<p>السلام عليكم.. أنا شيخ كبير ومعروف في إحدى المدن، حيث يعرفني الناس بصوتي الهادئ وخطبي المؤثرة، عشت طوال عمري يُشار إليّ بالبنان، عالمًا في الدين، داعيًا إلى الله، مُربيًا للأجيال، ومرجعًا للسائلين عن الفتوى والنصح. كنت منارة هدى لكثيرين، وقلبي معلقًا بالمساجد، ولساني لا يفتر عن الذكر والقرآن. لكن الفتنة لا تستثني أحدًا، وابتلاء القلوب قد يكون أشدّ على العالِم من الجاهل. فقد ابتُليت بحب جارتي الشابة الجميلة، رغم أنني متزوج وأب لأبناء وبنات صغار وكبار، ورغم علمي بحرمة التعلق المَرَضيّ بامرأة لا تحلّ لي، فقد غلبني هواي. في البداية، لم أكن أدرك مدى تعلّقي بها، كنت أقنع نفسي أن الأمر لا يعدو مجرد إعجاب عابر، لكنني تفاجأت بأن قلبي يسابق خطاي لرؤيتها، وأنها تشغل فكري أكثر مما ينبغي. لم أنتبه إلى أن تلك العاطفة الخفية التي كانت تتغلغل في نفسي، حتى استحكمت عليّ تمامًا. وفي يوم من الأيام، جاءني الخبر كالصاعقة، لقد تزوّجت جارتي برجل آخر! أصيبت بحزن شديد، وكأن قلبي قد انشطر، وبدأت مشاعر الغيرة والقهر تتسلل إلى أعماقي.. ازداد ألمي حتى فقدت شغفي بالعلم والعبادة، وبدأت أشعر بجفاء تجاه الصلاة، وانقطعت عن مجالس العلم التي طالما كنت أنا رائدها، بل بدأ القرآن يتفلّت من قلبي وعقلي، وأنا الذي طالما كنت حافظًا له، مُفسّرًا لآياته، متدبرًا لمعانيه. فكيف لداعية كبير مثلي أن يقع في هذا الانحدار؟ كيف أكون أنا من أحذّر الناس من فتنة القلوب، ثم أقع فيها بكل جوارحي؟!! أما زوجتي، وهي طبيبة كبيرة، شديدة الالتزام، محبة لي، حريصة علي، لكنها رأت التحول الرهيب الذي أصابني، وعلمت بالقصة كلها، فأدركت أن المسألة ليست مجرد أزمة عابرة، بل انهيارٌ بطيء لرجلٍ كان شامخًا يومًا ما، فخافت عليّ أن أُؤذي نفسي، فبدأت تسعى لإنقاذي بكل ما أوتيت من حكمة وحب. ومع ذلك فإنني أشعر بالغرق في بحر من الحزن والضياع، ولذلك أكتب إلي بعض الدعاة والتربويين، كاشفًا لهم ما في قلبي، صارخًا بطلب العون: "لقد كنتُ داعيةً إلى الله. فكيف بي وقد فترت همّتي، وضعفت روحي، وغلبني الهوى؟ إني أشعر وكأني في طريق لا نهاية له إلا الظلام! دلّوني كيف أعود؟ كيف أستعيد قلبي الذي كان عامرًا بالإيمان؟ كما أرجو منكم الدعاء لي من قلوبكم".</p>
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مرحبًا بك شيخنا الفاضل، يا من كانت كلماته -وستظل- نورًا يُضيء الدروب، وصوته سكنًا لقلوب المسترشدين، ويا من جعلك الله منارة للخير ومُعلمًا للناس. نشكرك على ثقتك بنا، ونسأل الله –عز وجل- أن يوفقنا في أن نكون سببًا في انشراح صدرك وراحة قلبك، وأن يرفعك عنده مقامًا أعلى مما كنت عليه، وبعد...
فإن ما تعانيه –أخي الكريم- ليس محنة تفردت بها؛ بل هو ابتلاء كتبه الله على قلوب كثير من عباده ليختبر صدقها، ويمحص إيمانها، ويعيدها إلى طريقه بقلب أكثر صفاءً، ونفس أشد قربًا منه سبحانه. فلا تجزع، فإن الذي ابتلاك بهذا يعلم ضعفك، ويريد أن يسمو بك من جديد، وأنت -بإذن الله- قادر على النهوض.
