Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فتحي عبد الستار
  • القسم : إيمانية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 63
  • رقم الاستشارة : 1370
20/03/2025

أنا شاب أحرص كل عام في العشر الأواخر من رمضان على الاجتهاد في العبادة؛ خاصة في قيام الليل والدعاء، طمعًا في إدراك ليلة القدر. لكنني أحيانًا أشعر بالحيرة؛ فهل هناك علامات معينة يمكن أن أشعر بها أثناء القيام أو بعده تدل على أنني وفقت لهذه الليلة المباركة؟

كما أنني قد لا أكون متأكدًا من إدراكها، فكيف يمكنني استشعار بركتها وأثرها في حياتي حتى بعد انقضاء رمضان؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابة 20/03/2025

أخي الحبيب، بارك الله فيك، وزادك حرصًا على الخير، ووفقك وإيانا لاغتنام أوقات البركة والنفحات الربانية. أسأل الله أن يرزقك وإيانا القبول، وأن يبلغك وإيانا ليلة القدر ونحن في أحسن حال من القرب منه سبحانه، وبعد...

 

فإن حرصك على الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان، وتطلعك لإدراك ليلة القدر، هو في ذاته توفيق من الله ونعمة عظيمة تستحق الشكر. فهذه الليلة المباركة هي أفضل ليالي العام، وقد أخبرنا الله عن فضلها بقوله: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر: 3]، أي أن العمل الصالح فيها يفضل عمل ألف شهر ليس فيها هذه الليلة.

 

أولًا- علامات ليلة القدر أثناء القيام وبعده:

 

ليست هناك علامة قاطعة أثناء الصلاة أو القيام تجزم لك أنك أدركتها، ولكن هناك إشارات ذكرها النبي ﷺ وأشار إليها العلماء، منها:

 

1- طمأنينة القلب وانشراح الصدر: فقد يجد العبد في قلبه راحة غير معتادة، وسكينة تغمره أثناء القيام والدعاء.

 

2- لذة العبادة وإقبال القلب على الله: حيث يكون الخشوع أكثر، والتلذذ بالقيام والدعاء أعظم.

 

3- الطمأنينة والسكون في الأجواء: فقد ورد أن من علامات هذه الليلة أن تكون السماء صافية والجو معتدلًا، كما قال ﷺ: «ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ» [رواه ابن خزيمة وصححه الألباني].

 

4- شروق الشمس بلا شعاع في صباحها: فقد جاء في الحديث: «تصبح الشمس صبيحة تلك الليلة بيضاء لا شعاع لها» [رواه مسلم].

 

ثانيًا- كيف تستشعر أثرها وبركتها بعد رمضان؟

 

لا يلزم أن ترى علامة حسية، ولكن أهم ما يدل على أنك وُفِّقت لهذه الليلة هو استمرارك في الطاعة بعدها. فمن وجد في نفسه إقبالًا على العبادة بعد رمضان، فهذه من علامات القبول.

 

وكذلك إذا لاحظت أثرًا إيجابيًّا في قلبك وسلوكك بعد رمضان، من زيادة التقوى وحب الطاعة وترك المعاصي، فهذا أثر من آثار ليلة القدر. وكذلك قد ترى إجابة بعض دعواتك التي دعوت بها في تلك الليلة.

 

وختامًا –أخي الحبيب- اعلم أن المؤمن الذي يعبد الله رجاء في فضله، لا ينتظر رؤية علامات مادية؛ بل يكون مطمئنًا بأنه لو اجتهد، فإن الله لا يضيع أجره، ﴿إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾ [الكهف: 30].

 

إن استمرارك في الاجتهاد هو علامة خير، فأبشر وأحسن الظن بالله، ولا تنشغل كثيرًا بتتبع العلامات، بل انشغل بالإقبال على الله بصدق، فإن الله إذا علم منك الإخلاص رزقك فضل هذه الليلة ولو لم ترَ علاماتها بعينك.

 

نسأل الله أن يوفقك وإيانا لقيامها، وأن يرزقك وإيانا خيرها وبركتها، وأن يجعلنا وإياك من المقبولين. آمين.

الرابط المختصر :