غسيل الأموال.. التعريف والحكم

<p>سمعنا في الفترة الأخيرة عمن يتحدث عن غسيل الأموال، وما المراد بهذا اللفظ، وما حكمه الشرعي؟</p>

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

غسيل الأموال (أو تبييض الأموال) هو عملية إخفاء المصدر غير المشروع للأموال التي تم الحصول عليها من أنشطة إجرامية أو غير قانونية، وجعلها تبدو وكأنها أموال مشروعة ناتجة عن أنشطة قانونية.

 

والفكرة الأساسية: أن المجرم لا يستطيع إنفاق الأموال مباشرة إذا كانت واضحة المصدر، مثل تجارة مخدرات أو رشاوى أو تهريب؛ لذلك يقوم بعدة خطوات لتحويلها إلى أموال نظيفة يصعب تتبّع أصلها.

 

وهذا كسب خبيث، ومال حرام شرعًا مهما حدث له بما يسمى بالتبييض أو الغسيل؛ فالأموال الحرام لا تغسل إلا بالتوبة الصادقة المستوفاة لكافة أركانها وشروطها، ومن أهمهما هنا رد الحقوق لأصحابها، ثم يأتي بعد ذلك الإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة والندم على فعل الذنب.

 

يقول الدكتور يوسف القرضـاوى:

 

إن المال الحرام لا بد أن يصرف في مصارف الخير، أي للفقراء والمساكين واليتامى وابن السبيل وللمؤسسات الخيرية الإسلامية الدعوية والاجتماعية، وهذا هو الوجه المتعين.

 

وهذا التخلص من المال الحرام في مصارف الخير ليس من باب الصدقة لأن: الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، إنما هو من باب صرف المال الخبيث أو الحرام في مصرفه الوحيد، فهو هنا ليس متصدقًا، ولكنه وسيط في توصيل هذا المال لجهة الخير، ويمكن أن يقال: إنها صدقة من حائز المال الحرام عن صاحب المال ومالكه.

 

إن الذي يتخلص من المال الحرام بعد التوبة والاستغفار لا يثاب ثواب الصدقة، ولكن يثاب من ناحيتين أخريين هما:

 

‌أ. أنه تعفف عن المال الحرام ومن الانتفاع به لنفسه بأي وجه، وهذا له ثوابه عند الله تعالى.

 

‌ب. أنه كان وسيط خير في إيصال هذا المال إلى وجوه الخير، وهو مثاب على هذا إن شاء الله.

 

والله تعالى أعلى وأعلم.