الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : أسرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
66 - رقم الاستشارة : 1683
19/04/2025
عايزة آخد رأيكم في حاجة، ومعلش لو هطول عليكم، لو واحد اتجوز على مراته واحدة أكبر منه بكتير ومعاها عيال كباااار ومفيهاش أي ميزة، لا مال ولا جمال ولا أي حاجة بالعكس، وهو نفسه بيقول كدة مفيهاش أي ميزة.
ومراته لما عرفت جتلها شبه جلطة وكانت هتموت فيها، وأهله وكل اللي حواليه مش موافقين على اللي عمله، ومش عايز يطلق لا الأولى ولا التانية، ولما يتكلمو معاه أنت بتخرب بيتك علشان إيه يقول مش عارف، ومش قادر أبعد عنها في حاجة بتخليني أجري وراها، أصحى من النوم مش عايز أعمل حاجة غير إني أروح لها بسرعة.
دا ممكن يكون إيه هل ممكن يكون معموله عمل مثلا ولا هو بيشتغلهم ولا إيه، مع العلم الست حقيقي مفيهاش ميزة، ومراته تعمل إيه في الحالة دي هتموت من القهرة مش قادرة تستحمل.
أختي الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك على صفحة الاستشارات الإلكترونية لمجلة المجتمع..
أريد أن أخبرك أنه لا يوجد إنسان على سطح هذا الكوكب بلا ميزة.. هذا أمر مستحيل.. أي إنسان يمتلك مجموعة من المميزات ومجموعة من العيوب.. بعض المميزات ظاهرة للعيان وبعضها مستتر.. كذلك العيوب بعضها واضح للعيان وبعضها مستتر..
فكونك تؤكدين المرة تلو الأخرى أن هذه السيدة بلا أي ميزة، فهذا لا يعني أكثر من أنها وجهة نظرك الشخصية التي حصرت مميزات المرأة في العمر والمال والجمال، وبما أنها أكبر عمرًا ولديها أولاد كبار، وبما أنها لا تملك المال وهي ليست جميلة بمقياسك للجمال، فالنتيجة من وجهة نظرك أنها امرأة بلا مميزات، وغالبا أنت تصدقين أنها عملت له سحرًا كي يحبها!!
تحليل ومناقشة
الحقيقة أن كثيرًا من الرجال انجذبوا وتزوجوا نساء أكبر سنًّا، وزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها أكبر دليل على ذلك، حيث منحته ما لم تمنحه امرأة أخرى، وظل يذكرها طيلة حياته حتى أن السيدة عائشة رضي الله عنها لم تشعر بالغيرة من أي زوجة أخرى أكثر مما شعرت بالغيرة من السيدة خديجة، وللعلم كان للسيدة خديجة أبناء كبار احتواهم النبي صلى الله عليه وسلم.. الخلاصة أن كونها أكبر منه لا يمنع أن يحبها ويشعر بالتوافق معها إذا توافرت أسبابه.
نأتي لمسألة الجمال وهي مسألة نسبية تمامًا، فالكثيرون يرون أن المرأة الشقراء هي نموذج للجمال، لكن الكثيرين أيضًا يرون السمراء أشد جمالاً وجاذبية، وقد تكونين أنت تفضلين الشقراء مثلا بينما هو ليس كذلك.. وهناك نقطة غاية في الأهمية أن هناك فريقًا آخر لا يستطيع فصل الجمال عن الروح التي تحملها صاحبته، وقد يكون هذا الرجل كذلك؛ فالمرأة ليست تمثالاً له مواصفات قياسية.. نعم لها مواصفات شكلية مهمة لكن لا يمكن الشعور بها إلا عندما تضحك.. تتكلم .. تهتم .. إنها مزيج من الجمال والجاذبية معًا.
أما آخر ما يمكن أن يفكر فيه الرجل الحقيقي هو المال الذي تملكه زوجته، فالرجل هو الذي ينفق على بيته ولا يتطلع لمال زوجته.. وعدم ثراء هذه المرأة هو أكبر دليل أنها استطاعت جذبه إليها لأسباب أخرى ليس من بينها المصلحة المادية.
