الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : أسرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
202 - رقم الاستشارة : 1070
26/02/2025
أنا مش عارفه أعمل إيه، أنا متجوزة من أربع شهور في بيت عيلة، وعندي سلفة أكبر مني بكتير حماتي لا تحبها وبينها وبين حماتي دائما مشاكل، وكانوا بيتخانقوا وأنا واقفة مع بعض، حماتي شتمت سلفتي بألفاظ مش حلوة، سلفتي كانت بتزعق فيها بس من غير شتيمة، وهما بيتخانقوا حاولت أسكت فيهم مش سكتوا، حماتي ضربت سلفتي، حماتي وهي بتضرب سلفتي وقعت اتزحلقت من على السلالم اتكسرت رجلها..
حماتى اتهمت سلفتي إن هى اللي زقتها بس ده مش حصل، أنا كنت واقفة وشاهدة إن محصلش ده وحماتي أنكرت إنها ضربتها، والبيت كله قام على سلفتي وجوزها طردها عند أهلها، وأنا خايفة أتكلم من حماتي لأنها مفترية ومش هتسيبني في حالي، وحمايا حالف يطلق سلفتي وهي طالبة شهادتي.. أمي بتقولي لا تتدخلي في مشاكلهم، لكن ضميري بيوجعني لأن بيتها هيتخرب أعمل إيه بعد إذنكم؟
أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك ابنتي الغالية على البوابة الإلكترونية للاستشارات.. للأسف يحدث أحيانا في بيت العيلة مشكلات شاذة من هذا النوع.. فكرة بيت العيلة في الأصل فكرة ممتازة، فهي تعني الانحياز للعائلة الممتدة ولصلة الأرحام فينشأ الأطفال في حاضنة تربوية بين الجد والجدة والأعمام وعلاقات دافئة بين أولاد الأعمام؛ فالفكرة النظرية ممتازة وكثير من العائلات نجحت في تطبيقها بالفعل.
ولكن للأسف الواقع التطبيقي في عائلات أخرى ليس هكذا بل هو تجسيد للظلم المركب، فالحماة أو والدة الزوج تظلم زوجة ابنها وبعنف وقسوة، وعندما تكبر زوجة الابن هذه وتصبح حماة بدلا من أن تكره الظلم الذي عاشته وعانت من ويلاته وتتجنبه تعيد إنتاجه مرة مع زوجة الابن الشابة، وأكثر ما تبرر به موقفها "أنها ظلمت بدرجة أشد ولو رأيتم الأهوال التي عايشتُها لعرفتم أنني حماة طيبة".
المشكلة مركبة، فزوجة الابن أيضًا وفي كثير من الأحيان تبدأ حياتها وهي متوجسة من والدة زوجها تسيء الظن بكل كلمة وكل موقف وفي حالة رفض شخصي لها.. إنها تصاب بحالة من التشنج النفسي من أم زوجها والتي لولاها ما وُجد زوجها في هذه الحياة!
ويبدو لي في مشكلتك أن الطرفين كانا في حالة من التوتر والتشنج والعنف النفسي الذي تحول لعنف لفظي وانتهى لاشتباك وعنف بدني في نهاية المطاف.. وهو أمر مؤسف ومؤلم بكل المقاييس، ولا توجد إحصائيات أو أرقام دقيقة لهذا العنف الذي يحدث في بيت العيلة، إلا أن هناك مؤشرات تدل على تزايد مثل هذه الحوادث المؤسفة.
أشعر بمدى الذعر والهلع الذي كنت فيه وأنت تشهدين هذه المشاجرة وما تم فيها من سباب بذيء والتي انتهت بضرب حماتك لكنتها الكبيرة أمام عينيك ثم سقوطها هي من أعلى السلم وكسر قدمها، وفجأة وجدتِ نفسك في قلب المشكلة بعد أن كنت مجرد مشاهدة، فزوجة الابن الأكبر تطلب شهادتك لتبرئتها مما ألصقته بها حماتها بأنها هي من دفعت الحماة من أعلى السلم (ولعلها تصدق نفسها بتكرار القول إن الكنة هي سبب المشكلة وبالتالي فهي السبب في سقوطها).
وأقدر مشاعرك بالخوف من حماتك وأن تقوم باضطهادك خاصة وقد حذرتك والدتك من الشهادة، ولكن هذا إثم كبير بنيتي، فلو أنك متأكدة مما قلته وما شاهدته بعينيك فلا بد أن تشهدي بالحق ولا تكتمي شهادتك (وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ).. اشهدي بنيتي بما رأيته بالضبط بلا مبالغة أو أي إضافة أو تحليل.. كلمات دقيقة ومقتضبة مثل: "حماتي سقطت وحدها دون أن تدفعها زوجة الابن"، ومن الأفضل أن تعرفي زوجك قبلها حتى يكون معك في الصورة ولا تخافي وتوكلي على الله وفوضي أمرك لله (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).
وأنصحك غاليتي بصلاة ركعتين في ثلث الليل الأخير، وأن تدعي الله سبحانه وتعالى أن ينجيك من هذه الفتنة، حيث (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له)، واقرئي المعوذتين وقل هو الله أحد ثلاث مرات في الصباح والمساء تكفيك من كل شيء، وأيضا هناك دعاء مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما تخافين أحدًا تقولين (اللَّهُمَّ إِنَّا نجعلُكَ في نحورِهِمْ، ونعُوذُ بِكَ مِنْ شرُورِهمْ)، فقولي هذا قبل أن تواجهي حماتك، ولا تقلقي وثقي أن الله معك يسمع ويرى.. وإن شاء الله تنزاح هذه الغمة.
وحاولي بعد ذلك أن تتعاملي مع حماتك ومع سلفتك باحترام ولكن دون اختلاط كبير، واكتفي دائما بالردود الدبلوماسية حتى تبتعدي عن هذه الأجواء.. وتابعيني حبيبتي بأخبارك.