كرهت زوجتي ناكرة الجميل

<p style="direction: rtl;">أنا متزوج منذ 6 سنوات، بعد 4 سنوات الحمد لله ربنا كرمنا بولد، زوجتي من عائلة مرتاحة مادية، وأنا من عائلة متوسطة، لكن الحمد مستور الحال.</p> <p style="direction: rtl;">زوجتي بتشوف أي حاجه باعملها أنها أمر عادي وأن ده الطبيعي بتاع الرجالة، وهي كثيرة شكوى المرض وللأسف بقيت من جوايا مش باسمع لشكواها لأنها على الفاضي والمليان تقولي عاوزه أكشف، ولله الحمد تأميني موفر مستشفيات كبيرة.</p> <p style="direction: rtl;">المهم لو صرفت كتير واتصرفت علشان نفضل في نفس مستوانا تقولي عادي كل الرجالة كده، مش شايفاني بعمل حاجه علشانها. مكنتش محدد لها مصروف بس كنت أي خروجه ليها أديها فلوس، ولا تعترف بذلك.</p> <p style="direction: rtl;">مش عاوزه تشوفني زوج كويس مع اني ما قصرت معاها وبساعدها على قدر المستطاع، بأغسل الأطباق وأروق شقتنا وأكنسها، اللي ربنا بيقدرني عليه بعمله دايما.</p> <p style="direction: rtl;">أنا من ساعة ما لقيتها مش معترفة بأي حاجة باعملها بقيت مش طايق اسمعها ولا أتكلم معاها، أنا اتصدمت فيها أني بعد ما كنت بعمل كل ما في وسعي علشان أبسطها اتفاجئت بأني ولا حاجه، أعمل أيه أنا بافكر في الطلاق بس مش عاوز ابني يتربى بعيد عني، انصحوني أنا مش بنام ودماغي هتتفرتك&nbsp;من&nbsp;التفكير.</p>

أخي الكريم، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك على موقع الاستشارات الإلكترونية..

 

شعرت بمدى إحباطك وعمق إحساسك أنك لا تحصل على التقدير الكافي رغم ما تبذله من جهد في سبيل حياة زوجية دافئة ومستقرة، ولكن أن يقفز تفكيرك فورًا لمنطقة الطلاق شديدة الخطورة، فهذا أمر غير صحيح على الإطلاق ويدل على أنك واقع تحت تأثير التفكير الانفعالي، فهناك مراحل كثيرة متدرجة عليك أن تفكر فيها قبل الوصول للتفكير في الطلاق.

 

تحديد المشكلة

 

أخي الفاضل، أنت لا تشكو من سلوك سيئ تقوم به زوجتك، وإنما تشكو من رد فعلها الفاتر تجاه ما تقوم أنت به من جهد واعتباره أمرًا عاديًّا يقوم به كل الرجال.

 

تشكو أيضًا من كثرة ما تشكو زوجتك من المرض ورغبتها في المتابعة الطبية الدائمة.

 

أنت لم تذكر مم تشكو زوجتك لكن يمكن تصور مشاكلها ضمنيًّا عن طريق تبريرك ودفاعك عن نفسك في مواجهة ما تشكو منه الزوجة أو حتى من اعترافك الضمني بالبعض الآخر.

 

زوجتك تشكو أنك لا تعطيها مصروفًا شخصيًّا محددًا (أعلم أنك تعطيها المال كل ما خرجت).

 

زوجتك تشكو أنك لا تهتم بها ولا تستمع لها خاصة وقت حاجتها إليك عندما تشكو من المرض (أعلم أن هناك مستشفيات كبيرة مشتملة في تأمينك الصحي).

 

زوجتك تشكو أنك تمن عليها بما هو واجب عليك وما يقوم به معظم الرجال الطبيعيين.. السعي للحفاظ على مستوى معيشي لائق ومساعدتها أحيانًا في إدارة المنزل (هذا ما فهمته من رد فعلها الفاتر تجاه ما تقوم به أنت).

 

لست وحدك -يا أخي الكريم- من يشكو، وإذا نظرت لمشكلتك من الخارج فستجد أنها مشكلة معتدلة ناجمة عن اختلاف وجهات النظر وليست مشكلة معقدة ناتجة عن اختلاف المبادئ والقيم أو ارتكاب أحد طرفيها كارثة لا تمكن الطرف الآخر من العفو.

 

خطوات على طريق الحل

 

أخي الفاضل، هناك خطوات صغيرة وبسيطة لكنها كفيلة بإذن الله أن تجعلك ترى الأمور في نصابها الصحيح، وعليك أن تبدأ بنفسك؛ لأنك من ناحية صاحب السؤال، ومن ناحية ثانية لأنك الرجل القوام الذي عليه أن يملك زمام المبادرة ومن هذه الخطوات:

 

* بادر بتعلم تقنيات التواصل وتعلم مهارات إدارة حوار فعال، وستجد كثيرًا من هذه التقنيات في هذه الاستشارة ورقة عمل لحل الخلافات الزوجية، ويمكنك أن تطلب منها قراءتها هي أيضًا.. الهدف تعلم التعبير عن المشاعر بطريقة صحيحة بعيدًا عن النقد والاتهام وأيضًا تعلم الاستماع والإنصات النشط.

 

* عليك أن تعيد الشغف لحياتكما عن طريق تعزيز الترابط العاطفي، فهي بحاجة للاستماع لكلمات حلوة منك.. كلمات تقدير حتى تستطيع أن تمنحك ما تريده أنت أيضًا من تقدير.. أنتما بحاجة للخروج معًا واصطحاب طفلكما في نزهات قصيرة أو طويلة بحسب المتاح، المهم أن تشتركا معًا في ممارسة أنشطة مرحة وتتحدثا بعيدًا عن الضغوط ولغة الحقوق والواجبات التقليدية.. هناك حاجة ماسة أيضًا للاهتمام بعلاقتكما الزوجية الخاصة فهي تزيل كثيرًا من مظاهر الشقاق والفتور.

 

* كن سخيًّا كريمًا في التعامل معها فهذا مفتاح سحري لحل الخلافات الزوجية عكس الشح (المادي والمعنوي) الذي غالبًا ما يطل برأسه النكد في هذه الأوقات ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ (النساء: 128).

 

ما الذي يمنعك -يا أخي- من تخصيص مبلغ ثابت كمصروف شخصي لها؟.. ما يمنعك أن تصارحها بحقيقة دخلك وظروفك، لذلك فأنت تخصص لها هذا المبلغ حتى لا تشعر أنه قليل وأنك تبخل عليها؛ لذا أنصحك بقراءة هاتين الاستشارتين:

 

لست بخيلا.. سدد وقارب

 

ألبي احتياجاتها وتطالبني بمصروف.. أربع فوائد للاستجابة

 

* نصيحتي الأخيرة لك ألا تترك نفسك فريسة لمشاعر الإحباط، فعليك أن تدير هذه المشاعر بطريقة صحية للحفاظ على سلامك النفسي، فأنت بحاجة ماسة لحسن إدارة ذاتك بصورة واعية بعيدًا عن ردود الفعل الانفعالية، يساعدك في ذلك حفاظك على صلاتك وأذكارك.. واحرص على الاهتمام بنفسك عن طريق ممارسة أنشطة أو هوايات محببة.. والحرص على مقابلة أصدقائك حتى تستطيع أن ترفع خزان طاقتك النفسية.. أصلح الله لك زوجك وأسعد قلبك ورزقك بر ابنك، وتابعنا بأخبارك دائمًا.