<p>السلام عليكم، تعرضت للضرب والخنق والإهانة من زوجي أمام أولادي، أنا امرأة متزوجة منذ 15 عامًا، عمري 33 سنة، ولي 5 أولاد، مشكلتي أن زوجي يعاملني كدابة أو بهيمة عنده في البيت لا أكثر، منذ زواجنا فرض عليّ النقاب وحبسني في البيت، يأخذني مرة في الأسبوع لأهلي فقط، وهو من يأخذني بنفسه، ولا خروج آخر، حتى السطح يجب أن آخذ إذنه قبل الصعود إليه.</p> <p>يعاملني كبهيمة له، أخدمه وأطيعه وأخدم الأولاد، وكآلة لإنجاب الأولاد وأداة لتلبية رغباته يحب إنجاب الأولاد ولا يهمه راحتي، كأنني بهيمة أنجب الأولاد، ونفقتي فقط للطعام لا أكثر، وأبقى في البيت طوال الوقت، يمنعني من حبوب منع الحمل لأنه يريد طفلًا جديدًا مع أني لا رغبة لي في ذلك.</p> <p>بالإضافة إلى هذا يبرحني ضربًا إذا أخطأت، فقبل مدة عاد من عمله ولم يجد طعامًا فأبرحني ضربًا أمام الأولاد كأنني حيوان عنده، وأيضًا ضربني قبل أيام، كان الأولاد نائمين فأزعجوه، فنهض إليّ وأبرحني ضربًا ورفسني برجله دون رحمة.</p> <p>تعبت منه وقهرت من استبداده بي، وما جعلني أشتكي هو أنه بسبب الملل في البيت طلبت منه بأدب أن يأخذني في مشوار، فنهض إلي واعتبره قلة أدب، وأمسك رقبتي بقوة يخنقني أمام ابنتي الكبيرة، كادت أنفاسي تنقطع وبنتي تبكي، وبدأ يصفعني في وجهي حتى سبّب لي كدمة زرقاء في عيني.</p> <p>انهرت نفسيًا وجسديًا بسبب معاملته لي، فأنا حبيسة البيت طوال الأسبوع، آكل وأشرب فقط وأخدمه وألبي رغباته كما يريد، كأنني بهيمة عنده فقط، طلبت مشوارًا فكان عقابي بهذه الطريقة.</p> <p>بالإضافة إلى كل هذا، يخونني مع نساء أخريات ولا يكلّف نفسه إخفاء الأمر عني، بل يكلمهن هاتفيًا أمامي، ذات مرة واجهته بخيانته فقام بضربي بقوة وقال: "لا دخل لكِ يا حيوانة، من أنتِ لتحاسبيني؟" عندها عرفت قيمتي عنده.</p> <p>بل خرج بأسلوب جديد في الإهانة، إن أخطأت يرفعني "فلقة" على رجلي، يربط رجلي ويضربها بالعصا، يهينني بأبشع طريقة، بل أحيانًا أمام الأولاد بالفلقة أسفل رجلي لأتفه الأسباب.</p> <p>لا يقبل نقاشًا أو أي رفض مني، آخر مرة ضربني كاد يكسر رقبتي، لذلك أصبح يرفع "الفلقة" بالعصا أسفل رجلي فقط لأنني ناقشته بأمر يخص ابنتنا حول مدرستها، قال لي إنني لا أحترمه، فقط لمناقشتي له، ربط رجلي ورفعني بالعصا بقوة، وقال إن النقاش ممنوع وإن أوامره لا تُرد، يريد إلغائي بالكامل.</p> <p>أنا اليوم تعبت نفسيًا وجسديًا من حياتي معه، لم أعد أحتمل قسوته ولا ظلمه ولا إهانته لي أمام أولادي، أعيش في سجن داخل بيتي، لا حرية ولا كرامة لي، فقط الطاعة والضرب والإهانة المتكررة، كل ما أريده هو الأمان والرحمة، لا أطلب سوى أن أُعامل كإنسانة لها كرامة، لا كبهيمة في بيت رجل لا يعرف الرحمة ولا يقدر الزوجة ولا يرى فيها إلا أداة لإشباع رغباته وإنجاب أولاد لا يرحمهم ولا يرحمني معهم.</p>
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلا وسهلا ومرحبا بك أختي الكريمة في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.
ما تحكينه يا أختي مفزع وصادم ويتجاوز الألم بمراحل لو أن ما كتبته لم يدخله المبالغة، فنحن أمام جريمة شروع في قتل.. أنت تحكين عن خنق حتى كادت أنفاسك تنقطع، هذا أمر يتجاوز كل الأشياء.. ألا تعلمين يا أختي أن الحفاظ على النفس إحدى الكليات الخمس التي جاءت الشريعة لحفظها.
نحن هنا لا نتحدث عن زوج عنيف ولا عن زوجة معنفة، نحن هنا أمام جريمة شروع في قتل لا ينبغي الاستهانة بها أو محاولة التعايش معها.
مؤلم وحارق
كل ما كتبته يا أختي مؤلم وحارق، لقد وصفت نفسك في هذه الرسالة بأنك تشعرين أنك "بهيمة" أكثر من خمس مرات.. تحدثت عن ضرب مبرح ورفس بلا رحمة.. تحدثت عن سلوك شهير يمارسه الساديون ألا وهو الضرب على أسفل الساق باستخدام ما يسمى "الفلقة" كأداة تعذيب.
تحدثت عن خيانات علنية وقحة لا يخجل منها وعندما تعترضين يقول لك: من أنت يا حيوانة حتى تحاسبيني!
فما هذا الجبروت الذي يمتع به هذا الرجل ولماذا التزمت الصمت طيلة هذه السنوات؟!