إن رسالتك حملت حزنًا ثقيلاً، وكلماتك كأنها صرخة قلب يئن تحت وطأة البلاء. ولكن اعلم –يرحمك الله– وأنا أعلم أنك تعلم، أن المؤمن، كلما علا مقامه، اشتد عليه البلاء، وكلما كان أقرب إلى الله، كان امتحانه أعظم، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً؟ قال: «الأنبياءُ ثمَّ الأمثلُ فالأمثَلُ، فيُبتلى الرَّجلُ على حسْبِ دينِه، فإن كانَ في دينهِ صلبًا اشتدَّ بلاؤُهُ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتُليَ على حسْبِ دينِه، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي على الأرضِ ما عليْهِ خطيئةٌ» [رواه الترمذي]. وما وقعتَ فيه ليس سقوطًا نهائيًّا، ولكنه اختبار، ومفتاحه عندك، وهو العودة الصادقة إلى الله.
وقبل أن أشرع في إجابتك، أريد أن أوضح لك ولغيرك –وسأحاول الاختصار- مفهومًا مهمًّا جدًّا قد لا يدركه كثيرون، وهو أن الميل القلبي والانجذاب العاطفي بين الرجل والمرأة أمر فطري، أودعه الله في قلوب البشر، وليس في أصله حرامًا، بل هو جزء من طبيعة الإنسان، فالرجل يميل إلى المرأة، والمرأة تميل إلى الرجل، وهذا من سنن الله في خلقه، ولذلك شرع الزواج ليكون مخرجًا شرعيًّا لهذا الميل.
وما يكون حرامًا هو الأسباب التي تؤدي إلى هذا التعلق إذا كانت غير مشروعة، والنتائج التي قد تترتب عليه إذا خرجت عن الضوابط الشرعية.
فالميل القلبي في ذاته ليس ذنبًا، لكن المشكلة تبدأ حين يُسمح لهذا الميل بالتوسع حتى يتحول إلى تعلق غير منضبط، أو حين يتجاوز حدوده الشرعية، فيقود الإنسان إلى ما لا يرضي الله، سواء كان ذلك تفكيرًا زائدًا يشغل القلب عن الله، أو أفعالًا قد تؤدي إلى الوقوع في الحرام.
إذن، الإسلام لم يمنع الإنسان من «الحب»، لكنه وجّه مشاعره، فإذا أحب رجلٌ امرأةً ولم تكن له بالحلال، فهناك ثلاثة أمور تُعينه على ضبط مشاعره:
- إما أن يسعى للزواج بها إن كان ممكنًا.
- وإما أن يكبح جماح حبه ويبتعد عنها إن لم يكن الزواج بها متاحًا.
- وإما أن يستثمر هذه العاطفة في علاقاته المشروعة، مثل حبه لزوجته وأولاده وأهله.
ولذلك، النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ» [رواه البخاري]. وهذا يدل على أن المشاعر يمكن تهذيبها إما بإشباعها بالحلال، أو بكبحها بالعبادة والصبر.
وإن أخطر ما في الابتلاء بالعشق، أن يستسلم الإنسان له، فيترك العبادات، أو يغرق في الأحزان، وكأن هذا العشق هو مصدر الحياة! وهذا وهْم خطير؛ لأن القلب الذي يُعلَّق بغير الله سيجد نفسه دائمًا معذبًا محرومًا، كما قال الإمام ابن القيم: «من تعلق قلبه بغير الله، عُذِّب به، ولا بد». لذلك، لا تجعل مشاعرك تتحول إلى قيود تسلبك حياتك، بل اجعلها درسًا يعلّمك كيف يكون الحب الحقيقي، حب الله أولًا، ثم الحب في الحلال بما يرضيه.
ثم دعنا الآن –حتى لا تتفرق بنا السبل- نتناول ما استشرتنا فيه من عدة محاور، وكلي ثقة أن ما سأقوله لك ليس بجديد عليك، ولستَ غافلًا عنه، وأنك أستاذٌ ومعلِّم، ولكن كل منا يحتاج من حين إلى آخر إلى التذكر والاستدراك، وهذا ما سأحاوله متخففًا لحد ما من النصوص الشرعية، ليقيني بعلمك بها وحفظك إياها، وتجنبًا للإطالة.
أولًا: كيف حدث هذا؟ ولماذا وقعت في هذه الفتنة؟
واسمح لي أن أستفيض في هذا المحور وأفصِّل فيه، لأنك تدري أن التشخيص الدقيق هو أساس العلاج، ومعرفة الأسباب ضرورية لمعالجة النتائج.
أنت –يا أخي- لست أول عالم يُفتَن، فالنفس البشرية ضعيفة، والشهوة بابٌ يدخل منه الشيطان، وكلما علا مقام العبد ازدادت الفتنة حوله. ولنا في نبي الله يوسف -عليه السلام- مثال؛ إذ كان نبيًّا ابن نبي، ومع ذلك تعرض لفتنة عظيمة، فهرب إلى الله وقال: (وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ) [يوسف: 33].
