<p>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كثيرًا ما توجد أفكار لمشاريع جيدة نافعة للناس والمجتمع لكنها لا تتم بسبب عدم اقتناع الآخرين بها أو تكاسلهم عن مساندتها وتحقيقها.. ما السبيل إلى تفعيل تطبيق هذه الأفكار وإقناع الناس بها؟</p>
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً ومرحبًا بك أخي الفاضل على موقع استشارات المجتمع، وبعد:
فإنه إذا وجدت الأفكار الجيدة ولم تجد من يقوم عليها فإنها لا ترى النور، وكم من أفكار جيدة نافعة حفظت في العقول فقط ولم تنزل على أرض الواقع.
لذا لا بد من وجود المبادرة من أشخاص إيجابيين لتحفيز الناس على تطبيق هذه الأفكار، فالمبادرة هي الروح اللازمة لتنفيذ المشاريع، وحل المشكلات، واغتنام الفرص، وهي القدرة على التفكير الإبداعي، والتصرف بحزم، وتحويل الأفكار إلى واقع، ويعد المبادرون المغامرون دافعًا قويًّا لتنفيذ هذه المشاريع.
وفي ردي عليك سأذكر مواقف كان للمبادرة عامل مهم في إتمام الأفكار التي تتعلق بهذه المواقف، مثل مبادرة إنشاء موسسة ومبادرة إغإثة غزة والمبادرة بدفع أجر جزيل نظير الجودة والإتقان في العمل.
تأسيس مشروع
قرر أبناء بدرية حسن وأحفادها تأسيس مجموعة المزيدي الدولية. ومن أجل تشجيع الجميع على تحقيق الهدف، مددت يدي في جيبي وأخرجت 500 دينار دفعةً أولى مني. وحذا الحارث المزيدي حذوي، لعله يكون في فعلنا ما يشجع الآخرين على الإسهام المادي، وتثبيت الفكرة في الأذهان وربط النفس بالهدف.
ملاحظة: لقد أحصيت 11 فائدة في تلك المبادرة:
- الثقة في جدية الموقف.
- سمو الفكرة وربطها بالهدف.
- تسهيل اتخاذ القرار.
- تشجيع الآخرين على الدفع.
- تقليل النقاش.
- توفير وقت الاجتماع.
- توحيد الصف.
- البعد عن الجدل.
- إعطاء الأولوية في الكلام للمبادرين.
- إشراك أكبر عدد ممكن من أفراد العائلة في الشركة.
- المحافظة على صلة الرحم.
أن تكون أول من يمد يد العون في إنشاء مشروع، يمنحك همة عالية، ويشجع الآخرين على أن يحذوا حذوك.
الإنفاق الجيد من أجل الجودة
عملية تأليف الكتب ممتعة وهي تمر بأربع مراحل: مرحلة الكتابة، ثم مرحلة التدقيق، ثم مرحلة التصميم، ثم مرحلة الطباعة والتوزيع. وكل مرحلة لها متعتها، وفي ظني أن أهم مرحلة هي مرحلة التدقيق التي تشمل التدقيق اللغوي والإملائي والنحوي والصرفي. لذلك عليك ألا تبخل في دفع مبلغ من المال يرضي المدقق؛ لكي تكون النتيجة مرضية، وعالية الجودة. حينئذ يشعر المؤلف أن المال الذي بذله في الكتاب جلب له تحفيزا كبيرا للنفس، وهمة عالية، وأنه جدير بأن يستمتع بإنجازه. نحن ندفع ثمن فشلنا ولا ندفع ثمن نجاحنا، فكل مال يرخص في سبيل إتقان أعمالنا.
إن المال الذي تدفعه من أجل جودة العمل هو استثمار محفز للنفوس، وليس تكلفة، ونؤكد أن كل مال يرخص من أجل إتقان أعمالنا.
قطاع غزة
قطاع غزّة هو المنطقة الجنوبية من الساحل الفلسطيني على البحر المتوسط، وهو على شكل شريط ضيق شمال شرقي شبه جزيرة سيناء. يمتد القطاع على مساحة 360 كم مربع، وطوله 41 كم، أما عرضه فيراوح بين 5 و15 كم. يحد قطاع غزة دولة العدو إسرائيل شمالا وشرقا، في حين تحدها مصر من الجنوب الغربي.
ويسمى القطاع بقطاع غزة نسبة إلى أكبر مدنه وهي غزة. كان قطاع غزة جزءاً لا يتجزأ من منطقة الانتداب البريطاني على فلسطين حتى تم إلغاؤه في مايو 1948م. وفي خطة تقسيم فلسطين كان القطاع من ضمن الأراضي الموعودة للدولة العربية الفلسطينية، غير أن هذه الخطة لم تطبق قط، وفقدت سريانها إثر تداعيات حرب 1948م.
خضع القطاع بين العامين 1948 و1956م لحكم عسكري مصري، ثم احتله الجيش الإسرائيلي مدة 5 أشهر في هجوم على مصر كان جزءًا من العمليات العسكرية المتعلقة بأزمة السويس. وفي مارس 1957م انسحب الجيش الإسرائيلي فجددت مصر الحكم العسكري على القطاع. وفي حرب 1967م احتل الجيش الإسرائيلي القطاع ثانية مع شبه جزيرة سيناء. وفي 1982م أكملت إسرائيل انسحابها من سيناء بموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، ولكن القطاع بقي تحت حكم عسكري إسرائيلي.
صوّتت الحكومة الإسرائيلية على تطبيق خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي "أريئيل شارون" للانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة، وإزالة جميع المستوطنات الإسرائيلية والمستوطنين والقواعد العسكرية من القطاع، وتم الانتهاء من العملية في 12 سبتمبر 2005م بإعلانها إنهاء الحكم العسكري في القطاع.
معركة دولة العدو إسرائيل ضد غزة لم تنته بعد، وكانت شديدة أواخر العام 2008م وبداية العام 2009م. قررتُ أن أقدم خدماتي العلمية والمالية لهم. جمعت لهم من الأهل مبلغ 500 دينار، من أجل إطعام جائع أو كسوة عريان أو كفالة يتيم أو مواساة أرملة أو مساعدة أسرة شهيد.
إن التبرع في سبيل الله يمنحك روحًا جديدة، ويرفع من مكانتك عند الله، ويشحذ همتك.
الخلاصة:
المبادرة بالأعمال تساعد على تحفيز الآخرين لفعل الخير وإنجاز المطلوب، بشرط أن تكون قائمة على التخطيط السليم والأسلوب العلمي للتأكد من قدرتها على تحقيق الدور المنوط بها في تحقيق أهداف نبيلة تخدم الأفراد والمجتمع والإنسانية.