سر الجاذبية
إذن ما هو سر انجذاب هذا الرجل لهذه المرأة؟ هذا أمر لا يمكن الجزم به ولكن هناك احتمالات كثيرة متعددة، فقد تكون هذه السيدة حنونة استطاعت احتواءه.. قد تكون تنصت إليه وتمنحه الفرصة كاملة للتعبير عن نفسه.. قد تكون ممن يستطيع الاهتمام بتفاصيله الصغيرة والرجل أسير الاهتمام.
قد تكون هذه السيدة تمنحه التقدير الذي يحتاجه.. تمتدحه بحرارة.. تستطيع رؤية مميزاته بوضوح.. كل هذه أسباب تجعله ينجذب إليها ويرغب في الذهاب إليها كل يوم كمن ينجذب إليها مغناطيسيًّا.. وهناك سبب آخر غاية في الأهمية أن يكون قد وجد فيها ما لم يجده في زوجته الأولى، فقد تكون الزوجة الأولى عصبية حادة الطباع سريعة الانفعال.. قد لا يحصل منها على التقدير الكافي.. هناك احتمالات كثيرة لا يمكن الحكم عليها وقد لا تعرفين تفاصيلها.
وقد تكون زوجته الأولى سيدة لطيفة مهتمة لم تشعره بالنقص، وعلى الرغم من ذلك انجذب للأخرى، هذا يحدث كثيرًا، فهناك رجل المرأة الواحدة، وهناك رجل يستطيع الجمع بين أكثر من امرأة، وأنا أريد أن أحدثك حديثًا عقلانيًّا موضوعيًّا، والرجل لم يقترف إثمًا وإنما تزوج زواجًا شرعيًّا، فهل لو أنه تزوج فتاة صغيرة ثرية شديدة الجمال هل كنت ستلتمسين له عذرًا؟ وهل زوجته الأولى كانت لتكون أهدأ حالاً؟
أختي الكريمة، ليس من حق أحد أن يطالبه بتطليق هذه السيدة ولا زوجته الأولى "لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها" رواه البخاري ومسلم.
ليس أمام الزوجة الأولى إلا الصبر الجميل، فعليها أن تتماسك وأكثر ما يجعلها تتماسك كثرة الصلاة والذكر {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (البقرة: ١٥٣)، هي بحاجة ماسة للهدوء وطمأنينة القلب {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: ٢٨)، وتعتبر ما حدث ابتلاء من الله.. والحياة لا تخلو من الابتلاءات وكلها مؤلمة ومما يعينها على ذلك تذكر النعم الكثيرة التي تحيطها وتحاول أن تتخيل أن الابتلاء أصاب نعمة منهم.
أمام الابتلاء لا يوجد إلا القبول والصبر والتعايش والتكيف، وفي الحديث الذي رواه الترمذي "من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له"؛ فلتصبر ولتحتسب وتشكو حزنها إلى الله حتى يرفع الله هذا الحزن من قلبها.
هي بحاجة أيضًا أن تفهم أن الزوج هو جزء من حياتها، فإن كان غضبها لأجل نظرة الناس فلتعلم أن لكل منهم ابتلاءه الخاص، وزوجها لم يرتكب إثمًا، وزواجه ليس منقصة لها، فلا تشغل ذهنها برأي الناس.
وإن كان حزنها بسبب الغيرة ولأنها تشعر أن قلبها قد جرح فلتتخفف قليلاً من هذا الحب العنيف ولتجعله حبًّا هادئًا يشغل جزءًا من قلبها فقط فلديها أولادها وعائلتها، وقبل ذلك كله لديها نفسها وصحتها النفسية التي ينبغي أن يكون اهتمامها بها في المقام الأول.
فلتهدأ وتعامله بهدوء ورقي وتماسك وتترك له حرية اختيار القرار وتنشغل في حياتها ولا تطارده، فعندما يكون في بيتها فمرحبًا به، وعندما يغادر فلديها الكثير مما يشغلها، فلن تبقى عالقة في مداره.. كتب الله لها الخير وأسعد قلبها وألَّف بينها وبين زوجها.