Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : العائلة الكبيرة
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 32
  • رقم الاستشارة : 2058
25/05/2025

السلام عليكم انا واحده عديت الستين خلفت ست مرات اولاد وبنات اتجوزو كلهم، نسيت اقول اني ارمله عايشه لوحدي ولادي مرة يسألوا عشرات المرات لا، انا بنام لوحدي ساعات يتهيالي اني في حد موجود وببقي خايفه وقلقانه ومش بنام، وانا ست صاحبه مرض عايزه اللي يناولني كوبايه ميه بتجيني شارقه باستمرار.

عايزة اقول أنا محدش سائل فيا وبيصعب عليا نفسي، وساعات بكلم ربنا واقوله يارب علي اد تعبي اللي تعبته في حياتي في تربيه ولادي والحياة اللي عيشتها وشوفت فيها المر يا رب كافئني بقوله انا مش عايز حاجه من الدنيا انا عايزة الاخرة يا رب وسامحني وساعات استغفر الله العظيم اقول يارب خدني انا تعبانه والله وانت الاعلم.

ولادي مش كويسين معايا وكل واحدة وواحد عايشين حياتهم، انا مش عايزة منهم حاجه انا محتاجه السؤال بس ويبصوا عليا، والله ساعات احس اني هموت ومحدش هيحس بيا واقول يارب احسن خاتمتي انا بكتب وانا في قمه الحزن لاني وصلت للدرجه دي نفسي ولادي يحسو بيا ويعرفو اد ايه انا نفسيا، والله المستعان.

الإجابة 25/05/2025

أمي الغالية، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك.. موقع الشبكة الإلكترونية للاستشارات.

 

أحزنتني رسالتك جدًّا، فرسالتك يا سيدتي مفعمة بالألم والوجع وما بين شعورك بالوحدة وشعورك بالخوف أحزان كثيرة تعانين منها..

 

أتعلمين -يا سيدتي- لو إن أحد أبنائك هو من كتب هذه الاستشارة يشكو منك من كذا وكذا ويشكو ظروفه وأحواله وأنهى رسالته أنه لم يعد يجد وقتًا كي يجالسك أو أنه لم يشعر بالرغبة في زيارتك من كثرة ما تطلبين أو تشكين (وهذه شكوى متصاعدة في صفوف الأبناء)، أقول لو أن الشكوى جاءت من الابن لكنت حشدت له النصوص شرعيًّا حشدًا ولحدثته عن قيمة بر الأم وكيف أن الإحسان إليها يأتي في المرتبة الثانية بعد التوحيد.

 

كنت سأحدثه عن رجال الأعراف الذين منعهم عن دخول الجنة رغم أعمالهم العظيمة عمل يشبه عدم رضا أحد الوالدين عنه.. لكن الشكوى جاءت منك أنت –سيدتي- وأكاد أسمعك تقولين: إنني لا أريد شيئًا منهم.. إنني لم أؤذ أحدًا منهم، لم أفعل شيئًا يستحق هذا التجاهل والإهمال.. أقول لك حتى لو فعلت فليس من حقهم التجاهل والإهمال!

 

لكن يا -سيدتي الفاضلة- أنت الأم مصدر الحب والرحمة في هذا العالم لن يفيدك في شيء إثبات خطئهم وإدانتهم عليه، لن يرضيك أن يغضب الله سبحانه وتعالى عليهم فيعيشوا في شقاء في هذه الحياة الدنيا ويكونوا من الذين شقوا أيضًا في الآخرة.

 

لن تسعدي -يا سيدتي الفاضلة- وأنت تدركين أنهم يعيشون في متاهات أو أن أعباء الحياة قد ابتلعتهم في دوامتها.. لن تسعدي إذا علمت أنهم كما تركوك للخوف والوحدة سحقتهم الحياة وعاشوا الألم والتعاسة فلم تتحقق أحلامهم ولم تستقر حياتهم، فليس هذا ما تطمحين إليه وليس هذا ما تنشدين، لكن هذا ما سيحدث إذا ما غضبت عليهم ستتوه خطواتهم في هذه الحياة بل ستتوه خطواتهم إليك فستكونين أنت أكثر من تضرر وتألم.. أما لو دعوت لهم بالهدى وأن يرزقك الله برهم فإن الصورة ستختلف تمامًا.

 

نعم -أمي الكريمة- فدعاؤك كأُم مستجاب ودعاؤك كمستغيث ملهوف مستجاب، فادعي الله بصلاح ذريتك ولا تظني أن الوقت قد فات، فمن تدعين لهم اليوم سيدعون لك عندما ينقطع عملك فاجتهدي في دعائك لهم.

 

أمي الغالية، أريد أن أخبرك أمرًا وأرجو أن يتسع صدرك لما أقول، ولكن (رحم الله والدًا أعان ولده على بره) فعندما نكبر في العمر نتصور أن الحياة قد انتهت وأننا أصبحنا في حالة من حالات العجز وننتظر من الأبناء أن يساعدونا كما ربيناهم صغارًا وأن يقضوا معنا الأوقات الطويلة وأن نكون أولى أولوياتهم، والحقيقة أن هذا الأمر من جهتنا كآباء وأمهات ليس صحيحًا فهو يحمل شهادة بالعجز عن إدارة الحياة ودخول مرحلة الهامش بل وهامش الهامش أيضًا، لكن صدقيني في هذه الحياة ما يستحق أن يعاش بصورة شخصية وذاتية.

 

من حقك -أمي الفاضلة- أن يكون لك عالمك الخاص بتفاصيله الصغيرة.. فنجان قهوة الصباح في شرفتك.. الجلوس عصرًا مع جارتك.. اتصال حميمي بأبنائك للسؤال عنهم دون شكوى أو عتاب.. اتصال آخر بأحفادك تطمئنين عليهم وتشاركينهم تفاصيل عالمهم.. دعوة منك على العشاء تجمعهم أو تجمع من تيسرت ظروفه للحضور.

 

ألم تشاهدى نساء غربيات في مثل سنك يسافرن ويتجولن في أنحاء العالم يتذوقن الحياة ويستمتعن بكل لحظاتها؟!

 

أنت أفضل منهن، فأنت امرأة مؤمنة تستطيعين الجمع بين الاستمتاع بهذه الحياة والعمل للحياة الأخرى في الوقت ذاته.. هذا الوقت الفارغ الذي ترينه عبئًا ومللاً يمكنك رؤيته خزائن من ذهب تصلين وتذكرين وتتلين كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار فلا مسئولية تعيقك ولا ضغوط تشعرك بالتوتر.. كل ما تحتاجينه أن تهتمي بصحتك حتى لا تخذلك.. سجلي مواعيد أدويتك على منبه الهاتف حتى لا تنسي موعد دواء، وحافظي على زيارة منتظمة للطبيب، وعيشي أيامك وفقًا لنمط صحي فستجدين أخريات مثلك، وتستطيعين في عمرك هذا صناعة دوائر اجتماعية جديدة يمكنكن التزاور.. الذهاب معًا للطبيب.. الخروج معًا.. الاشتراك في ناد معا.. كثيرة كثيرة هي الأشياء التي تستطيعين بها تلوين حياتك فلا تبخلي على نفسك بها، واقرئي أيضا هذه الاستشارة مسنة وحيدة وزوجة ابني السبب.

 

أسعد الله قلبك ورزقك بر أبنائك ومتعك بصحتك، وتابعينا دائما بأخبارك.

الرابط المختصر :