Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فتحي عبد الستار
  • القسم : إيمانية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 78
  • رقم الاستشارة : 1377
22/03/2025

ما فضائل العشر الأواخر من رمضان؟

وما أفضل وقت للقيام والعبادة في العشر الأواخر؟

وكيف يمكن الاستعداد لليلة القدر؟

وما الأدعية المستحبة في ليلة القدر؟

ولماذا تُرجَّح ليلة 27 رمضان بأنها "ليلة القدر"؟

الإجابة 22/03/2025

مرحبًا بك أيها السائل الكريم، وبارك الله لك في وقتك وعافيتك، ووفقك لما يحب ويرضى. نسأل الله أن يرزقك البركة في رمضان، وأن يبلغك ليلة القدر ويجعلك فيها من المقبولين، وبعد...

 

فالعشر الأواخر من رمضان هي تاج هذا الشهر الفضيل، وهي ليالي النفحات الإلهية والبركات المضاعفة، فيها تصفو الأرواح، وتتوجه القلوب إلى الله تعالى، وفيها ليلة هي خير من ألف شهر، ليلة القدر المباركة. ولذا، كان النبي ﷺ يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، وكان يُحيي ليله، ويوقظ أهله، ويشد مئزره، كناية عن شدة الاجتهاد في العبادة، كما جاء في الحديث الشريف المتفق عليه.

 

أولًا- فضائل العشر الأواخر من رمضان:

 

1- ليلة القدر فيها:

 

أعظم فضيلة لهذه الليالي أنها تحتضن ليلة القدر، التي قال الله عنها: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر: 3]، أي أن العبادة فيها تساوي عبادة أكثر من ثلاثة وثمانين عامًا.

 

2- مضاعفة الأجور والحسنات:

 

الأعمال الصالحة فيها تُضاعف، والرحمة تُبسط، ويُعتِق الله فيها كثيرًا من عباده من النار، قال النبي ﷺ: «إنَّ للهِ عتقاءَ في كلِّ يومٍ وليلةٍ، لكلِّ عبدٍ منهم دعوةٌ مستجابةٌ» [رواه أحمد وصححه الألباني].

 

3- كان النبي ﷺ يجتهد فيها اجتهادًا خاصًّا:

 

وهذا يدل على عظمتها، فقد روى البخاري ومسلم أن النبي ﷺ «كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها».

 

ثانيًا- أفضل وقت للقيام والعبادة في العشر الأواخر:

 

أفضل وقت للقيام والعبادة هو الثلث الأخير من الليل، حيث ينزل الله سبحانه نزولًا يليق بجلاله، كما في الحديث: «يَنزِلُ رَبُّنا تبارَكَ وتعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأَسْتَجِيبَ لهُ؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأَغْفِرَ لهُ؟» [متفق عليه].

 

ثالثًا- كيفية الاستعداد لليلة القدر:

 

1- تحقيق الإخلاص:

 

فالنية الصادقة في تحري ليلة القدر من أسباب المغفرة، قال النبي ﷺ: «مَن قامَ ليلَةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنبِهِ» [متفق عليه].

 

2- الاعتكاف والاجتهاد في العبادة:

 

كان النبي ﷺ يعتكف بالمسجد في العشر الأواخر، ويجتهد في العبادة أيّما اجتهاد، بين القيام والذكر ومراجعة القرآن وتلاوته. فالاعتكاف يساعد المسلم على التفرغ للعبادة في هذه الأيام والليالي الغالية، والخلوة بالله تعالى، والقرب منه سبحانه.

 

3- الإكثار من الدعاء والاستغفار:

 

خصوصًا الدعاء الذي أوصى به النبي ﷺ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حين سألته: ماذا أقول إن علمتُ أنها ليلة القدر؟ فقال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» [رواه الترمذي وصححه الألباني].

 

رابعًا- الأدعية المستحبة في ليلة القدر:

 

* اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.

 

* اللهم اجعلني من عتقائك من النار.

 

* اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي.

 

* ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

 

وأي دعوات يفتح الله -سبحانه وتعالى- بها عليك، وينشرح لها صدرك، وتضع فيها حاجتك بين يدي الله عز وجل.

 

خامسًا- لماذا تُرجَّح ليلة 27 رمضان بأنها ليلة القدر؟

 

اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، ولكن أكثر الروايات تشير إلى أنها في الوتر من العشر الأواخر، وخاصة ليلة 27. ومن الأدلة التي استندوا إليها:

 

1- حديث أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه، حيث قال: «والله إني لأعلم أيُّ ليلةٍ هي، هي الليلةُ التي أمرَنا رسولُ اللهِ ﷺ بقيامِها، وهي ليلةُ سبعٍ وعشرينَ» [رواه مسلم].

 

2- أن بعض الصحابة كانوا يقسمون على أنها ليلة السابع والعشرين.

 

3- أن النبي ﷺ قال: «التمِسوها في العَشرِ الأواخِرِ من رمضانَ، في تاسعةٍ تَبقَى، في سابعةٍ تَبقَى، في خامسةٍ تَبقَى» [رواه البخاري].

 

إلا أن الصواب هو الاجتهاد في جميع العشر، لأن النبي ﷺ لم يحددها بيقين، ولأنها قد تتنقل بين الليالي.

 

وختامًا، نسأل الله أن يجعلنا وإياك من المقبولين في هذا الشهر الكريم، وأن يبلغنا وإياك ليلة القدر ونحن في أحسن حال، وأن يرزقنا وإياك فيها العفو والمغفرة والعتق من النار.

 

فاجتهد أخي الكريم في هذه الليالي المباركة، فالعمر قصير، والفرص الثمينة لا تتكرر كثيرًا.

 

بارك الله لك في وقتك وجهدك، وتقبل الله منا ومنك، ورزقنا وإياك حسن الختام.

الرابط المختصر :