هل نُسخ القتال في الأشهر الحرم؟

<p>هل تحريم القتال في الأشهر الحرام ما زال قائما أو أنه من الأحكام التي نسخت في الشريعة الإسلامية؟</p>

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

فقد اختلف الفقهاء حول هذه المسألة، فقال جمهور الفقهاء: إن هذا الحكم منسوخ، وقال بعضهم: هو باق، وقال الآخرون لا يجوز ابتداء القتال في هذه الأشهر لكنه في جهاد الدفع، وفي حالة ابتداء القتال قبل الأشهر الحرم ولم يكف الأعداء عنا فمن واجبنا الدفاع عن أنفسنا في الأشهر الحرم وغيرها.

 

نسخ الحكم

 

وقد قع الخلاف بين العلماء على قولين، فذهب جمهور العلماء إلى أن تحريم ابتداء القتال في الأشهر الحرم قد نُسخ. وهذا يعني أنه يجوز للمسلمين بدء قتال المشركين أو الكفار المحاربين في الأشهر الحرم إذا رأى ولي الأمر في ذلك مصلحة، واستدلوا بعموم قوله تعالى: ﴿فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ... ﴾ (سورة التوبة: 5)، ثم قال بعدها: ﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً﴾ (سورة التوبة: 36). قالوا إن هذا الأمر العام بالقتال لم يستثنِ شهرًا دون شهر، فكان ناسخًا للتحريم الخاص.

 

واستدلوا أيضًا: بفعل النبي ﷺ، حيث حاصر أهل الطائف في شهر ذي القعدة بعد غزوة حنين، وذو القعدة من الأشهر الحرم.

 

الحكم باق

 

القول الثاني: الحكم باقٍ ولم يُنسخ، وذهب إلى هذا الرأي بعض العلماء مثل عطاء بن أبي رباح وغيره من السلف، واستدلوا بالآيات التي نصّت على حرمة هذه الأشهر آيات واضحة وصريحة، والنسخ لا يُصار إليه إلا بدليل قاطع، والجمع بين الأدلة أولى، وردّوا على حصار الطائف بأن القتال كان امتدادًا لغزوة حنين التي بدأت في شوال، وهو ليس من الأشهر الحرم، فهم لم يبدؤوا القتال في الشهر الحرام.

 

والله تعالى أعلى وأعلم.

 

روابط ذات صلة:

الأشهر الحرم وأحكامها الشرعية

الأشهر الحُرُم.. ما هي؟ وكيف نستفيد منها إيمانيًّا؟

الأشهر الحرم.. معناها وحكمتها واستثمارها في الدعوة إلى الله

الأشهر الحُرُم حرمة الله وحرمة المؤمن

بين ظلم النفس والتوبة في الأشهر الحُرُم

هل الإثم مضاعف في الأشهر الحرم؟

ظلم النفس في الأشهر الحرم