لماذا يقتنع الناس بنبوءات نهاية العالم؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. مصطفى عاشور
  • القسم : شبهات وردود
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 23
  • رقم الاستشارة : 3499
05/12/2025

يتردد أحيانًا مع نهاية العام بعض النبوءات التي تتحدث عن نهاية العام.. فما السبب؟ ولماذا تكثر تلك النبوءات ويقتنع الكثير من الناس بها على مر التاريخ رغم أنه لم يتحقق منها شيء؟

الإجابة 05/12/2025

أخي الكريم، هناك أفكار سيطرت على الكثير من البشر، ولم تعدُ أن تكون إلا زيفًا، نشرت تلك الأفكار الخوفَ واليأسَ بين الناس، وعندما اكتشف الناس حقيقة الوهم، لم يغلقوا عقولهم أمام تصديق تلك الأوهام، ولكنهم ارتبطوا بوهم جديد.

 

ومن تلك الأفكار الموهومة التي كان لها حضور شبه دائم في تاريخ المجتمعات الإنسانية، نبوءة نهاية العالم، وتحديد لموعد لتلك النهاية.

 

والحقيقة أن نبوءة نهاية العالم ما هي إلا حقيقة أخبرت بها الأديان السماوية، من خلال انتهاء تجربة الإنسان على الأرض، والانتقال لليوم الآخر أو يوم القيامة، كدار دائمة للخلود، لكن تلك الحقيقة تختلف عن أوهام وأساطير نهاية العالم، حيث حددت تلك الأساطير النهاية بموعد معلوم سلفًا، أو قرنته بحدث معين، ولا شك أن موعد نهاية العالم سر إلهي لا يعلمه إلا الله تعالى.

 

متى النهاية؟

 

فكرة نهاية العالم تسيطر على الكثير من العقول، وفي أوساط مجتمعية متنوعة، فقد كشف استطلاع للرأي في العام 2012م في (20) دولة أن أكثر من 14% من الناس يعتقدون أن العالم سينتهي في حياتهم.

 

وكانت نسبة 10% من سكان نيويورك يعتقدون أن نهاية العالم ستكون في العام 2012م، كما تنبأ تقويم المايا، وهذا التقويم كان موجودًا لدى الهنود الحمر قبل نزول الرجل الأبيض إلى الأمريكتين.

 

ومن النبوءات المبكرة حول نهاية العالم، في عام (70م) تقريبًا حيث ادعت طائفة يهودية تسمى "الإسينيين" وكانت في منطقة البحر الميت، حيث عُثر على مخطوطات في تلك المنطقة تتحدث عن رؤى بنهاية الزمان وحسم الصراع بين الخير الشر، وهذا قوّى اعتناقهم حياة الزهد والانعزال، حيث كانوا يعتقدون أنهم من خلال العيش في نقاء روحي وعمل الخير سيكونون مستعدين لنهاية العالم.

 

من الأحداث الكبرى في المجتمع المعاصر والتي أنتجت مذبحة مروعة، تحث تأثير وهم نهاية العالم ما جرى في العام 1978م، حيث وقعت أكبر عملية انتحار جماعي راح ضحيتها (913) شخصًا، من بينهم (200) طفل، في داخل مستوطنة "جونز تاون" في دولة "غيانا" في أمريكا الجنوبية حيث قاد "جيم جونز" زعيم إحدى الجماعات الدينية ذلك الانتحار، حيث أقنع جماعته بالانتحار الجماعي من خلال تناول مشروب مسموم، وكان شعارهم "نحن سعداء وجاهزون لمغادرة كوكب الأرض... إذا لم نحيا بسلام، فلنمت بسلام".

 

السينما نفسها أنتجت عدة أفلام رسمت نهايات مأساوية لنهاية العالم، ولاقت تلك الأفلام رواجًا كبيرًا لدى المشاهدين، وحققت عائدات ضخمة بتبنيها نبوءات نهاية العالم، فكان التخويف من المستقبل كامنًا في تلك الأفلام، ومنها فيلم تم إنتاجه عام 2011م باسم "نبوءة يوم القيامة".

 

في كتابه "أوهام شعبية خارقة" رأى الكاتب والشاعر الاسكتلندي في نهاية القرن التاسع عشر "تشارلز ماكاي" أن تصديق الناس للنبوءات يأتي في أوقات الأزمات والأوبئة الكبرى، فيقول: "مواسم الأوبئة الكبرى، غالبًا ما صدّقَ الناس نبوءات المتعصبين المجانين، بأن نهاية العالم قد حانت. ودائمًا ما تكون السذاجة في أوجها في أوقات الكوارث. وتنتشر النبوءات من جميع الأنواع في مثل هذه المناسبات، ويسهل تصديقها، سواء أكانت خيرًا أم شرًا، فمثلاً خلال الطاعون العظيم، الذي اجتاح أوروبا بأكملها، بين عامي ١٣٤٥ و١٣٥٠م، ساد الاعتقاد بأن نهاية العالم وشيكة".

 

أما المفاجأة فهو ما ذكرته الكاتبة والصحفية الأمريكية "جريس هالسل" في كتابها "النبوءة والسياسة" فذكرت أن المسيحية أفرزت أكثر من (1200) حركة دينية، يؤمن أعضاؤها بنبوءة نهاية العالم الموشكة في الهرمجدّون.

 

وهرمجدون هي اعتقاد ونبوءة لدى طوائف مسيحية ويهودية عن معركة في نهاية الزمان ستجري على أرض فلسطين في منطقة "جبل مجدو" وعندها تحين نهاية العالم.

 

روبط ذات صلة:

لماذا يقبل العقل الخرافات؟

لماذا يلجأ المرضى إلى الخرافة؟

كيف تؤبد الأوهام عجز الشعوب؟

الرابط المختصر :