<p>قبل كم يوم دقّت عليّ سلفتي، وصوتها بيه نبرة حزن وخوف غريب. قلّتلي: "إنتِ مثل أختي، وأخاف عليك من الطريق اللي مشيته. لو يرجع بيّه الزمن، ما أتزوّج بهالعيلة أبد…". وبدّت تحچيلي عن حياتها: تقول رجال هالعيلة أغلبهم ما يشتغلون، وإذا اشتغلوا، اشتغلوا فترة قصيرة ويرجعون يقعدون، ويخلّون المرة هي اللي تصرف. وتقول زوجها يسبّها، ويهينها، ويجبرها تنزل تشتغل وهو بالبيت، لا مسؤولية ولا احترام.</p> <p>وأني من چانت تحچي… حسّيت كلامها يدخل بقلبي مثل الجمر. ربطت بين حچيها وبين خطيبي… وخطيبي فعلاً صارله فترة ما يشتغل، وإذا اشتغل، شهر شهرين ويرجع يقعد. بس والله ما چان خاطري يربط بينهم! وفرحنا باقي عليه شهرين بس… وأني هسه ضايعة. خايفة. مضغوطة. هي ترجّتني لا أقول لأحد، حتى لا يقولون هي سبب خراب العلاقة.</p> <p>وأني من يومها وقلبي يعورني… أخاف أكمّل وأظلم نفسي، وأخاف أترك وأندم. أخاف الحچي صحيح… وأخاف يكون بس سوء ظن. أريد أحد يرشدني… أريد كلمة تخليني أشوف طريقي. شأسوي؟ شنو القرار الصح؟ ترى نفسيتي تعبانة وما أعرف لمن أحچي<span dir="LTR">.</span></p>
ابنتي الغالية، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.
كلام سلفتك -يا ابنتي- لا يمكن تجاوزه فهو كلام شديد الخطورة يمس مستقبلك بشكل مباشر؛ لذلك ينبغي الوقوف أمامه وتحليله وتقييمه.. لا أقول إنه يقيني ولكنه بالغ الأهمية، خاصة أن هناك شواهد تؤكده، فأنت تقولين (خطيبي فعلاً صارله فترة ما يشتغل، وإذا اشتغل، شهر شهرين ويرجع يقعد)، ولأنك كنت تحسنين الظن به لم تتوقفي مع هذه الملاحظة إلا بعد حديث سلفتك التي سلّطت الضوء على النقاط العمياء في علاقتك بخطيبك.
ثنائية القوامة – الإنفاق
ابنتي الكريمة، مسألة إنفاق الرجل على زوجته وبيته إحدى ركيزتين تقوم عليهما فكرة القوامة ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾؛ فالرجل قوام وقائد للأسرة بسبب ما يتسم به من سمات شخصية ونفسية وبسبب ما ينفق على هذه الأسرة، والإنفاق هو نتيجة طبيعية للسمات الشخصية والنفسية التي يتمتع بها الرجال.
ما قالته سلفتك عن زوجها وما اتهمت به معظم رجال هذه العائلة أمر يمكنكم التثبت منه؛ لذلك أنت بحاجة لإخبار والدك دون أن تذكري اسم سلفتك، فيمكنك أن تقولي لوالدك إنك لاحظت طيلة فترة الخطبة أن خطيبك لا يستقر في عمل فهو يعمل لمدة شهر أو شهرين ثم يقعد عن العمل ويستمر في حالة القعود هذه فترة طويلة، فعلى والدك أو ولي أمرك البحث والسؤال مرة أخرى في ضوء ملاحظتك هذه، ولن نقول في ضوء كلام هذه السيدة، حتى لا يتم إيذاؤها وهي متورطة بالفعل مع هذه العائلة ولديها أطفال غالبًا لذا فهي مستمرة.
القعود والعنف
هناك -يا ابنتي- ما يمكن أن نطلق عليه نمطًا عائليًّا متكررًا حيث تشيع صفة معينة في عائلة ما، كأن يشيع العنف بين رجال عائلة ما أو يشيع البخل في عائلة أخرى.. إنها حالة من حالات العدوى النفسية أو لعله نمط التربية.. ما أريد قوله إن وجود عناصر أخرى من عائلته لا يستقرون في عمل إشارة خطيرة تؤكد ما يتبعها من علامات خطيرة.
* إذا كان الرجل لا يعمل فهذا يعني أنه سيعاني من ضائقة مالية شديدة، وهذا سوف يترجم على شكل نوبات من الغضب والإساءة.
* إذا كان الرجل لا يعمل قد يشوش على نفسه المشكلة؛ لأنه غير راغب في الحل فيدفع زوجته للعمل وقد يجبرها عليه، وقد ينتقي زوجة عاملة منذ البداية لأنه سيقوم بتحميلها دورًا ليس لها ويجبرها على مسئولية لا تخصها.
* إذا استجابت الزوجة وتحملت هي مسئولة الإنفاق في هذه العلاقة المختلة فلن يمتن لها زوجها لسبب بسيط أنه رجل غير طبيعي من البداية.. رجل قاعد وليس رجلاً قوامًا.
* إذا استجابت الزوجة وتحملت هي مسئولة الإنفاق فقد يتعمد هذا الرجل القاعد التشويش على موقفه فيتعمد التقليل من الزوجة وترصد الأخطاء لها وإشعارها بالتقصير، وقد ينتهي الأمر للعنف والإيذاء كي يعوض شعوره بالنقص، فقد يمنحه التفوق الجسدي والإيذاء مشاعر مزيفة بالسيطرة.
ما العمل؟
ابنتي الغالية، أنا لن أقول لك افسخي الخطبة فورًا، ولكن على الأقل جمّديها حتى يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
تحدثي مع خطيبك حديثًا هادئًا جادًّا واسأليه عن سبب تركه المتكرر للعمل، فإذا رفض الحديث أو قام بالتشويش عليه أو قدم أسبابًا واهية فهذه كلها علامات حمراء خطيرة.
اطلبي من خطيبك تأجيل الزواج لأن لديك مخاوف من مسألة عمله هذه، وأن عليه أن يرسل لك رسالة طمأنة بأن يستقر في عمل مدة لا تقل عن ستة أشهر قبل أن تتمي الزواج بالفعل، فإن غضب واعتبر ذلك إهانة فلا تهتزي واثبتي على موقفك، فستة أشهر هي الحد الأدنى، وإلا فالمفترض أن يستقر في عمل ثابت لمدة عام كامل.
اسألي خطيبك بشكل واضح عن رأيه في عملك وعن الصورة المتوقعة للإدارة المالية لحياتكم، وهل يتوقع منك المشاركة في المصروفات وبأي نسبة، وهل ينتظر منك تحمل المسئولية في حال فقد عمله، حتى لا تجدي المفاجأة بسيناريو مسبق قام بإعداده في ذهنه بعد أن تكوني قد تورطت معه.
وأخيرًا، أنصحك بصلاة الاستخارة في ضوء هذه المعلومات الجديدة التي عرفتها.. أسعد الله قلبك وأراح بالك وكتب لك السعادة، وتابعيني بأخبارك دائمًا.
روابط ذات صلة: