أسباب عدم استجابة الدعاء لأهل غزة

<p><strong>لماذا لم يستجب الله لهذه الدعوات التي يدعو بها المسلمون في شتى بقاع الأرض لأهل فلسطين عامة ، ولغزة خاصة، هل معنى هذا أن دعواتنا غير مستجابة، أو أننا على غير الحق ، أكاد أجن بسبب تأخر النصر ، أفتونا مأجورين مشكورين.</strong></p>

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

فالدعاء عبادة عظيمة وهو صلة العبد بربه، وقد يتأخر قبول الدعاء أو يُمنع لوجود موانع أو لحكمة يعلمها الله تعالى، وما يدرينا أن الله لم يستجب لنا، وهل وقوف أهل غزة أمام هؤلاء البربر النازيين طوال هذه الفترات الطويلة إلا أثر ونتيجة لدعائهم هم أولاً، فهم مظلومون مجاهدون بلا شك، ودعاء الصالحين من أمتنا، وهؤلاء لن يخلو منهم عصر ولا مصر.

 

يمكننا أن نقول لماذا تأخر النصر؟ وهذا سؤال آخر يحتاج إلى إجابة، لكن لا يمكننا الجزم بعدم إجابة الدعاء في هذه الحالة أو غيرها.

 

صور إجابة الدعاء

 

وصور إجابة الدعاء كما ذكرها سادتنا العلماء كثيرة؛ منها أن تستجاب الدعوة، ومنها أن يرفع الله من البلاء بقدر هذه الدعوات، وقد يدخر أجر هذه الدعوات إلى يوم القيامة، فلا يمكننا الحسم والجزم أن الدعوات قد استجيب أم لا.

 

ثم إن المسلم مطالب بالأخذ بالأسباب قبل الدعاء، فإذا أخذ بالأسباب وتأدب بآداب الدعاء وانتفت عنه موانعه، فليترك الأمر لله وهو أرحم الراحمين.

 

* يقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186].

 

* ويقول تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60].

 

* ويقول تعالى: ﴿وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولًا﴾ [الإسراء: 11].

 

أسباب عدم استجابة الدعاء

 

أما أسباب عدم استجابة الدعاء بصفة عامة فكثيرة نذكر منها:

 

1. الوقوع في المعاصي وأكل الحرام: قال رسول الله ﷺ: «ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغُذّي بالحرام، فأنى يُستجاب له؟».

 

2. الاستعجال في الدعاء: قال رسول الله ﷺ: «يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يُستجب لي».

 

3. الدعاء بإثم أو قطيعة رحم: قال رسول الله ﷺ: «لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم».

 

4. الغفلة وعدم حضور القلب: قال رسول الله ﷺ: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاه».

 

5. ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال رسول الله ﷺ: «لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم».

 

6. وجود مانع لحكمة إلهية: قد يمنع الله إجابة الدعاء رحمة بالعبد، إما لأن ما يطلبه فيه شر له، أو يؤخر الإجابة، أو يدخرها له يوم القيامة.

 

وخلاصة القول أن تأخر استجابة الدعاء لا يعني رفضه بالكلية، بل قد يكون لحكمة إلهية، ويجب على المسلم أن يدعو ربه وهو موقن بالإجابة، مجتنبًا المعاصي ومتحليًا بالصبر.

 

والله تعالى أعلى وأعلم