قلبي ينفطر من عصبية ابني..ماذا أفعل؟!!

أنا أم تعاني بل لن أبالغ إن قلت ينفطر قلبي بسبب عصبية ابني الذي يبلغ من العمر 13 عامًا، حيث أصبح سريع الغضب، يرفع صوته على وعند أي حوار معي ومع إخوته، كثير العناد ورافضا الاستماع للنصائح.. أشعر بالحزن والقلق من أن يؤثر هذا السلوك على شخصيته وعلاقاته المستقبلية، أرجوكِ أريد حلاً يعيد العلاقة الودية بيني وبين ابني، وأنقذ به أعصابي وصحتى وعيوني من البكاء ليل نهار، حلا يُعالج عصبيته.

بدايةً، كان الله في عونك، فأنا أقدر جدًّا ما تعانيه أختي الغالية، ولكن لا داعي للبكاء واطمئني غاليتي؛ فعلينا أن ندرك أن مرحلة المراهقة التي يمر بها ابنكِ هي مرحلة طبيعية يتغير فيها النضج العاطفي والنفسي، وقد تظهر على الطفل بعض السلوكيات التي تحتاج إلى تفهم وصبر.

 

فما عليكِ وقبل أي شيء سوى الالتزام بالهدوء والتحلي بالصبر، فلقد قال الله تعالى: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}؛ فالصبر على الابن في هذه المرحلة هو مفتاح لفهم حالته واحتوائه، فالغضب المقابل لا يزيد الأمور إلا سوءًا.

 

فعليكِ الحوار معه دائما بالحكمة والموعظة الحسنة، وتذكري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مثالاً في اللين والرفق،

فإن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق... كما علمنا الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم.

 

ولا بد حبيبتي أن تتجنبي رفع الصوت أو التوبيخ العنيف؛ بل استخدمي أسلوب الحوار الهادئ الذي يُشعره بالتقدير والاحترام.

 

وللتعبير عن الحب والتقدير أثره السحري على تهدئته وتعديل سلوكه؛ فأكثري من إظهار مشاعركِ الإيجابية تجاهه، قولي له: "أنا أحبك وأريد أن أراك سعيدًا وناجحًا"، فإن من البيان لسحرًا، والكلمات الطيبة تخفف من حدة التوتر وتُقرِّب القلوب، وكما قال الله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}.

 

احرصي أيضا على تعليمه التحكم في الغضب، وكيفية السيطرة على غضبه بطريقة عملية، من خلال قراءاتك وتوفير الفيديوهات التعليمية والتدريبية على ذلك واشرحي له الأية الكريمة وقدرها في قوله عز وجل: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس....}، وأخبريه بقيمة وصية النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تغضب".

 

عوديه بهدوء الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند الغضب، وتغيير وضعيته، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم:

"إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع".

 

ولا بد حبيبتي أن تحرصي على أن تكوني أنتِ ووالده قدوة له في التعامل مع الغضب والمواقف الصعبة؛ فكلما رأى منكما هدوءًا واتزانًا، سيتعلم منكما بل ويحاكيكما.

 

ثم عليك بما هو الأهم، عليكِ بالسحر الحلال والسلاح الأقوى ألا وهو الدعاء، فأوصيكِ بألا تغفلي عن الدعاء له في كل وقت، ولا تملي منه، خاصة في أوقات الإجابة، فأكثري من الدعاء بأن يهديه الله ويصلح شأنه وأن يصنعه على عينه وأنتِ على يقين باستجابة الله تعالى لك...

 

وخلاصة القول:

 

لكي تكسبي ابنك، فينبغي عليكِ أن تبذلي كل ما بوسعك لاحتوائه، وفي طريقك لذلك لا بد أن تجمعي بين الحكمة في التصرف، والحب في التعامل، والصبر للتغيير.. قد تحتاجين إلى وقت وجهد فهو في بداية سن المراهقة، ولكن تذكري أن الله معك ما دمتِ حريصة على إصلاح ابنك بحب ورحمة، أسأل الله تعالى أن يوفقك لكل هذا، فهو ولي ذلك والقادر عليه.

 

استشاره ذات صلة : إقامة الحدود من الوالدين في دار الحرب