كيف أكون رائد أعمال ناجحًا؟

أريد أن أكون رائد أعمال ناجحًا، لكن الخوف من المخاطرة يعوقني. كيف يمكنني تجاوز هذا القلق واتخاذ الخطوة الأولى بثقة؟

الخوف من المخاطرة أمر طبيعي لأي إنسان يريد أن يكون رائدًا في عالم المال والأعمال. هناك نوعان من المخاطرة: مخاطرة غير مدروسة ومخاطرة مدروسة.

 

أما المخاطرة غير المدروسة فمصيرها التهلكة (وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلَى التَّهلُكَةِ)، فمثلها كمثل الذي ينفق راتبه في أول يوم من أيام الشهر معتقدًا أن الله تعالى قد كتب له رزقًا في بقية أيام الشهر من دون سعي أو عمل.

 

أما المخاطرة المدروسة فهي تعتمد على الأخذ بالأسباب بعد التوكل على الله تعالى، ومن أهم عناصرها التفكير الإستراتيجي والتخطيط الإستراتيجي، وفحواهما أن يبدأ الإنسان برؤية قوية وواضحة للأمر الذي يريد تحقيقه.

 

فإذا اتضحت الرؤية، سهل الوصول إليها.

 

كيف أكون رائدًا في عالم المال والأعمال إذا لا أملك رؤية قوية وواضحة؟ فمثالها: أريد أن تكون لدي ثلاثة مصادر مالية لثلاثة أنشطة تجارية في مجال التكنولوجيا الرقمية خلال العام القادم.

 

ثم من بعد ذلك الانطلاقة القوية نحو تحقيق جزء من هذه الرؤية (وليكن 10%) بدعم مالي أو معنوي من أفراد العائلة وأصحاب الثقة المتبادلة، ثم مراجعة النتائج المرجوة والمحققة مرة في كل شهر، فيتم تثبيت الرؤية أو إضافة بند واحد أو أكثر فيها أو حذف بند واحد أو أكثر منها.

 

التفكير الإستراتيجي هو البوصلة التي تقودك نحو النجاح، والتخطيط الإستراتيجي هو الخريطة التي توصلك إلى النجاح.

 

قد تفشل الخطة ولكن ذلك أمر نادر، فاجعل الفشل مثل الكرة التي تسقط على الأرض ثم ترتد إليك لتنطلق بها نحو خطة أخرى أكثر حكمة.

 

لتعلم أن التخطيط كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم. فقد كان يخطط ليومه مثل قوله: «لا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ العَصْرَ إلّا في بَنِي قُرَيْظَةَ»، وقد كان يخطط لغده مثل قوله: «لَأُعْطِيَنَّ الرّايَةَ غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، يُفْتَحُ عليه»، وقد كان يخطط لسنته مثل قوله: «لَئِنْ بَقِيتُ إلى قابِلٍ لَأَصُومَنَّ التّاسِعَ»، وقد كان يخطط لمستقبل الأمة وما سوف يحدث فيه مثل قوله: «ابْنِي هذا سَيِّدٌ، ولَعَلَّ اللَّهَ أنْ يُصْلِحَ به بيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ»، وقوله: «لَتُفتَحَنَّ القُسْطَنْطينيَّةُ؛ فنِعْمَ الأميرُ أميرُها، ونِعْمُ الجيشُ ذلكَ الجيشُ».