وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا ومرحبا بك أخي الفاضل على موقع استشارات المجتمع، وبعد:

 

  فالرؤية من أهم عناصر القيادة الناجحة؛ فهي تمثل النظرة المستقبلية لأي موسسة أو شركة، وتحدد الهدف النهائي الذي تسعى لتحقيقه، وهي أداة قوية تساعد على توجيه الجهود واتخاذ القرارات الصائبة لتحقيق النجاح والتفوق.

 

والرؤية تساعد في توجيه العمل واتخاذ القرارات الحاسمة، وتحديد الأولويات وتوجيه الجهود والموارد، وتحديد الخطوات اللازمة لتحقيق النجاح، كما تتطلب الرؤية القدرة على التخطيط والتنظيم والتواصل الفعال، وتحويلها إلى خطط عمل ملموسة ومناسبة للتنفيذ، والتواصل بشكل فعال مع فريق العمل وتشجيعه على المشاركة وتحفيزه ليتم التناغم والتعاون لتحقيق هذه الرؤية.

 

وأي مؤسسة أو شركة تسعى للنجاح والاستدامة لا بد لها من عناصر أساسية وهي الرؤية والرسالة والقيم والأهداف، وأن تعمل هذه العناصر كإطار توجيهي يحدد مسار العمل ويوجه الأنشطة اليومية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.

 

وإليك أيها الأخ الكريم بعض القصص التي حدثت في الواقع بتواريخها المعلنة وأمكنة وقوعها توضح أهمية الرؤية وكتابة الأهداف ومراجعتها بصورة دورية.

 

مع "ستيفن كوفي" Steven Covey  في الكويت لتحديد الرؤية

 

في مثل ذلك اليوم، كنت في فندق الراية مع 300 من رجال الأعمال والمديرين، في لقاء مع المحاضر الأمريكي المشهور "ستيفن كوفي" Steven Covey. وكان يتحدث عن أهمية وضع الخطط على مستوى الأفراد والأسر والمؤسسات، وأهمية وضوح الرؤية لكل خطة، في ذهن كل فرد ورب أسرة ومسؤول.

 

وبعد الانتهاء من إلقاء محاضرته، أحببت أن أكون أول من يسأل، وكان هذا الحوار بيني وبين "ستيفن كوفي"، قلت: أشكرك سيد "كوفي" على محاضرتك القيمة، وأحببت أن أعرف درجة وضوح الرؤية التي تطالب بها، هل من الضرورة بمكان أن تكون واضحة بنسبة 100%؟ فقال السيد "كوفي": بالطبع لا. ولكن إن كان ضروريًّا وجود نسبة مئوية لقياس درجة الوضوح، فهي لا تقل - في جميع الأحوال - عن 95%.

 

قلت: إذًا، وجود نسبة خطأ بشري في حدود 5% أمر مقبول. فقال السيد "كوفي": نعم. قلت: كم تقدر الزمن المطلوب لوضع رؤية لعائلة ما؟ قال السيد "كوفي": أنا لديّ عائلة مكونة من أب وأم و9 أولاد و40 حفيدًا. لقد أمضيت 6 أشهر في وضع رؤية لهذه العائلة، واتفق عليها جميع أفرادها، بعد إجراء عدة تعديلات عليها!! قلت في نفسي مدهوشًا: 6 أشهر لرؤية واحدة ولعائلة واحدة!! إذًا كيف يكون الأمر لو كانت تلك الرؤية لمؤسسة أو دولة؟

 

إن وجود رؤية واضحة للأسرة الواحدة، يمنح أفرادها همة عالية في الأداء.

 

اختيار موقع مناسب لمراجعة الأهداف

 

يوجد في الطابق الثاني بمؤسسة الكويت للتقدم العلمي مكان لاستقبال الضيوف محاط بأشجار جميلة ومفروش بأثاث متميز. هذا المكان هو بحق مكان مناسب لجلسة عصف ذهني مع نفسك أو جلسة تأمل أو جلسة استرخاء. قررت في ذلك اليوم أن أراجع أهدافي في الحياة في جلسة تأمل مع نفسي في ذلك الطابق بمؤسسة الكويت للتقدم العلمي. شعرت بعد الجلسة بنشاط من نوع جديد في نفسي.

 

إن مراجعة أهدافك في جلسة تأمل في موقع يحوي مناظر طبيعية، تمنحك نشاطا وحيوية.

 

هدف لتحقيق إنجاز في كل يوم

 

إن ما يحرك الفرد هو وجود أهداف واضحة في حياته يريد تحقيقها. هل تعرف من القائل: "أعطني كاتبًا بسيطًا لديه أهداف، أُعطك إنسانًا يصنع التاريخ، وأعطني إنسانًا بلا أهداف، أعطك كاتبًا بسيطًا"؟ إنه رجل الأعمال الأمريكي المشهور "جي. سي. بيني" J.C. Penny.

 

إن وجود أهداف كبيرة وأخرى متوسطة وثالثة صغيرة في حياتك من شأنه أن يحفز نفسك. وإن وجود أهداف بعيدة المدى وأخرى متوسطة المدى وثالثة قريبة المدى من شأنه أن يحفز نفسك. إن مراجعة الأهداف بصورة يومية أو أسبوعية أو شهرية من شأنها أن تحفز نفسك. وإذا وضعت شعارا مفاده: جديد في كل يوم أو إنجاز في كل يوم، فمن شأن ذلك أن يحفز نفسك.

 

قررت في ذلك اليوم أن يكون لي إنجاز في كل يوم مهما صغر أو كبر. وعلى الرغم من التحدي المتمثل في هذا القرار، فإنه رفع من همتي بصورة واضحة. وأنا الآن في السنة السابعة بفضل الله من بدء اتخاذ هذا القرار مع الالتزام به دون انقطاع.

 

إن وجود إنجازات في حياتك كفيل بتحريك همتك وتحفيز نفسك.

 

الخلاصة:

 

الرؤية أداة حيوية في تحقيق التميز والريادة والتنافس، وهي الطريق إلى المستقبل، والحافز على العمل والتكيف مع التغيرات وتعزيز فرص النجاح.