ما حدث لك –أخي- بدأ إعجابًا خفيًّا، ثم نبتت له جذور، فتعلق القلب، ثم تعمّقت المشاعر حتى أصبحت هوًى غلَّف العقل والقلب معًا. وهكذا تعمل الفتنة، فهي لا تأتي دفعة واحدة، بل تتسلل رويدًا رويدًا حتى تستحكم، قال الله تعالى: (وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ) [ص: 26]. وهذا ما وقع لك، فقد جرفك الهوى دون أن تشعر، حتى صار جزءًا من كيانك، فكان الفراق بمثابة صدمة هزّت كيانك كله. ولو لم تتزوج هذه الجارة من آخر، لبقي هذا الشعور خبيئًا ينمو في الظل؛ لكنه اليوم ظهر في هيئة ألم، حتى تعي خطورته وتداويه.
إنك ربما كنت تحذِّر غيرك من فتنة التعلق والهوى، ولكن لأن نفسك لم تشعر بخطر ما أنت فيه منذ البداية، لم تحصِّن قلبك كما يجب. ولو أنك استعذت بالله منذ اللحظة الأولى، وقطعت أي مدخل للشيطان، لما استحكم الأمر. والتعلق العاطفي إذا لم يُقتلع منذ بدايته، فإنه ينمو حتى يصبح شجرة يصعب اقتلاعها، وهو ما حدث معك.
كذلك، ليس حب المرأة وفراقها هو الذي يؤلمك الآن، بل خيبة الأمل، وكسر التعلق. فالإنسان حين يتعلق بشيء -ولو كان حرامًا- فإنه يظن أنه مصدر راحته، فإذا فقده، ضاع استقراره النفسي. وهذا ما حدث لك، فقد كنت تُمني نفسك بأن تكون هذه المرأة لك، ولو سرًّا في قلبك، فلما صُدمت بزواجها، شعرت وكأنك فقدت شيئًا عزيزًا منك.
أنت الآن في حالة «تيهٍ نفسي»، لأنك فقدت شيئًا كنت تحبه، فأثَّر ذلك على كل شيء في حياتك، حتى العبادة، وهذا طبيعي، لأن القلب حين ينشغل بغير الله، يضيق عن الله، ويبدأ الإيمان بالذبول كما يذبل الزرع إذا لم يُسقَ. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تُعرَضُ الفِتَنُ على القُلوبِ عَرْضَ الحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فأيُّ قلبٍ أُشْرِبَها نُكِتَتْ فيه نُكتةٌ سَوداءُ» [رواه مسلم]. وهذه الفتنة أصابت قلبك، فأثّرت على كل شيء: الصلاة، القرآن، حتى شغفك بالعلم؛ لكنك قادر على الشفاء بإذن الله، ولا يزال في الأمر متسع للعودة.
ثانيًا- طريق العودة وكيف تعالج قلبك؟
إنك قد قطعت أول خطوة صحيحة في هذا الطريق بكتابة رسالتك هذه إلينا؛ لأنك لم تُنكر ضعفك واعترفت بتقصيرك، وتلي هذه الخطوة عدة خطوات:
1- العزم على نسيان وتجاهل هذه المرأة والمضي قدمًا:
أخي الفاضل، أعلم أن نسيان شخص تعلّق به القلب ليس أمرًا سهلًا، لكنّه ليس مستحيلًا، وقد تزوجت هذه المرأة وأصبحت لغيرك، مما يجعل الاستمرار في التفكير بها ضربًا من التعلّق المؤلم بلا طائل. لذلك، لا بد أن تعمل على تحرير قلبك منها، وأن تستبدل بمكانها شيئًا أسمى وأبقى، وهو حب الله، والانشغال بما يعود عليك بالنفع في دينك ودنياك. وإليك بعض الوسائل التي تُعينك على نسيانها ومحو أثرها من قلبك:
- اليقين بأن ما عند الله خير:
تذكر دائمًا أن الله اختار لك ألا تكون هذه المرأة زوجة لك، لحكمة يعلمها، فارضَ بقضائه، وأيقن بأن ما عند الله خيرٌ وأبقى. إننا أحيانًا نظن أننا خسرنا شيئًا عظيمًا، ولكن بعد مرور الوقت، نكتشف أن الله صرفه عنَّا رحمة بنا، فثق أن الله صرفها عنك لأنه يُعدّ لك خيرًا أعظم، ولكن لن تراه إلا عندما تتحرر من أسر هذه المشاعر.
- قطع كل الطرق المؤدية إلى تذكرها:
- ابتعد عن الأماكن التي كنت تراها فيها.
- لا تسترجع ذكرياتك معها، ولا تبحث عن أخبارها.
- احذف كل ما يذكّرك بها من هاتفك أو أوراقك أو حتى في ذهنك.
- أشغل وقتك حتى لا يبقى لديك فراغ تسترجع فيه الماضي.
