الإستشارة - المستشار : د. موسى المزيدي
- القسم : إدارية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
88 - رقم الاستشارة : 1415
23/03/2025
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أتساءل كثيرا هل رؤية أفراد والجلوس معهم لحظات قليلة يمكن أن يكون لذك تأثير كبير على النفس ويكون محفزا للإنسان في حياته؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخي الكريم، ربما رؤية شخص فقط تؤثر في الإنسان فما بالك إذا جلست معه لحظات أو تناولت معه الطعام وتبادلتما معا حوارًا طويلا.. هذه الأمور لها بالغ الأثر في الإنسان وتعطيه حافزا كبيرا في حياته.. وسأذكر لك في حديثي لك حوارين مع شخصيتين مؤثرتين.
أولاً: لقاء على الطائرة مع الأستاذ يوسف الجاسم مدير برنامج 6/6
الأستاذ يوسف الجاسم عاشق الشاشة الصغيرة. وعلى الرغم من تقلده مناصب عدة، فإنه ليس من السهل الحوار معه، فهو إعلامي من الطراز الأول، وقد اعتاد على إدارة الحوارات مع شخصيات كبيرة؛ فالإعلامي –في رأيه- يجب أن يكون طرفًا لاستدعاء أجوبة يريدها المشاهد. وبرنامج 6/6 خير دليل على ذلك، ولهذا فقد ترك كل شيء ليتفرغ له.
التقيته مصادفة على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية الكويتية. دار معه حديث قصير، وأهديت إليه نسخة من كتابي "كن متميزا". لقد كانت تلك اللحظة محفزة لي.
من مصادر تحفيز النفس، حوار تجريه مع شخص إعلامي معروف بتميزه.
ثانيًا: لقاء مع دكتور متميز في اللغة العربية من الجامعة العربية المفتوحة
مشروع الجامعة العربية المفتوحة هو مشروع عربي تنموي يهدف بصورة أساسية إلى توفير فرص التعليم العالي لأكبر عدد ممكن من الراغبين فيه من أبناء الوطن العربي، وبادر الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود - رئيس برنامج "الخليج العربي" لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية AGFUND – إلى دعم هذا المشروع ماديًّا ومعنويًّا منذ أن كان مجرد فكرة حتى صار واقعًا ملموسًا.
وتجسيدًا للبعد القومي لهذا المشروع، فقد أخذ مسمى الجامعة صفة "العربية". ونتيجة لدعم العديد من وزراء التعليم العالي في الأقطار العربية لمشروع الجامعة، فقد تم توقيع اتفاقيات مع سبعة أقطار عربية لتبدأ الجامعة ممارسة نشاطها في المرحلة التأسيسية، واختيرت دولة الكويت لاستضافة المقر الرئيسي للجامعة. وبدأت الدراسة فعليًّا في فروع الجامعة في كل من الكويت والأردن ولبنان مع بداية شهر أكتوبر من العام 2002، وفي منتصف شهر فبراير من العام 2003، تم افتتاح فروع للجامعة في كل من البحرين والسعودية.
ومع بداية شهر أكتوبر من العام 2003، بدأت الجامعة بنشر خدماتها في السعودية عبر افتتاح ثلاث مناطق دراسية، في كل من جدة والإحساء وحائل، حيث تقع تلك المناطق تحت إشراف فرع الجامعة في الرياض.
وستستمر الجامعة في توسيع نطاق خدماتها في بلدان الفروع حتى الوصول إلى المناطق النائية، وتتماشى تلك السياسة مع رسالة الجامعة التي تفيد بأنها جامعة عربية مقرها الرئيسي دولة الكويت، وحرمها الوطن العربي الكبير، وطلبتها أبناء الأمة العربية.
في ذلك اليوم وَجّهتُ دعوة -في أحد أيام رمضان المبارك- إلى صديقي الأستاذ محمد ياسين الأرغا -الأكاديمي الموهوب باللغة الإنكليزية كتابة ومخاطبة وترجمة- كي نتناول الإفطار معًا، وقد اتفقنا على أن نلتقي قبل صلاة المغرب في مطعم "الطباخ" وهو مطعم شعبي مشهور. اتصل بي الأستاذ الأرغا قبل الموعد بقليل، يطلب إليّ دعوة ضيف له إلى مائدة الإفطار، فأذنت له.
لم أكن أعلم أن الضيف هو الدكتور محمد حسان الطيان -منسق مقررات اللغة العربية في الجامعة العربية المفتوحة– ولقد أحيا اللقاء بلطائفه وطرائفه. ومن جملة ما أتذكر في ذلك اللقاء، أني سألته عن جمع بعض الكلمات في اللغة العربية مثل كلمة "حَلْقَة"، هل تجمع حلَقات بفتح اللام أم حلْقات بتسكينها. فقال إنه يجوز نطقها بفتح اللام على وزن فعَلات على الرغم من أن حرف اللام ساكن في الكلمة المفردة. ومثلها كلمة "أزْمة" و"فتْلة" و"فضْلة" وجمعها أزَمات وفتَلات وفضَلات.
ومن اللطائف التي ذكرها الدكتور الطيان في أنواع الشعراء، الأبيات الشعرية الآتية:
الشعراء فاعلمنّ أربعة:
فشاعر يجري ولا يجرى معه وشاعر ينشد وسـط المعمعة
وشاعر لا تشتهي أن تسمعه وشاعر لا تستحي أن تصفعه
لقد كانت الجلسة ممتعة ومحفزة للنفوس.
إن الجلوس على مائدة طعام بصحبة متخصص في أحد العلوم، محفز للنفوس.