الإستشارة - المستشار : د. عادل عبد الله هندي
- القسم : المهتدون الجُدد
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
65 - رقم الاستشارة : 3453
01/12/2025
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا معلم للغة العربية والدراسات الإسلامية في مركز إسلامي بالولايات المتحدة. التحدي الأكبر الذي يواجه المهتدين الجدد لدينا هو "حاجز اللغة العربية" لتعلم القرآن والعبادات الأساسية. الكثير منهم يفشل في الاستمرار بسبب صعوبة التعلم والشعور بالعجز عن فهم صميم الدين.
سؤالي: ما هي المنهجية التربوية التي يجب أن نتبعها لتيسير تعلم اللغة العربية والقرآن على المهتدي الجديد غير الناطق بها؟ هل يجب أن نركز على تعليم "فقه العبادات" بلغتهم، أم نصر على تعليم "الحروف والقواعد" أولاً؟ وما هي الأدوات التقنية والتعليمية الحديثة التي تنصحون بها لكسر هذا الحاجز؟ أرجو إفادة بمنهج يجمع بين التيسير والوصول إلى الأصل. جزاكم الله خيرًا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً بك أيها المعلم الفاضل، وشكر الله لك جهودك في تعليم لغة القرآن لغير الناطقين بها. إنكم على ثغر عظيم؛ فـ "مفتاح فهم الإسلام هو لغة القرآن"، وصعوبة اللغة هي أكبر حائل بين المهتدي وبين الاستمتاع بعباداته. إنكم تسألون عن "فقه تيسير اللغة العربية والقرآن للمهتدين الجدد"، أسأل الله أن يبارك في علمك وعملك وأن يجعلك مفتاحًا للخير.
منهجية التوازي التعليمي
المنهجية التربوية في التعامل مع المهتدين الجديد يجب أن تكون منهجية "التوازي التعليمي"، بمعنى الجمع بين تعليم "الأساسيات العباداتية الفورية" بلغتهم، وبين "التأسيس اللغوي التدريجي" بالعربية.
ينبغي لك ألّا تصر على تعليم الحروف والقواعد أولاً قبل أن يتعلموا أساسيات الصلاة والدعاء، فهذا يفقدهم متعة العبادة فورًا. بل يجب أن تبدأ معهم بـ "العبادات الضرورية الفورية" (الشهادتان، قراءة الفاتحة وسور قصيرة في الصلاة، أذكار الصلاة) بـ "الترجمة الحرفية والمقصدية"، مع تشجيعهم على "الحفظ الصوتي بالاستماع المتكرر" حتى لو لم يفهموا كل حرف، فمجرّد ترديد كلام الله بلسان عربي له أثر في القلب.
التركيز على المنهجية الوظيفية للغة
أما عن التأسيس اللغوي، فيجب أن تركز على "منهجية العربية الوظيفية" لا القواعد المعقدة في البداية. أي، علّمهم اللغة التي يحتاجونها في حياتهم اليومية والعباداتية أولاً: (السلام عليكم، كيف حالك، كلمات الطهارة، أسماء الله الحسنى، أسماء الأنبياء، إلخ). وهذا يربط اللغة بالحياة ويشجعهم على الاستمرار.
ومن أفضل الأدوات التقنية التي يمكن أن تستغلها هي: تطبيقات تعليم اللغة العربية التفاعلية، المقاطع المرئية القصيرة (الفيديوهات) التي تشرح قاعدة أو كلمة عربية واحدة في دقيقة واحدة مع أمثلة بصرية، واستخدام الألعاب اللغوية والأناشيد البسيطة التي تسهل الحفظ والمراجعة.
عليك أن تذكر المهتدين دائمًا بأن الجهد في تعلم القرآن له أجر مضاعف؛ فـ "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" (متفق عليه). وهذا يرفع معنوياتهم ويجعلهم يتقبلون المشقة. فاجعل لهم برنامجًا تعليميًّا متدرجًا، ولا تثقل عليهم بالحفظ أو القواعد دفعة واحدة، فالتيسير هو أصل الدعوة.
وأسأل الله أن يفتح على قلوب طلابك بلغة القرآن، وأن يجعلك سببًا في تذوقهم لحلاوة كلام ربهم، وأن يرزقك الصبر الجميل في تعليمهم، وأن يكتب لك أجرهم وأجر من يعلمون بعدهم.
روابط ذات صلة:
التيسير مع المهتدين الجدد.. حدود المراعاة وضوابط التدرج
تثبيت الأقدام.. كيف نرعى المهتدين الجدد؟
برنامج دعوي لتثبيت المهتدين الجدد على الإسلام
رعاية المهتدين الجدد والوقاية من الانتكاسة الدعوية
تعليم المهتدين الجدد على ضوء اختلاف المذاهب الفقهية