الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : أسرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
138 - رقم الاستشارة : 1071
25/02/2025
أنا متجوزة من 18 سنة عندي ثلاثة أطفال أصغرهم 5 سنين الطفل ده اخد مني مجهود في الحمل والولادة والتربية وجوزي ماشاركش معايا في اي حاجة ولا حتي جه معايا مرة واحدة لدكتورة ..انا من المجهود مع الولاد والبيت اهملت حقوق جوزي خصوصا ان كل حاجة عليا انا من مشاوير وطلبات وهو عبارة عن بنك فقط يدفع بس...هو بقاله سنة بيكلم بنات علي برنامج تعارف وبيكلمهم كلام وحش وانا قرأته بنفسي واتخانقنا اول مرة واعتذر وصالحني وحلف انه مايرجع تاني ورجع مرة وانتين وثلاثة واربعة ويطلب أسامحه ويحلف ويرجع تاني..انا خلاص فقدت الثقة فيه لانه بيحلف كذب و بدأ يهاجمني ويقوللي اني مقصرة معاه في العلاقة .. انا طلبت الطلاق بس اهلي رافضين...هل انا عندي حق في طلب الطلاق خصوصا اني حاسة انه عمره ما هيتغير؟
واللي هيسألني مقصرة معاه ليه في العلاقة هقولكم لانه مش بيهتم بنفسه ووزنه كبير جدا 133 كيلو ومش بيحب يعمل دايت ولا رياضة وكمان انا قافلة منه لانه ملوش في حياتنا اي دور فحاسة انه مش سند ليا في الدنيا وسايبني ع طول انا اعمل اي حاجة سباكة نجارة كهربا في البيت وهو مبيعرفش يعمل اي حاجة حاسة اني انا الراجل وهو الست فبنفر من العلاقة معاه وواجهته بكل ده ومفيش تغيير.
أختي الغالية، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك على البوابة الالكترونية للاستشارات...
أقدر يا أختي كمية الضغوط التي تعيشينها ما بين رعاية أطفالك الثلاثة وخاصة الصغير الذي أرهقك منذ أيام الحمل وما بين إدارة شئون بيتك.. للتسوق وحتى الاهتمام بأي إصلاحات في المنزل ومتابعة شئون العمال، بينما الواجب الوحيد الذي يقوم به زوجك هو المال الذي يقدمه لك وهذا ما جعلك تشعرين بالنفور منه حتى إنك لا تشعرين برجولته حتى إنك وصفته أنه "هو الست" بل والأسوأ أنك بدأت تشعرين أنك أنت الرجل.. وهذا جعلك تشعرين بالنفور من العلاقة الحميمية مع زوجك، وما فاقم الأمر أنه لا يهتم بمظهره حتى وصل وزنه لـ133 كيلوجرامًا، فكان رد فعله أنه بدأ يشارك في برامج التعارف ويتحدث إلى النساء ويصل به الأمر للحديث الفاحش وهكذا تستمر الدائرة الجهنمية.
أختي الكريمة، بما أنك من طلبت الاستشارة فحديثي سيكون موجهًا لك أنت، فلا تظني أني أنحاز له أو أضيف حملاً وعبئًا عليك، فأنا أخاطب فيك روح الأم المسئولة التي لا ترضى لبيتها بالخراب ولا لأطفالها بالشتات، فأنت كلما بذلت جهدًا للإصلاح انكسرت إحدى الحلقات في هذه الدائرة الجهنمية التي تضغط على قلبك وروحك وتهدد مستقبل حياتك الزوجية ومستقبل أطفالك، وهناك شرطان حتى يؤتي هذا الجهد ثماره المطلوبة:
1. أن تطلبي العون والتوفيق من الله عز وجل وتدعيه دعاء المضطر أن ييسر أمرك ويبارك خطواتك، وهو سبحانه وتعالى قريب مجيب الدعوات.
2. أن يكون هذا الجهد ذا مضمون صحيح في الاتجاه الصحيح، وسوف أشرح لك ذلك في السطور القادمة.
العفاف والزواج
أختي الكريمة، الهدف الأساسي من الزواج هو تحقيق العفاف للطرفين، ويمكننا القول إنه إذا كان الزواج يشبه البناء فإن العفاف والإشباع هو الأساسات العميقة التي بدونها ينهار البناء، وأنت وزوجك لديكما خلل كبير في هذه الأساسات ولا بد من الإسراع بحل هذا الخلل..
لم تتحدثي في استشارتك عن شعورك أنت بالحرمان، وغالبا الضغوط الملقاة على عاتقك قامت بالتشويش على أحاسيسك الفطرية وهذا حال كثير من النساء، بينما زوجك لم يستطع التحكم في إحساسه بالحرمان فذهب يتلمس إشباعًا عن طريق هذا الكلام الفاحش الذي قرأته.. بالتأكيد أنا لا أبرر له ما قام به وإنما أحاول تفسير الأمر لك.. هو يعرف مقدار ما قام به من خطأ فأخذ يعتذر ويتعهد لك بعدم تكراره ولكن حاجته وجوعه للعلاقة معك ظلت تدفعه المرة تلو الأخرى لهذه الطرق المنحرفة.. يقينًا فإن ذنبه الأعظم تجاه خالقه ثم ذنبه جهة نفسه التي قام بإذلالها على هذا النحو ولكنه لم ير سوى ذنبه ناحيتك، وعندما تكرر الأمر ألقى باللائمة عليك وصرح لك بشكل مباشر أنك السبب فيما اقترف من ذنوب.
