دلوقتي أنا متزوج من ٢٥ سنة اتجوزت في سن صغير أنا ٤٩ سنة مراتي نفس السن تقريبا المشكله أنها دائما بتحاول تصدر ليه فكرة أني عجزت وموضوع العلاقة الزوجية ده المفروض ما فكرش فيه غير أنها دائما تدعي عليه بالفقر عشان مقدرش اتجوز عليه اليومين دول أقسم بالله إني مش بشوفها غير في حالتين يا نائمة يا هتنام غير الصوت العالي وأسلوبها الزبالة وخصوصا الفترة دي عشان ضغط المصروفات بقيت مش زي زمان في الدخل رغم أن دخلي الشهري يوصل لـ ١٥٠٠٠ رغم كده محسساني أني مقصر في المصروفات.. عاوز حل لأني تعبت معها وفكرة الطلاق صعبة لأن عندي بنات علي وش زواج وأني أتجوز تاني برضوا صعبة لأن مصاريف فتح بيت تاني مش متوفرة ببركة دعواتها علي.
أهلا وسهلا ومرحبًا بك أخي الكريم على بوابة استشارات المجتمع...
أدرك ما تعاني منه من ضيق وإحباط واحتياجات ناقصة وإن شاء الله نجد حلا لهذه القضية.. طبعًا أنت لم تشرح لنا موقفها أو التبريرات التي تقدمها وتصورها لطبيعة المشكلات بينك وبينها والتي أوصلتها لاتباع هذا الأسلوب معك، ومنذ متى وأنت تعاني على هذا النحو.
لكن دعنا نبحث المشكلة من الزاوية التي طرحتها أنت، والحل عرضه القرآن الكريم لكل زوج يعاني من نشوز زوجته وتعنتها (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) [النساء: 34].
فالمرحلة الأولى من الحل هي مرحلة "العظة"، والعظة لا تعني أن تتقمص دور شيخ المسجد الذي يعتلي المنبر ويلقي خطبة، بل يعني هنا في المقام الأول التواصل معها والحوار الذي يعتمد على الاستماع والإنصات والتفهم قبل الرد، وهذه هي المرحلة الأساسية التي نعول عليها في الحل أن نصل لجذر المشكلة...
ويبدو لي أن ما تشكوه زوجتك من قلة المصروفات هو غطاء لصرف نظرك عن المشكلة الأساسية (مشكلة العلاقة الخاصة) حتى تشتتك عنها، واتهامها لك أنك أصبحت عجوزًا هو صورة أخرى من صور التشتيت حتى إن دعاءها عليك بقلة الرزق يعكس قلقًا متزايدًا منها من أن تفكر في الزواج عليها، وهذا يدل على حبها العميق لك، حتى وإن لم تظهره؛ فالمرأة الكارهة لا تأبه أن يتزوج عليها زوجها مرة أخرى.. فلماذا إذن ترفضك وتحاول تشتيتك عن العلاقة الخاصة؟.. لماذا تتهرب منك بالنوم؟ أعلم أنه لا توجد في ذهنك إجابة واضحة عن هذا السؤال.
دعني أسألك سؤالاً آخر: هل هذا الرفض يعد حديثًا عليها بعد أن أتمت الأربعين مثلا.. أم أنها مشكلة قديمة منذ سنوات الزواج الأولى؟
فلو أن هذه المشكلة جديدة أو منذ سنوات قليلة فقط فقد تكون عرضًا لاضطرابات ما قبل انقطاع الطمث، حيث تقل الهرمونات التي تجعلها تشعر بالرغبة كما تعاني كثير من النساء من الجفاف المهبلي الذي يجعل العلاقة محفوفة ببعض الألم.. كما أن الترهلات تجعلها تشعر بافتقاد الثقة في جسدها أو حتى الخزي منه فتقوم بإسقاط هذا عليك، خاصة لو أنك أنت أيضا بدأت تعاني من بعض الاضطرابات كضعف الانتصاب أو المعاناة من سرعة القذف؛ ما يجعل التجربة غير سعيدة بالنسبة لها، وهنا لا بد من الحوار الصريح دون تجريح أو اتهامات؛ لأن الموضوع حساس وجارح سواء لك أو لها.
