المدينة: أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله ﷺ ينهى عن مثل هذه ويقول: "إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم".
وتسمية الرسول ﷺ هذا العمل "زورًا" يومئ إلى حكمة تحريمه، فهو ضرب من الغش والتزييف والتمويه، والإسلام يكره الغش، ويبرأ من الغاش في كل معاملة، مادية كانت أو معنوية، "من غشنا فليس منا".
قال الخطابي: إنما ورد الوعيد الشديد في هذه الأشياء، لما فيها من الغش والخداع، ولو رخص في شيء منها لكان وسيلة إلى استجازة غيرها من أنواع الغش، ولما فيها من تغيير الخلقة، وإلى ذلك الإشارة في حديث ابن مسعود بقوله "المغيرات خلق الله".
والذي دلّت عليه الأحاديث إنما هو وصل الشعر بالشعر، طبيعيًّا كان أو صناعيًّا، فهو الذي يحمل معنى التزوير والتدليس، فأما إذا وصلت شعرها بغير الشعر من خرقة أو خيوط ونحوها، فلا يدخل في النهي.
وفي هذا جاء عن سعيد بن جبير قال: "لا بأس بالقرامل". والمراد به هنا: خيوط من حرير أو من صوف تعمل ضفائر، تصل به المرأة شعرها، وبجوازها قال الإمام أحمد.
وبناء على هذه الفتوى نقول للسائلة إنه لا يجوز أن تدلّسي على الخاطب بهذا الأمر والأولى أن يصارح الخاطب بهذا الأمر ولا يخلو شخص كائنًا من كان من العيوب، وعيوب الخلقة ليست عيوبًا لأنها ابتلاء من الله يأخذ المسلم عليه الثواب من الله سبحانه وتعالى، لكن العيب الحقيقى هو عيب الخُلق والدين. وعلى أختك ألّا تشعر بالحرج من هذا، فإذا رضي بها الخاطب على حالتها هذه يجوز لها بعد ذلك أن تصل شعرها أو تلبس الباروكة ما دام أن هذا ليس غشًّا للزوج وليس تدليسًا عليه. أ. هـ.
والله تعالى أعلى وأعلم.
روابط ذات صلة:
حكم استعمال الخيط في إزالة شعر الوجه للنساء