أنت أيضا -أختي الكريمة- وقعت في ذنب عظيم فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (أيما امرأة باتت، وزوجها عليها ساخط؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح وفي لفظ: كان الذي في السماء ساخطًا عليها حتى يرضى عنها)، وهذا وعيد عظيم تقف أمامه المبررات التي ذكرتها بصورة واهية...
نعم أنت لست مسئولة عما ارتكبه من ذنوب (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا﴾ لكنك مسئولة مسئولية كاملة عن رفضك للعلاقة معه، ولن تستطيعي أن تقومي بدورك في العلاقة بشكل مُرض ما لم تغيري مشاعرك نحو زوجك، ومشاعرك لن تتغير طالما أفكارك لم تتغير، وطالما تقولين لنفسك هذا الكلام السلبي إنك أنت من يقوم بدور الرجل بينما هو يقوم بدور السيدة فمشاعرك لن تتغير نحوه.
تقسيم الأدوار
هو ينفق وبسخاء فأنت ذكرت أنه يمثل لك "البنك"، فهل هذا دور رجولي أم دور أنثوي؟!
كثير من الرجال يعتقد أن دوره هو التمويل.. انظري لكل الرجال المغتربين علاقتهم بأسرتهم مرتبطة بإرسال حوالة ولم يتم اعتبارهم سيدات لأنهم لا يشرفون على الأولاد أو يتابعون الإصلاحات المنزلية من سباكة وكهرباء.. لا أقول بالطبع إن موقفهم مثالي ولكن قولبتهم في قالب أنثوي وإخراجهم من مربع الرجولة كلام فيه مبالغة شديدة، وهي مبالغة وسوس لك بها الشيطان فاستعيذي بالله (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، وتذكري أنها مجرد هواجس شيطانية أو طائف من الشيطان (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ).
غاليتي، انظري له كرجل كامل الرجولة وهو سيتعامل معك كأنثى كاملة الأنوثة (وكم أنت بحاجة ماسة للشعور بهذا).. إنه يرى في عينيك نظرات تنم عن عدم التقدير ويسمع منك نقدًا لاذعًا أو نصائح موجعة وهو دائما بالنسبة لك في قفص الاتهام.. ما رأيك أن تجربي عكس هذه الصورة فيرى في عينيك لمعة الإعجاب.. يرى إعجابا صادقا غاليتي وليس إعجابا مزيفا إعجابا بشيء حقيقي ككرمه معك مثلا...
ما رأيك أن تطلبي منه بلهجة أنثوية رقيقة وصوت خفيض أن يأتي بالكهربائي أو السباك ويقف معه.. تكاسل ولم يفعل كرري مرة أخرى وثالثة حتى يقوم بدوره، ولا تسارعي بإلغائه والقيام بدوره حتى يعتاد حبيبتي أن يتحمل المسئولية فدورك أن تدفعيه دفعًا لذلك.. أن تدفعيه بلطف لا أن تقومي بدوره، وعليك اتباع استراتيجية النفس الطويل فالأمر بحاجة للصبر الجميل لكن الغاية تستحق، فرّج الله كربك وأفرغ عليك صبرًا وثبتك، فأنت في جهاد لحماية أسرتك.
وتأملي هذا الحديث حتى يمنحك الحماس للعمل لإصلاح أسرتك بدلا من طلب الطلاق.. فها هي الصحابية أسماء بنت يزيد أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بين أصحابه فقالت: بأبي وأمي أنت يــا رســول الله، أنا وافدة النساء إليك، إن الله -عز وجل- بعثك إلى الرجال والنساء كافةً، فآمـنــا بـك وبإلهك وإنا -معشر النساء- محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحـامــلات أولادكم، وإنكم -معشر الرجال- فُضلتم علينا بالجُمع والجماعات، وعيادة المرضى، وشـهـود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله -عز وجل- وإن الـرجــل إذا خــرج حـاجـًّا أو معتمرًا أو مجاهدًا، حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم، وربينا لكم أولادكم، أفما نشـاركـكـم الأجر والثواب؟!
فـالـتـفـت الـنـبـي إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: (هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر ديـنـهـا مــن هـذه؟ فقالوا: يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا).
فالتفت النبي إليها فقال: (افهمـي أيتها المرأة وأَعلِمي مَن خلفك من النساء أن حسن تبعُّل المرأة لزوجها (أي حُسن مصاحبتها له) وطلبها مرضاته، واتـبـاعـهـا موافقته يعدل ذلك كله، فانصرفت المرأة وهي تهلل).. فحسن تبعلك وطلبك لمرضاته وبذلك الجهد لإصلاح حياتك قد يعدل الجمع والجماعات والحج بعد الحج والجهاد في سبيل الله؛ فجاهدي –غاليتي- وتوكلي على الله، والله معك يبارك خطواتك كلها.. وتابعيني بأخبارك حتى نفكر معًا في الخطوة القادمة.