<p>سؤال إلى المستشار د. موسى المزيدي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الدكتور موسى المزيدي، أنا من المعجبين بتجربتك الرائعة في مجال تطوير المهارات القيادية والإدارية، وأثر الكتب والدورات التي قدمتها في تحسين سلوكيات الكثيرين. بالإضافة إلى عملك في الإدارة الاستراتيجية وتدريب القادة، تجعل منك مصدر إلهام للكثيرين.</p> <p>سؤالي لحضرتك هو: لما تقدم ورشة تدريبية أو دورة قيادية، كيف تقدر تشرح مفاهيم إدارية وفكرية معقدة بشكل بسيط وقريب من الناس؟ خصوصًا لما يكون عندك متدربين من خلفيات وتجارب مختلفة، بعضهم أول مرة يتعرّف على مصطلحات مثل الذكاء القيادي أو التخطيط الاستراتيجي... كيف بتبني المحتوى بحيث يخلق أثر حقيقي؟ كيف تقدر تخليهم يخرجوا من التدريب وهم شايفين نفسهم بطريقة مختلفة، متحمسين يطبقوا، وحاسين إنهم اتغيّروا؟</p>
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أشكر السائل الكريم على هذا التقدير الذي أعتز به كثيرًا، وأسأل الله أن يجعل ما أقدمه نافعًا للناس ومقبولًا عنده.
أما عن سؤالك القيم حول كيفية تبسيط المفاهيم الإدارية والفكرية المعقدة في الدورات التدريبية، وخاصة مع تنوع خلفيات المتدربين، فإليك منهجي باختصار:
أولاً: استخدام القصص، والتجارب، والمواقف المحسوسة
المعلومة تمر من الذاكرة، لكن القصة تسكن في القلب.
فأستخدم قصصًا من الواقع، تجاربي الشخصية، ومواقف حدثت أمامي، تجعل المفهوم “ينبض” بالحياة.
ثانيًا: إعطاء أدوات عملية مباشرة
كل مفهوم أشرحه، أتبعه بـ:
* تمرين تطبيقي فوري.
* نموذج سهل الفهم.
* أداة يستطيع تطبيقها في عمله أو حياته.
* مسابقة تنافسية بين المتدربين بعد تشكيل مجموعات منهم واختيار قائد على كل مجموعة.
مثلاً: في التخطيط الاستراتيجي، أقدم "بوصلة القرار" كنموذج مرن، يربط بين الهدف والقيم والموارد والبيئة.
في الختام:
ليست الدورات أدوات تلقين، بل رحلة وعي.
المعلم الحقيقي لا يعلّم، بل يُوقظ.
وأدعو الله أن أكون ممن يوقظون في الناس ذلك القائد النائم، الذي ينتظر فقط من يقول له: "قم فبادر … فأنت قادر".