أنا لن أتحدث عن النقاب أو تضييقه عليك في الخروج ولا حتى عن رغبته في إنجاب الكثير من الأطفال؛ لأن هذه أمور يمكن فيها الحوار والوصول لاتفاق، هذا في الأحوال العادية والطبيعية، بينما في حالتك أنت فالأمر لا يمكن النظر له إلا عبر اللوحة الكبيرة الموحشة التي تعيشين فيها في ظلال الخوف والسيطرة والإهانة.
أفكار للحل
أختي الكريمة، هذا الرجل ضراب النساء يعاني من مشكلات نفسية معقدة، فلديه ميول نرجسية واضحة ويعاني من السيطرة القهرية، ولديه أيضًا توجهات سيكوباتية وميول سادية، وعلاجه ليس عندك بالتأكيد أنت فقط تغذين هذه الميول المنحرفة لديه بصمتك وتخاذلك أمامه فيزداد تجبرًا عليك، وعلى هذه الدائرة أن تتوقف فورًا، وإليك عددًا من الأفكار التي تساعدك على ذلك:
* قومي بتصوير مناطق الإصابات في جسدك حتى لو كانت إصابات قديمة لأنها أدلة لما تتعرضين له.
* جهزي حقيبة ضعي فيها أوراقك الثبوتية والأوراق التي تخص أولادك وأي مقدار مالي متوفر معك مهما كان صغيرًا.. هاتفك وكل ما يمثل أهمية قصوى.
* عندما يأخذك لعائلتك وبمجرد انصرافه اذهبي للمستشفى وأثبتي ما لديك من إصابات قديمة وحديثة.
* حرري محضرًا في قسم الشرطة بما لديك من إصابات.
* اتصلي بالخط الساخن الذي توفره حكومة بلدك للنساء المعنفات واشرحي وضعك.
* تحدثي مع عائلتك أنك لا تأمنين على نفسك الحياة مع هذا الرجل، ولست أدري هل عائلتك تعلم بما يحدث معك وتغض الطرف عنه؟ أم أنك تخفين عنهم تفاصيل ما يحدث معك؟.. على أي حال لا بد أن يكون لك موقف ولا تعودي معه مرة أخرى إلى البيت إلا بشروط سأحدثك عنها في النقاط التالية.. وأعلمي أهلك بهذا وتحدثي بهدوء ونبرة واثقة.
* لا تعودي معه إلى البيت إلا إذا تم عمل جلسة عرفية فيها حكم من أهلك وحكم من أهله، يتم فيها استعراض مظاهر العنف التي تعيشين فيها ومحاولته الدائمة لإذلالك وإهانتك.. ولا يكفي اعتذاره في هذه الجلسة، فنحن لا نأمن لما قد يحدث لك بعد العودة معه، فكثير من جرائم القتل تمت بعد عودة وصلح ممزق.
إذا كان يريد عودتك والصلح فضعي شرطًا لهذا أن يذهب للطبيب النفسي للتشخيص والعلاج مدة لا تقل عن 3 شهور، ولا تعودي معه إلا بعد سؤال الطبيب عن حالته النفسية وعن ميوله العنيفة والسادية وسلوكيات السيطرة القهرية وكل شيء، فلا تعودي إلا بعد الاطمئنان على ذلك.
* من الوارد جدًّا أن يرفض زيارة الطبيب النفسي ويهاجمك أو حتى يحاول أن يستعيدك بالقوة، وبالتأكيد سيمنع عنك المال، وهنا أنت أمام أحد خيارين، إما أن يكون لديك من عائلتك من يستطيع التصدي له وحمايتك أو اللجوء للشرطة وعمل محضر عدم تعرض.
* عليك اللجوء للقاضي لرفع قضايا نفقة لك ولأطفالك إن كانوا بحوزتك، وإن لم تستطيعي أن يكونوا معك فسيكون الهدف هو تخليصك من هذه الحياة أولاً ثم استعادتهم ثانيًا.. أنت لم تذكري أنه يوجه العنف للأطفال، لكن مثل هذه الشخصية المضطربة قد ترتكب أي جريمة، لذلك فسيكون واجبك إنقاذ أطفالك منه، ولكن بعد أن تتحرري أنت أولا حتى تستطيعي ذلك.
* هناك كثير من القضايا التي يمكن رفعها للقاضي يأتي على رأسها قضية الطلاق للضرر وأيضا حضانة أطفالك وسكن الحضانة وطبعًا قضايا النفقة.
أختي الكريمة، لا بد أن تأخذي موقفًا حازمًا.. انحري الخوف في قلبك ولا تستسلمي للضعف ولا تعودي للعيش معه إلا بعد اطمئناك الكامل أنه في حالة نفسية سوية، وإلا فالطلاق هو الحل ﴿وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾، ففضل الله واسع، فلا تجعلى فقرك وضعفك وقلة سندك يضعف موقفك، وثقي في فضل الله وتأكدي أن الله لا يرضى بالظلم ولا الإهانة ولا الإذلال، فالزواج سكن ومودة ورحمة.. نعم قد تحدث بعض الأخطاء البشرية، سواء من الزوج أو من الزوجة، لكنها لا تصل لحد الجرائم التي قد تفقد الإنسان حياته.
توكلي على الله وصلي صلاة استخارة مع كل خطوة تقدمين عليها ثم اطلبي من الله التيسير وأن تعيشي حياة تحفظ فيها كرامتك.. لا تترددي في الكتابة لنا مرة أخرى وإن شاء الله نضع معًا مشروعًا للتطوير الذاتي بعد الوصول لمرحلة الأمان أولاً.. أسعد الله قلبك وأراح بالك وجنبك شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
روابط ذات صلة: