الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : فقهية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
47 - رقم الاستشارة : 1816
04/05/2025
من حين لآخر يظهر على وسائل التواصل الاجتماعى شكوى بوجود حالات تحرش جنسى أو اغتصاب لأطفال أو بالغين والمرء يكون فى حيرة من أمره هل يصدقهم أم لا وهل يجوز لمن تم الاعتداء عليه أن ينشر هذا على وسائل التواصل بدون وجود 4 شهود لكن قد يكون معه أدلة أخرى كالفحص الطبى الذى يثبت حدوث الاعتداء وهل يجوز لرواد مواقع التواصل أن يتداولوا تلك الحوادث وينشروها بدون معرفتهم بوجود 4 شهود أو وجود أدلة جنائية بحجة مثلا أن الأطفال استحالة أن يكذبوا فى مثل هذه الأشياء.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فالأصل في مسائل التحرش الجنسي، والاغتصاب والزنى وغيره من هذه الموبقات أن تعالج في ستر، بعيدًا عن مواقع التواصل والقنوات الفضائية وغيرها من وسائل الإعلام والإعلان،
يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19].
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألمَّ بشيء منها فليستتر بستر الله، وليتب إلى الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله.
وإن موضوع معالجة هذه المسائل -إن كانت هناك خصومة أو اعتداء من طرف على آخر- هو المحاكم الشرعية التي تجتهد في تبين الحقيقة ومعاقبة الجاني.
لكن الذي يُلجئ الناس إلى هذا هو التباطؤ في أمر القضاء وعدم الحسم ومعاقبة الجاني، فيضطر هؤلاء الناس لرفع أصواتهم بهذا الظلم الصارخ خاصة لو كان الجاني له حصانة اجتماعية أو مالية، أومن ذوي الجاه والسلطان، أو يعرف هؤلاء الناس، ولا أحد يلوم المظلوم إذا صرخ واستغاث، ولا يلوم من قام لنجدته ونصرته، إنما اللوم كل اللوم يتوجه لأصحاب القرار الذين لا يسارعون في معاقبة الجاني، بل يأخذون التدابير الواقية من تكرار مثل هذه الجرائم.
﴿لاَ يُحِبُّ اللهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾ [النساء: 148]، فقبل أن نلوم الذي يصرخ من ألم الظلم لا بد أن نتوجه باللوم على من ظلمه ولم يجد من يأتي له بحقه.
والله تعالى أعلى وأعلم