ماذا يعني مصطلح فكر إسلامي؟

<p>أسمع كثيرًا كلمة فكر إسلامي تتردد في وسائل الإعلام.. فماذا نقصد بها؟ وهل تعني الفقه الإسلامي؟</p>

الفكر الإسلامي من المصطلحات الحديثة في حياتنا الفكرية وواقعنا الثقافي، إذ لم يكن معروفًا في الأوساط العلمية في الحضارة الإسلامية قبل ذلك، ولكن المصطلح نشأ مع العصر الحديث وحالة الصدمة التي تعرض لها المسلمون في القرنين الأخيرين إبان احتكاكهم وتفاعلهم مع الحضارة الغربية.

 

ونقصد بالفكر كيفية إدراك الإنسان للقضايا والحقائق والظواهر التي يُعمِل فيها عقله، وقد يكون الفكر هو ما أنتجه العقل من علوم ومعارف وتصورات وأفكار وأحكام.

 

يتميز الفكر أن له مبادئ ينطلق منها، وركائز عقدية ثقافية يستند عليها، ومعايير يحتكم إليها، وغايات من المفترض أن يحققها أو أن يصل إليها.

 

وظهور كلمة الفكر الإسلامي في الكتابات والثقافة الإسلامية هو ظهور حديث، ارتبط بحالة الصدمة الحضارية التي تعرض لها المسلمون من خلال الاحتكاك والصدام مع الغرب في العصر الحديث، حيث لوحظ أن بعض العلماء والمثقفين المسلمين، الذين يؤمنون بأصالة الإسلام، دون الإلمام الكامل والدقيق بأصول الفقه وأحكام الشرع وعلم التفسير، أخذوا في مجادلة ومواجهة الأفكار الغربية الوافدة، انطلاقًا من الإسلام واستجابة للتحدي الحضاري الذي فرضته تلك الفترة التاريخية حفاظًا على الهوية الإسلامية من الاستلاب والتمييع والذوبان، وكان هؤلاء أكثر قدرة وفهمًا للفكر الوافد وللواقع الذي يعيشون فيه، مقارنة بغيرهم من الفقهاء ودارسي العلوم الشرعية الذين تكاد معارفهم وعلومهم في علوم الشرع واللغة.

 

أما تعريف الفكر الإسلامي، فهناك اجتهادات للتعريف، أنتجت أكثر من تعريف، منها:

 

* أن الفكر الإسلامي هو كل ما أنتجه المسلمون منذ عهد الرسول الكريم ﷺ، وحتى اللحظة الراهنة في مجالات المعرفة المختلفة انطلاقًا من الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقًا وسلوكًا.

 

* وعرفه البعض بأنه مجموع العلوم والمعارف الدينية والقواعد والأسس التي بُنيت عليها تلك العلوم، وتاريخ تلك المعارف في الإسلام، وما أنتجه العقل المسلم من فكر وفلسفة وعلوم، وما انشغل به من قضايا وأفكار وتصورات، وما خاضه من جدالات وصراعات مع الأفكار والثقافات والحضارات الأخرى.

 

ومن ثم فالفكر الإسلامي من المصطلحات الحديثة، فهو يحمل ملامح المحاولات العقلية لعلماء المسلمين لشرح أبعاد الإسلام من مصادره الأصلية، وهما القرآن والسنة النبوية، ويمكن إجمال أبرز ما جاء في تلك التعريفات، وفق العناصر الآتية:

 

- الاعتماد على النصوص الشرعية من الكتاب والسنة النبوية وبقية المصادر الأخرى من اجتهاد وقياس وغيرهما.

 

- إعمال العقل في فهم الإسلام، وفق الضوابط والقواعد والأصول التي وضعها العلماء المسلمون.

 

- إيجاد الحلول الفكرية للمشكلات التي تعترض الحياة الإسلامية.

 

- إظهار محاسن الإسلام وحاجة البشرية إليه وصلاحية الإسلام لحل مشكلات الإنسان.

 

- الحفاظ على الهوية الإسلامية من خلال خلق الثقة بالإسلام في نفوس أبنائه، والرد على شبهات الآخرين تجاه الإسلام.

 

- الانفتاح على عطاءات الحضارات والثقافات الأخرى وإقامة الحوار والجدال الحسن بينها وبين الإسلام وصولاً للتعارف والتعايش.

 

الفكر الإسلامي هو اجتهاد بشري، وأهم ما يميزه أنه مرتبط بالوحي والسماء ومؤمن بالغيب، وهذا الارتكاز هو العمود الأساسي الكبير الذي يقوم عليه، فإذا تخلى عن مصدريته المنبثقة من السماء والوحي المؤمنة بالغيب، ففي تلك الحالة نكون أمام فكر آخر غير إسلامي له أن يطلق على نفسه ما يشاء.

 

وللفكر الإسلامي مجموعة من الخصائص، مثل: الشمول والوسطية والتكامل والواقعية؛ لأن أي فكر لا يتعامل مع الواقع يتحول إلى يوتوبيا.