Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. مسعود صبري
  • القسم : فقهية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 26
  • رقم الاستشارة : 1270
11/03/2025

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، لسنوات عديدة كنت أقوم بسرقة النقود من عائلتي دون أن أكترث بالعواقب، كلما سمحت لي الفرصة أمد يدي للحرام، وهم لم يشكوا بي ولو للحظة.

والآن أنعم عليّ الله بالتوبة وندمت ندما شديدا لدرجة أنني لم أعد أستطيع النوم من كثرة تأنيب الضمير، أدعو الله ليلا ونهارا أن يغفر لي، أود أن أكفر عن ذنبي لكن كيف وأنا لا أتوفر على أي مدخول أستطيع من خلاله أن أعيد النقود لأصحابها، من جهة أخرى لا أستطيع أن أطلب منهم الصفح وأفضح نفسي وقد سترني الله طيلة تلك السنين، قد يكرهني الجميع، ماذا أفعل أنا أتعذب كثيرا؟

الإجابة 11/03/2025

جميل أن يصحو الضمير، وأن يستشعر الإنسان الخطأ الذي وقع فيه، وأن يحقق التوبة التي دعا الله الناس إليها {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}.

 

ومن التوبة رد ما اغتصب من المال لصاحبه، بأية طريقة، ليس شرطا أن يخبر الإنسان صاحب المال بهذا، ولو فعلا بطريقة ذكية فلا بأس، ولكن لا يشترط، فشرط التوبة عودة المال لصاحبه، فإن كانت هناك طريقة تجعل عودة المال لصاحبه بلا معرفة من فعل هذا، فهذا خير، لأنه جمع بين رد الأمانة، وبين الستر الذي أمرنا الله تعالى به، على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم حين قال: "فمن ابتلي بشيء من هذه القاذورات، فليستتر بستر الله عليه".

 

فطريق التوبة البحث عن وسيلة لإعادة المال، وليس غيرها، وإلا، فخسران من الحسنات من حسناتك يأخذها صاحب المال، وقت يحتاج المرء إلى حسنة واحدة، وهذا معنى الإفلاس الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه، أخذ من حسنات الظالم، وطرح من سيئات المظلوم على الظالم، وقد ينتهي الأمر بطرحه في النار. فعليك بتقوى الله، ورد المال لصاحبه بأية وسيلة.