إذا كنت تعتقد أنك طبيعي تماما ولا تعاني من أي مشكلة تقوم بإسقاطها عليها فدعنا نناقش مشكلة زوجتك، أما إذا كنت تعاني من بعض الاضطرابات فما عليك إلا التوجه للطبيب، فالعلاج في غاية السهولة وليس في الأمر ما يشينك كرجل.
إذا كانت زوجتك تفتقد الثقة في جسدها فهي لن تخبرك بذلك بالطبع، ولكن يمكنك أنت أن تستشعر ذلك، وفي هذه الحالة الكرة في ملعبك فعليك مدحها والتغزل بها وبثها الثقة.. لكن لا تبالغ في الأمر حتى تستشعر صدقك.
أما إذا كانت تعاني من الجفاف فزيارة بسيطة للطبيبة النسائية تحل المشكلة أو حتى زيارة لطبيبة صيدلية، فهناك مزلقات كثيرة تباع دون أي وصفة طبية وسعرها اقتصادي جدًّا تحل هذه المشكلة. أما إذا كانت تعاني من انخفاض الرغبة نتيجة الاضطرابات الهرمونية فهذه مشكلة شائعة تعاني منها ما يقارب من 40 إلى 50% من النساء لكنهن يتكتمن على ذلك.
وإذا كانت زوجتك تشعر أنها تحت تأثير الانتقاد الدائم منك فهذا يجعلها في حالة توتر ويفاقم من معاناتها، فلا بد من أن تشعر بالأمان والهدوء حتى تستطيع أن تصارحك بما تعاني منه، ولكن عليك ملاحظة أن هناك فارقًا كبيرًا بين الإثارة والرغبة، فلقد وجدت الدراسات أن نسبة كبيرة من النساء الفاقدات للرغبة إذا تعرضن لقدر كاف من الإثارة فإنهن يحققن استجابة جيدة جدًّا.. زيارة الطبيبة النسائية تفيد أيضًا في هذه الحالة فهناك بعض العلاجات الهرمونية الموضعية الآمنة التي تحقق نتائج ممتازة.
على أن اضطرابات ما قبل انقطاع الطمث تؤثر على الحالة النفسية والمزاجية للمرأة وليس على الحالة الجسدية فقط، وهذا كله يلقي مسئولية عليك في تفهمها والتماس العذر لها ويقلل من شعورك بالاحتقان تجاهها، فغالبًا هي تعاني وهذا يفسر صوتها المرتفع وتهربها منك ومحاولة إلقاء الاتهامات عليك، وتواصلك معها والحديث إليها بهدوء واستهلال كلامك بأنك مقدر لما تعاني منه من ضغوط قد يجعلها تفتح قلبها وتحكي لك بعض ما تعانيه وهذا كله يمثل الدائرة الواسعة للعظة، فكيف تعظ إنسانًا لا تفهمه ولا تعرف معاناته وهواجسه؛ لذلك أرسل الله الأنبياء بلسان أقوامهم، واللسان يعني اللغة ويعني فهم الهوية الخاصة بهم (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) [إبراهيم: 4].
المرحلة التصعيدية التي تلي ذلك أو مرحلة الهجر في المضجع لن يكون لها جدوى إذا لم تكن قد أخذت وقتك وجهدك في المرحلة الأولى، فلماذا تتألم امرأة يهجرها زوجها وهذا هو ما تريده من البداية؟ ولماذا تتألم امرأة يبتعد عنها زوجها في الفراش والفراش يمثل لها مشكلة؟ ولماذا تغضب امرأة يوليها زوجها ظهره وهذا هو المعتاد منه؟ إنما تتألم من اعتادت على الاحتواء والتدليل.. من اعتادت أن تتوسد ذراع زوجها شاعرة بالأمان والطمأنينة؟ فهل أنت حققت هذه الأمور حتى تتألم من ابتعادك؟
لا أريد أن أستطرد أكثر في هذه المرحلة أو ما يمكن أن يليها من مراحل حتى تكون قد أنجزت المرحلة الأولى، فاستعن بالله، وتذكر أنك أنت الرجل، أي ينبغي أن تكون من يمتلك أدوات المبادرة للحل، وابدأ بالتواصل الصحيح، وتابعنا بأخبارك حتى نصل معًا لبر الأمان بمشيئة الرحمن.