- تغيير البيئة والأنشطة اليومية:
لا تبقَ في الروتين نفسه الذي كنت تعيشه أثناء تعلُّقك بها، بل جرّب أمورًا جديدة:
- سافر إن أمكن إلى مكان لم تزرْه من قبل.
- غيّر أماكن جلوسك في المنزل أو المكتب.
- انشغل بهوايات جديدة، كالرياضة أو القراءة أو أي عمل تطوعي نافع.
- استثمر وقتك في مشاريع دعوية أو علمية تعيد إليك حماسك.
2- استشعار رحمة الله وقبوله للتائبين:
إن الله لا يعاقبك ليقسِّي قلبك، بل يوقظك لتعود إليه. ألم يقل سبحانه تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ) [البقرة: 222]؟ أنت الآن في حالة ضعف، لكن الله يناديك: (لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ) [الزمر: 53]. فانهض، وعد إليه بضعفك، وستجد قوته تحتضنك. ابدأ استغفارًا صادقًا، لا باللسان فقط، بل بالقلب، وكما كنت تبكي ألمًا على فراقها، ابكِ الآن ألمًا على تقصيرك في حق الله.
3- كسر دائرة التعلق وإحلال حب الله مكانها:
القلب لا يبقى فارغًا، فإن لم تشغله بالله، شغلته الدنيا. فكما كنت تسرع للقاء هذه المرأة، اسعَ للقاء الله، وأشغل نفسك بحب جديد، حب لا يُكسَر ولا يخون، حب الله. اجعل قلبك يتذوق حلاوة الذِّكر، وابدأ بآية واحدة تتدبرها، حتى يعود شوقك إلى القرآن. الله –تعالى- يقول: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ) [النجم: 43]، فهو وحده من يملأ الفراغ، وهو الذي يبدّل الحزن فرحًا، والضيق سعة. يقول ابن القيم رحمه الله: «إن في القلب شعثًا لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به».
4- إعادة الاتصال بالعبادة لا كعادة، بل كحياة:
صلاتك لم تعد كما كانت؟ إذن، صلِّ كما لم تفعل من قبل! جرِّب أن تصلي قيام الليل باكيًا، متهجدًا، خذ وقتك في السجود، لا ترفع رأسك حتى تجد قلبك قد تخلص من قيده. ادعُ ربك أن يرزقك القوة والهداية: «اللهم إني ضعيف فقوني، وضائع فاهدني، اللهم إني أسألك قلبًا سليمًا، ونفسًا مطمئنة، وزهدًا فيما لا ينفعني، وحبًّا لما يرضيك عني»، وستجد أثرًا عظيمًا في قلبك.
قرآنك بدأ يتفلت؟ إذن أعده بطريقة جديدة. لا تقرأه كعادة، بل كرسالة شخصية لك، استشعر الآيات كأنها موجهة إليك وحدك، وركّز على الآيات التي تتحدث عن الفتن والمغفرة.
5- استمداد القوة من الصحبة الصالحة:
أعد صلتك بأصحابك الذين كانوا سبب ثباتك، اجلس مع العلماء، ألقِ دروسك حتى لو كنتَ محطمًا، فالكلمة الصالحة تنعكس على قائلها قبل سامعها.
قد تظن أن الناس سينظرون إليك نظرة مختلفة، ولكن الحقيقة أن الله ستِّير، وما دمت لم تقع في معصية ظاهرة، فلا شيء يمنعك من العودة، بل إن هذه التجربة ستجعلك أكثر صدقًا وتأثيرًا، لأنك لن تتكلم من برج عاجي، بل من قلب مرّ بالفتنة وعاد.
6- أعطِ زوجتك حقها من الحب والاحتواء:
لقد ابتُليتَ بعشق امرأة لم تكن لك، لكنك لديك امرأة عظيمة وفية مخلصة لم تفارقك في محنتك، وهذا يدل على معدنها الطيب. وهي نِعْم المرأة الصالحة، فلا تفرِّط فيها، بل اقترب منها أكثر، واملأ فراغ قلبك بحبها، أفضِ إليها، جدد مشاعرك نحوها، وامنحها حبك واهتمامك، وخطّط معها لنشاطات جديدة تعيدان بها الدفء لعلاقتكما، مع تعبيرك الدائم لها عن امتنانك لحبها وحرصها عليك. وسيداوَى قلبك بالحب الحلال الذي باركه الله. فالحب الحلال بركة، ودواء للنفس.
وختامًا -شيخنا الفاضل- أنت لم تسقط، أنت فقط أصابتك زلة قدم، وهذه الزلة ليست نهاية المطاف، بل يمكن أن تكون نقطة انطلاقة جديدة. أسأل الله أن يشفي قلبك، ويعيدك إلى نورك السابق، بل أشد ضياءً وإشراقًا. وتابعنا بأخبارك.