Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. ريما محمد زنادة
  • القسم : العبادات
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 49
  • رقم الاستشارة : 2072
25/05/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لي أصدقاء وأقارب داخل وخارج غزة أصحاب أموال -الله يبارك لهم- نصحتهم بتعجيل الزكاة لعامين أو عام لأهل غزة بسبب حجم المعاناة الكبيرة، رحبوا بذلك لكنهم يخشون ألا تحسب من أموال الزكاة بسبب أنها لم تبلغ الحول، فهل يجوز تعجيل الزكاة؟

الإجابة 25/05/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد ﷺ، وبعد:

 

فأسأل الله الرحمن الرحيم بهذه الأيام الفضيلة المباركة أن يفرج كرب غزة عاجلاً غير آجل من حيث لا نحتسب، إنه سميع الدعاء.

 

أخي الفاضل، حفظك الله -تعالى- وحفظ أهل غزة العزة، وبارك الله في سؤالك وثقتك بموقع "استشارات"، أسأله -سبحانه وتعالى- أن يلهمني صواب حكمه وإرشادك لخير القول والعمل.

 

الزكاة من العبادات العظيمة التي حثت وأكدت عليها الشريعة الإسلامية الغراء، وجاء ذكرها مقرونًا بالصلاة مما يؤكد على عظم وأهمية هذه العبادة الجليلة، حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} (البقرة: 43).

 

وهذه العبادة العظيمة لها العديد من الفوائد والخير ليس في الدنيا وحسب، بل والآخرة. وشرع الله تعالى عبادة الزكاة وبيّن أحكامها وشروطها لعظم الحاجة لها؛ ففيها إغاثة للمساكين والفقراء وغيرهما.

 

وبالأصل فإن الزكاة ترتبط بشرطين بلوغ النصاب، والحول، لكن هذا الأصل فيه استثناء لما له من أهمية، خاصة أن أحكام الشريعة جاءت للتيسير ورفع الحرج، حيث جاء في قوله تعالى: {...مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ ...} (المائدة: 6).

 

أخي السائل، حال أهلنا في غزة -فرج الله كربهم ونصرهم على عدوهم- لا يخفى على العالم من القصف، والشهداء، والجرحى، والدمار والخوف والفقر؛ ما يؤكد على ضرورة توفير الكثير من الحاجات الأساسية الملحة، وبالتأكيد هذه الاحتياجات بحاجة لأموال.

 

والأمر الذي نشير عليك به والله أعلى وأعلم هو جواز تعجيل الزكاة لعام وعامين كذلك، لما ورد في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، حيث فيه تأس لفعل الرسول ﷺ لما اشتدت الحاجة بالناس عَجَّلَ زكاة عمه العباس رضي الله عنه السَّنَةَ والسَّنَتَيْنِ فَعَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عُمَرَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقِيلَ: مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ، وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَالْعَبَّاسُ عَمُّ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "مَا يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيلٍ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللهُ، وَأَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا، قَدِ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتَادَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَمَّا الْعَبَّاسُ فَهِيَ عَلَيَّ، وَمِثْلُهَا مَعَهَا"، والمقصود بذلك أن الرسول ﷺ تسلف من عمه الزكاة لعام ولعامين كذلك؛ ما يشير إلى جواز تعجيل الزكاة للحاجة.

 

وعن عَلِيٍّ رضي الله عنه: أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ فِي تَعْجِيلِ صَدَقَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ، ‌فَرَخَّصَ ‌لَهُ ‌فِي ‌ذَلِك.

 

وهنا الصدقة الواجبة أي الزكاة، ولو كانت غير واجبة لما كانت له حاجة في السؤال باستعجالها، فالصدقات غير الواجبة يتصدق بها المسلم وقتما شاء، أي أنها غير مرتبة بشرط الحول والله أعلى وأعلم... والله غالب على أمره ولكم أكثر الناس لا يعلمون.

الرابط المختصر :