أكره اسم حماتي!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : الأطفال
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 42
  • رقم الاستشارة : 2921
09/10/2025

أنا في شهوري الأخيرة من الحمل وهخلف بنت بإذن الله، لكن عندي مشكلة مسبّبة لي توتر كبير بيني وبين جوزي وحماتي. حماتي مصممة نسمي البنت على اسمها، والاسم قديم وغريب شوية والناس بتسخر منه، لدرجة أني أكرهه وأنا مش حابة أظلم بنتي باسم ممكن يسبب لها حرج أو سخرية لما تكبر.

حاولت أتكلم معاهم بهدوء إن الأسماء دي كانت حلوة في زمانها بس دلوقتي الناس بتاخدها على سبيل المزاح، لكن حماتي مصرة وبتعتبر رفضي قلة تقدير ليها، وجوزي مش عارف يرضي مين.

أنا مش عارفة أتصرف إزاي، ولا أختار إيه: أتمسك برأيي عشان بنتي، ولا أتنازل عشان ما تحصلش قطيعة بيني وبينهم؟ خايفة أظلم نفسي أو بنتي بأي قرار.

الإجابة 09/10/2025

أهلاً بكِ عزيزتي، وأُحيّي فيكِ وعيكِ وحرصكِ على حماية ابنتكِ من أي أثر نفسي مستقبلي، مع رغبتكِ في الحفاظ على احترام العلاقة الأسرية، وهذا دليل على وعي بالعلاقات الأسرية المتشابكة.

 

وبدايةً، سوف أتناول مشكلتك من جوانبها الوجدانية والتربوية والاجتماعية:

 

الاسم جزءٌ من الهوية الذاتية

 

أولاً: من حيث البُعد النفسي والتربوي، فالاسم جزءٌ من الهوية الذاتية (Self-Identity) التي تتكوّن في مراحل الطفولة المتوسطة والمتأخرة. الطفل يتأثر بشدّة بما يسمعه من أقرانه حول اسمه أو شكله أو سلوكه، لذا فاختيار الاسم ليس تفصيلاً ثانويًّا كما يظن البعض، بل هو مرتبط بـ تقدير الذات (Self-Esteem) والصورة الذاتية (Self-Image). لذلك فإن قلقك في محلّه؛ لأن السخرية من الاسم قد تُحدث ما نُسمّيه في علم النفس التربوي وصمة اجتماعية (Social Labeling)، تؤثر سلبًا على شخصية الطفلة وثقتها بنفسها.

 

دلالات رمزية

 

ثانيًا: أما من حيث الجانب الأسري والعلاقات الممتدة (Extended Family Relationships)، فلا بد أن نكون على وعي بأن الإصرار من حماتك على تسمية حفيدتها باسمها القديم يحمل غالبًا دلالات رمزية، فهي لا تتمسك بالاسم بقدر ما تبحث — من حيث لا تشعر — عن الاستمرارية النفسية (Psychological Continuity) والشعور بأن أثرها سيبقى في الجيل الجديد، وهذا نابع من احتياج عاطفي طبيعي لدى الكبار. ومن هنا، فإن رفضك المباشر قد يُفسَّر عندها على أنه رفض رمزي لشخصها، وليس للاسم فقط.

 

الحوار الهادئ

 

ثالثاً: الحل هنا ليس في الصراع بل في الحوار الهادئ. يمكنكِ أن تشرحي لزوجك أولاً، ثم لحماتك برفق، أنك تُقدّرين اسمها ومكانتها، وتقترحين أن يكون اسمها جزءًا من الاسم المركب للطفلة — مثل أن يكون الاسم الثاني أو الأوسط — أو أن تختاروا اسمًا حديثًا قريبًا من نغمة اسمها الأصلي. بهذه الطريقة تُشعرينها بالتقدير دون أن تفرضي على طفلتك اسمًا قد يسبّب لها حرجًا مستقبلاً.

 

وأفهمي زوجكك، واطلبي منه أن يقنع والدته بأن النبي ﷺ يقول: «إنكم تُدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم»، وأن هذا الحديث الشريف يُؤكّد أن اختيار الاسم الحسن هو أمانة تربوية ودينية تقع على الوالدين. فالمقصود ليس التحدي أو الإرضاء، وإنما أن يكون الاسم جميلاً في اللفظ والمعنى ومتوافقًا مع الذوق العام.

 

وأخيراً، تذكّري يا عزيزتي أن النية الحسنة مع الحِكمة هي مفتاح إصلاح العلاقات الأسرية.

 

اختاري التوقيت المناسب، وتحدثي بنبرةٍ هادئةٍ متوازنة، سواء مع زوجك أو والدته، دون تحدٍّ أو إصرار؛ فالحوار الودّي يفتح القلوب المغلقة، واللين في القول أبلغ أثرًا من أي حدةٍ أو انفعال، فقد قال تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾.

 

* همسة أخيرة:

 

وفقكِ الله، وجعل قدوم ابنتكِ فرحةً تُقرّ بها العيون وتجمع بها القلوب، وذكّري نفسك دائمًا أن الحب والاحترام هما اللغتان الأجمل في التربية والعلاقات الأسرية.

 

روابط ذات صلة:

مخالفة الوالدين في تسمية الولد

الرابط المختصر :