إنسان بلا أمنية قريب من الفشل

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً ومرحبًا بك أخي الفاضل في موقع استشارات المجتمع، وبعد:

تحديد الأمنية يجعلها هدفًا قابلاً للتحقيق، عن طريق تقسيمها إلى خطوات صغيرة ووضع خطة عمل محددة، ويجب الإيمان بتحقيقها، وتجنب الخوف والعقبات، ومواصلة السعي مع الصبر والإصرار لتحويل الرغبة إلى واقع.

الإنسان الذي يعيش في هذه الحياة من دون أمنية هو أقرب للفشل منه إلى النجاح.

فالأمنية تؤدي دائمًا إلى تحديد الأهداف والغايات في الحياة، وإلى التخطيط في الحياة.

تصوروا أن الإنسان يعيش في هذه الحياة من دون أهداف وغايات، من دون خطة واضحة المعالم.

هذا يعني أنه من لا أماني لديه، فلا أهداف ولا خطة ولا غايات لديه؛ لأن الأهداف والخطة والغايات تأتي من الأماني.

والأماني من صفاتها أنها غير محددة بزمن، وغير محددة بأشخاص، هكذا هي على إطلاقها، من دون قيود، ومن دون حدود.

هل تعلم أن الأماني العظيمة هي سر النجاح؟

في مقدمة كتاب The magic of thinking big عجائب التفكير العظيم، حدث لقاء بين مسؤول كبير وموظفين كبار في إحدى الشركات.

استدعى نائب الرئيس- المسؤول عن التسويق- مجموعة من كبار الموظفين في الشركة، وقال لهم: انظروا إلى هذا الموظف البسيط (عبد الله)، لقد حقق في هذه السنة دخلاً ماليًّا قدره 60,000 دولار، وهذا يساوي 5 أضعاف دخل كل واحد منكم.

وأريد الآن منكم النظر بإمعان إلى «عبد الله»، واسألوا أنفسكم: ما الذي مكنه من تحقيق هذا الدخل الذي لا تملكونه؟ هل لديه 5 أضعاف ذكائكم؟ بالطبع لا. فشخصيته تظهر أنه إنسان عادي.

ولقد سألت مسوؤوله المباشر في الشركة فأيدني في ذلك.

هل عبد الله يعمل 5 أضعاف ما تعملونه؟ بالطبع لا.

فتقاريره السنوية تفيد أنه يطلب استئذانات وإجازات أكثر من أي واحد منكم.

هل تهيأت لعبد الله ظروف مالية أفضل منكم؟ بالطبع لا.

هل أتيحت لعبد الله فرص للتعليم أكثر منكم، أم إن وضعه من جهة الصحة والعافية أفضل منكم؟ بالطبع لا.

فالجميع يعلم أنه إنسان طبيعي في جميع أموره، ولكن الفرق الوحيد بينه وبينكم أنه يفكر بأسلوب عظيم، ولديه أماني عظيمة توازي 5 أضعاف أماني أي واحد منكم.

هل عرفتم سر نجاح عبد الله؟ إنها الأماني العظيمة، التي يتحلى بها ويفتقدها غيره من الموظفين.