Consultation Image

الإستشارة 27/03/2025

ما حكم قتل اليهود المدنيين على أرض فلسطين بسبب المعركة الدائرة بين الاحتلال وبين الفلسطينيين؟

الإجابة 27/03/2025

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

فكل معتد على أي أرض من بلاد الإسلام هو صائل يجب دفعه بكل ما يُستطاع من قوة، ولا حرمة لدمه أو ماله، حيث إنه باغ وظالم، وسواء أكان يهوديًّا أم نصرانيًّا أو حتى مسلما يجب رده، وبالتالي لا يوجد مدنيون معصومو الدم على أرض محتلة غصبًا عن أهلها.

 

وقد اتفقت الشرائع السماوية والنظم الوضعية من القوانين الدولية على ذلك، ولم يختلف على هذه المسألة عاقل.

 

يقول الشيخ فيصل مولوي –رحمه الله-:

 

ليست هناك حرب قائمة بيننا كمسلمين وبين كل يهودي في العالم باعتباره يهوديًّا، إن المعركة القائمة تنحصر بيننا كمسلمين وبين اليهود المقيمين داخل الأرض المحتلة، التي وفدوا إليها من كل بقاع العالم، فاستوطنوها ظلمًا وعدوانًا، وأخرجوا منها شعبها، وفتحوا أبواب الحرب علينا من أجل إتمام مشروعهم الاستيطاني الظالم.

 

لذلك يكون من حقنا -بلا جدال- أن نقاتل هؤلاء الذين اعتدوا علينا، أما أن يوجد إنسان يهودي يعيش في أي بلد من بلاد العالم، ولم يستجب للدعوة الصهيونية بالهجرة إلى فلسطين المحتلة، ولا يتمتّع بالجنسية الإسرائيلية - فليس عندنا ما يوجب قتله أو مقاتلته، خاصة أن مثل هذا الأمر يؤدي إلى نقض عهود بيننا وبين الدولة التي يعيش فيها، ويحمل جنسيتها، وهذه العهود التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي تسمح للمسلمين بالسفر إلى جميع بلاد الدنيا للقيام بواجب الدعوة أو للتجارة أو لطلب العلم، أو لأي سبب آخر، ونقض مثل هذه المعاهدات من أجل قتل إنسان يهودي غير إسرائيلي، يؤدي إلى إلحاق ضرر كبير بالإسلام والمسلمين.

 

أما اليهود المقيمون داخل الأرض المحتلة، والذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، فهم جميعًا مشتركون في العدوان علينا، ومن حقنا أن نحاربهم جميعًا، لكن الأعراف العالمية اليوم تحصر القتال في العسكريين دون المدنيين.

 

وعندما تلتزم إسرائيل بذلك، نرى من واجبنا أن نلتزم به لإنقاذ الشيوخ والأطفال والنساء من أعمال القتل، وإذ لم تلتزم إسرائيل بذلك -كما هو واقعها منذ نشأت- واعتداءاتها على الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين لا تزال تتكرّر مرات ومرات، وقد شاهدنا في الأحداث الأخيرة كيف يطلق اليهود الرصاص على الشباب الأعزل والأطفال بدم بارد، ويمارسون القتل المباشر عن طريق توجيه رصاصهم إلى الرؤوس أو إلى الأجزاء العليا من الجسم، وكنّا قد شاهدنا قبل ذلك ما حصل في مدينة قانا اللبنانية، حيث لجأ المئات إلى مبنى الأمم المتحدة؛ حتى لا يتعرّضوا للقتل، ولم تتورّع إسرائيل عن قصف هذا المبنى، وعن قتل أعداد كبيرة تزيد على المائة من الأطفال والشيوخ والنساء.

 

أمام هذا الواقع نقول: إن المعاملة بالمثل مشروعة، والله -عز وجل- يقول: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ} (سورة النحل: 126)، وبالتالي فإنه يجوز لنا أن نقاتل ونقتل كل يهودي إسرائيلي، حتى إذا تراجع الصهاينة عن قتل المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ، يمكننا عند ذلك أن نتراجع عن المعاملة بالمثل.

 

والله تعالى أعلى وأعلم

الرابط المختصر :