متحيرة من تناقضات بعض الدعاة.. فما العمل؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. عادل عبد الله هندي
  • القسم : مناهج الدعوة ووسائلها
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 147
  • رقم الاستشارة : 2451
21/08/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا أجد نفسي أحيانًا متحيرة ومشوشة بسبب تناقضات كثيرة أراها في حياة بعض الدعاة. فهم يأمرون بالصدق وهم يكذبون، ويحثون على الأمانة وهم يخونون، وهذا ما شاهدته بعيني وأعلمه يقينًا.

كنت أتوهم خيرًا في الدعاة وأحببتهم، لكن تصرفاتهم أثارت في نفسي القلق والشك، كيف لي أن أطمئن نفسي أن الإسلام بخير وأن دعوته لا تزال صادقة؟ وما هي النصيحة لي كي لا أضعف وأواصل العمل في سبيل هذا الدين؟

أرجو منكم نصيحة شاملة ووافية وأدلة من القرآن والسنة على ثبات الدين وضرورة الاستمرار في العمل رغم هذا.

الإجابة 21/08/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أختي الفاضلة، أعانك الله على ما أنت فيه من حيرة، وأثبتك على الحق، وأزاح عنك الشكوك، وإليك الآتي بيانه:

 

أولاً: حقيقة الدين ودعاة الله، واعلمي أختي الكريمة أن الدعاة إلى الله بشر كالبشر، وكل بشر معرض للزلل، والدعاة ليسوا ملائكة، بل بشر قد يخطئون، والشرط أن لا يتخذوا المعاصي عادة أو يغتروا بها.

 

ثانيًا: الاستدلال على حفظ الله لدينه؛ قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾؛ فالقرآن محفوظ بحفظ الله، والدين قائم، ولا يزال للحق من يتبناه ويعمل به.

 

ثالثًا: لا يجوز اليأس من صلاح الدين بسبب فساد بعض العاملين به، ولا شكّ أنّ من يرثون العلم والدعوة الصادقة كُثُر، وستظل جهودهم ملحوظة دائمة باقية.

 

رابعًا: نصائح عملية للحفاظ على الإيمان والعمل:

 

1) تمييز العمل عن العامل: اعلمي أن العامل معرض للخطأ، لكن العمل الإسلامي قائم على الكتاب والسنة، فلا تؤثري على إيمانك بسبب أخطاء البشر.

 

2) التمسك بالكتاب والسنة: فاجعلي القرآن والسنة مرجعك، وتعلمي الإسلام من مصادره الصحيحة.

 

3) الصحبة الصالحة: حاولي أن تحيطي نفسك بأناس صالحين، يساعدونك على الثبات والإنجاز.

 

4) مراجعة النية دائمًا: ذكري نفسك بأن العمل لله، وليس للناس، فلا تخشي من تقصير الآخرين.

 

5) الدعاء المستمر: قال النبي ﷺ: «الدعاء هو العبادة» فاجعلي الدعاء رفيقك.

 

6) الإيجابية في النظر: فابتعدي عن التشاؤم، واعملي بجد، وذكري نفسك أن إصلاحك ونفعك للناس ولو بسيط هو بذرة خير كبيرة.

 

وندعو الله ختامًا أن يثبت قلوبنا على دينه، وأن يرزقنا الصبر واليقين، وأن يجعلنا من الذين يحبون الخير ويدعون إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، فاللهم ارزقنا العمل الصالح الذي يقربنا إليك، ولا تجعلنا من الذين ييأسون أو يقنطون، يا أرحم الراحمين.

الرابط المختصر :