الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : فقهية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
46 - رقم الاستشارة : 1716
28/04/2025
السلام عليكم شيخنا الفاضل أنا ووالدي بنحب نتابع المصارعة الحرة مع بعض لكن لاحظت إنه في بعض المحاذير الشرعية زي العورات والعنف الموجود في المباريات أوقات بتكون أمي وأخواتي بالغرفة معنا وقت المشاهدة وهذا خلاني أفكر في الحكم الشرعي لهاي المشاهدات شو حكم مشاهدة مباريات المصارعة الحرة بالنسبة إلنا وهل في مشاكل شرعية من العورات والعنف اللي بيصير في المباريات وكمان إن أمي وأخواتي بيشاهدوا معانا بالغرفة هل علينا إثم بسبب هذا جزاكم الله كل خير ونفع بعلمكم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فالأصل في المسابقات الرياضية أنها مباحة بضوابط وشروط وضعها الفقهاء، من أهمها أن يكون موضوع المسابقة مباحًا مشروعًا، وألا يترتب عليها ترك واجب أو فعل محرم، وأن تحقق المسابقة مقصدًا من المقاصد المعتبرة شرعًا.
وبالنظر إلى موضوع السؤال وهو المصارعة الحرة نجد أنها تخالف الشرع الحنيف في أمرين، الأول هو العنف الذي يمارسه المصارع تجاه خصمه وقد يؤدي إلى قتله أو كسر عضو من أعضائه أو ذهاب منفعته، وهذا منهي عنه.
الثاني ظهور العورات من الرجال والنساء أثناء المصارعة مما يترتب عليه فتنة للرجل والمرأة على حد سواء.
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي – رحمه الله - في فتوى مشابهة:
ومن الضوابط المهمة هنا: حدوث ضرر بالغ لللاعب أو لخصمه في الرياضات التي يتبارى فيها اثنان، مثل الملاكمة، والمصارعة. وقد أفتى بعض العلماء ـ وأنا منهم ـ بتحريم لعبة الملاكمة المفتوحة، التي يجوز للملاكم فيها أن يقتل خصمه بالضربة القاضية أو يصيبه بعاهة مستديمة، تلازمه طوال حياته، وتؤثر على جسمه أو عقله.
ذلك أن من القواعد الشرعية المقطوع بها، والمأخوذة من نص الحديث النبوي، ومن آيات القرآن: أن "لا ضرر ولا ضرار"، وقال تعالى: ﴿ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا﴾ (النساء: 29)، وقال سبحانه: ﴿ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة﴾ (البقرة: 195).
ولا يجوز للإنسان أن يضر نفسه أو غيره ضررًا بليغًا، طائعًا مختارًا؛ لأن نفسه وديعة من الله بين يديه، لا يسوغ له أن يتصرف فيها تصرفًا يؤذيها بلا سبب، إلا أن تدفع إلى ذلك ضرورة، أو حاجة تنزل منزلة الضرورة.
ومن الضوابط المهمة كذلك: المحافظة على ستر العورات المحظور كشفها، والذي أرجحه هنا أن نتبنى المذاهب الميسرة في هذا الأمر، مثل من يرى أن الفخذ ليس بعورة، لمسيس الحاجة إلى كشف الفخذ أو بعضه على الأقل في كثير من الرياضات.
ولكن لا يجوز أن نسمح بتجسيد العورات المغلظة تجسيدا شديدا، ولو كان ذلك للرجال.
وأشد من ذلك وأغلظ: ما يتعلق بعورات النساء، في رياضات كثيرة، مثل السباحة، و(الجمباز) والتزحلق على الجليد، ورقص البالية ، والعدو والقفز وغيرها، فهذا يجوز للنساء أن يقمن به بعضهن مع بعض بضوابطه، ولا يقمن به بمشهد من الرجال الأجانب عنهن.
ولهذا لا يجوز تصوير هذه المشاهد الرياضية المتعلقة بالنساء، مثل السباحة وألعاب الجمباز، ونحوها، لتنقل إلى عموم المشاهدين من الرجال وغيرهم عن طريق التلفازات والفضائيات وغيرها
ومن الضوابط المهمة أيضا: ألا تلهي هذه الألعاب عن ذكر الله وعن الصلوات المفروضة، وعن أي واجب ديني أو دنيوي؛ لأن إضاعة الصلوات والواجبات أمر محرم في الإسلام، وكل ما أدى إلى الحرام فهو حرام، فوجب منعه سدًّا للذريعة إلى الفساد. وقد قال تعالى في تعليل تحريم الخمـر والميسر: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ (المائدة: 91).
والله تعالى أعلى وأعلم