مقصر في تلاوة القرآن.. 8 معينات على الالتزام

السلام عليكم، إخوتي، أعلم فضل قراءة القرآن الكريم والثواب عليه ولكني مقصر جدا في قراءته وقد تمر شهور دون أن أفتح المصحف، فهل أعاقب على هذا من الله أم يحرمني من الثواب فقط؟ وماذا أفعل كي ألتزم بقراءة جزء من القرآن يوميا في ظل مشاغل الحياة الكثيرة؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ومرحبًا بك أخانا الكريم، ونشكرك على ثقتك بنا، وبعد...

بدايةً، من المهم أن تعلم أن التقصير في تلاوة القرآن، حتى إن لم تكن عليه عقوبة من الله سبحانه، فإنه يحرمك من الأجر العظيم والفضل الكبير الذي يترتب على تلاوة القرآن وتدبره.

والأحاديث في فضل تلاوة القرآن وتدبره أكثر من أن تُحصَى، نذكر منها:

  • «اقْرَؤُوا القُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ» [رواه مسلم]
  • «من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ (الـم) حرفٌ ولكنْ (ألفٌ) حرفٌ و(لامٌ) حرفٌ و(ميمٌ) حرفٌ» [رواه الترمذي].
  • «الماهِرُ بالقرآنِ مع السفرَةِ الكرامِ البرَرَةِ، والذي يقرؤه ويتعتع فيهِ وهو عليه شاقّ لَهُ أجرانِ» [متفق عليه بألفاظ متقاربة].
  • «يقالُ لصاحِبِ القرآنِ: اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا، فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها» [رواه أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد، بألفاظ متقاربة].

وإليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في جعل تلاوة القرآن جزءًا من حياتك اليومية، في ظل المشاغل والملهيات:

  1. استحضر نيَّتك:

اجعل نيتك في تلاوة القرآن وتدبر آياته خالصة لله تعالى؛ وليس مجرد إتمام عمل روتيني، فهذا يسهل عليك المواظبة، ويشجعك عليها. واحرص على أن تكون حال التلاوة على خشوع ووقار. وعندما تكون في قلبك رغبة حقيقية في تلاوة القرآن، فإن الله سيسهل لك الأمور أكثر مما تتوقع.

  1. معرفة فضل تلاوة القرآن:

تذكَّر دائمًا أن القرآن سيشفع لك في قبرك وعند الحساب يوم القيامة، إن حافظت على تلاوته وتدبره، وأنه سبب في رفع درجاتك عند الله، كما ورد في الأحاديث التي سبق ذكرها، وفي غيرها.

  1. الاستعانة بالله:

ادعُ الله أن يوفقك للمواظبة على تلاوة كتابه، وأن يعينك في ترتيب أولوياتك في الحياة بما يعينك على عبادته.

  1. تحديد وقت ثابت للتلاوة:

حاول تخصيص وقت محدد يوميًّا لتلاوة القرآن، حتى وإن كان بضع دقائق. مثلًا: قبل النوم، أو بعد صلاة الفجر، أو في قيام الليل... إلخ. كما أنصحك باستغلال أوقات الفراغ الصغيرة بين المهام اليومية (مثل أثناء الانتظار أو التنقل). يمكن أن تستخدم هذه الأوقات لقراءة آية أو بضع آيات أو حتى سماع القرآن من تطبيق على هاتفك.

  1. ابدأ بخطوات صغيرة:

فلتبدأ بقراءة بضع آيات، ولو حتى صفحة واحدة في البداية، وإذا أصبح ذلك سهلاً عليك، فيمكنك زيادة الوقت والقدر المقروء تدريجيًّا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «يا أيُّها النَّاسُ، خُذُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ؛ فإنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا، وإنَّ أحَبَّ الأعْمَالِ إلى اللَّهِ ما دَامَ وإنْ قَلَّ» [رواه البخاري].

  1. استخدم تطبيقات الجوال:

يمكنك استخدام تطبيقات القرآن -وما أكثرها- على هاتفك الجوال، لقراءته بسهولة أينما كنت. وبعض التطبيقات تتيح لك -مع التلاوة- سماع القرآن، مع التفسير أو الترجمات، مما يعين على الاستمرار.

  1. تدبر ما تقرأ:

التلاوة من دون تدبر قد تكون أقل تأثيرًا في القلب، فحاول أن تقرأ الآيات بتفكر وتدبر، فعندما تفهم معنى الآية يزداد أثرها في قلبك.

  1. التعاون مع الأهل أو الأصدقاء:

يمكنك أن تختار لك رفيقًا يساعدك على الالتزام بالتلاوة، ويذكرك بها، ويمكنكما الاجتماع على التلاوة إن تيسر لكما الوقت، سواء كان هذا الرفيق فردًا من العائلة أو صديقًا. كما يمكن أن تكون جلسات القراءة الجماعية مع العائلة أو الأصدقاء حافزًا قويًّا للحفاظ على قراءة القرآن. هذه الجلسات تمنحك شعورًا بالانتماء الروحي، وتزيد من التزامك. كما يمكن أن تشارك في حلقات تلاوة القرآن التي تقام في المساجد أو عبر الإنترنت، وفي ذلك ثواب عظيم وأجر جزيل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمَعَ قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللَّهِ يتلونَ كتابَ اللَّهِ، ويتدارسونَهُ فيما بينَهم إلَّا نزلَت عليهِم السَّكينةُ، وغشِيَتهُمُ الرَّحمةُ، وحفَّتهُمُ الملائكَةُ، وذكرَهُمُ اللَّهُ فيمَن عندَهُ» [رواه مسلم].

وأخيرًا أخي الحبيب، إن التوبة والرجوع إلى الله دائمًا محل قبول منه سبحانه، حتى لو كان التقصير لفترة طويلة، فإن الله يفرح بتوبة عباده ورجوعهم إليه، فاستعن بالله ولا تعجز، وفقك الله –تعالى- لما يحب ويرضى.