<p style="direction: rtl;">السلام عليكم دكتورة<span dir="LTR">.</span>.</p> <p style="direction: rtl;">أنا أم لطفل عمره 7 سنين، ومن حوالي شهر ونص صار عنده شي عم يزعجني كتير: بيصحى بنص الليل مفزوع وبيضل يبكي وبيرتجف، وما بيهدأ غير بعد ساعة تقريبًا، وبعدين بيرجع بيغلب عليه النوم من جديد<span dir="LTR">.</span></p> <p style="direction: rtl;">بصراحة أنا صرت قلقة، ما بعرف إذا هالشي نفسي ولا جسدي، ولا إذا له علاقة بأحلام مزعجة أو توتر عنده<span dir="LTR">.</span></p> <p style="direction: rtl;">شو ممكن تكون الأسباب؟ وكيف لازم أتصرف كأم حتى أساعده وما أخليه يضل بهالحالة؟</p>
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أولاً: ما وصفته غاليتي، يتوافق مع ما يُسمى في علم النفس التربوي Night Terrors نوبات الفزع الليلي، وهي تختلف عن الكوابيس العادية.
نوبات الفزع الليلي
الطفل في هذه الحالة يستيقظ فجأة وهو في حالة خوف شديد وبكاء، مع صعوبة تهدئته، ثم يعود إلى النوم من جديد غالبًا دون أن يتذكر ما حدث.
ثانيًا: هذه النوبات لا تُعد مرضًا نفسيًا خطيرًا، لكنها مرتبطة بعدة عوامل:
- إرهاق جسدي أو قلة انتظام في النوم.
- تغيرات بيئية أو أسرية قد تولّد عند الطفل توترًا داخليًّا.
- تعبير لا واعٍ عن القلق (Unconscious Anxiety Expression)، حيث يترجم الطفل مشاعره في صورة فزع أثناء النوم.
- وأحيانًا يكون لها ارتباط وراثي أو نتيجة نمو الجهاز العصبي المركزي.
الحلول التربوية
ثالثًا: أستطيع هنا أن أنصحك من جانب تخصصي التربوي النفسي بما يلي:
1- الالتزام بروتين نوم ثابت: أي ساعة نوم منتظمة، وتهيئة جو هادئ قبل النوم (إضاءة خافتة، قراءة قصة قصيرة، دعاء قبل النوم).
2- الابتعاد عن المثيرات: تجنب الألعاب الإلكترونية أو مشاهدة مشاهد مثيرة للقلق أو الرعب قبل النوم.
3- التقليل من التوتر بقدر استطاعتكم: وذلك بمنح الطفل جرعات من Emotional Security الأمان العاطفي عبر الاحتضان والكلام المطمئن قبل نومه.
4- عند حدوث نوبة الفزع، لا توقظيه بعنف ولا توبخيه، بل اكتفي بالاحتضان أو التربيت الهادئ حتى يهدأ.
5- مراقبة حالته الصحية، وفي حال استمرار النوبات بشكل متكرر يوميًّا أو صاحبها أعراض أخرى (مثل التبول اللاإرادي الشديد أو سلوكيات عدوانية)، يُفضل استشارة طبيب أطفال أو اختصاصي نفسي.
رابعًا: وهناك ركيزة مهمة يجب أن نرتكز عليها، ألا وهي الجانب الإيماني والديني، فقد أوصى النبي ﷺ بتعويد الأطفال على الأذكار، ومن الأدعية: "أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة"، وغيرها من الأدعية قبل النوم.. فالله تعالى يحفظه ويزرع الطمأنينة في قلبه بسببها.
وأخيرا: أطمئنك أن أغلب الأطفال يتجاوزون هذه المرحلة مع التقدم في العمر إذا توفرت لهم بيئة أسرية مستقرة وحنان كافٍ.
* همسة أخيرة:
عزيزتي الأم القلقة، إن خوفك مفهوم، لكن لا تحمّلي نفسك فوق طاقتها، فبالحكمة والهدوء، وبالاعتماد على التربية الوقائية (Preventive Parenting)، سيستعيد طفلك توازنه وينعم بنوم آمن وراحة نفسية إن شاء الله تعالى.
روابط ذات صلة: