<p>عرفت أحد الدعاة المشاهير ورأيته على خلق مذموم للغاية، حيث يقوم بتخبيب بعض النساء على أزواجهنّ، وللأسف لا يعرف الناس عنه ذلك. وهذا يعد مخالفًا تمامًا لما أمرنا الله ورسوله به من حسن المعاملة والإصلاح بين الناس. كيف أتعامل مع هذا الداعية؟ وكيف أحذر الناس منه؟ وهل من علاج لهذه المشكلة؟</p>
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أيها الأخ الكريم، جزاك الله خيرًا على حرصك على الحق وقلقك على توجيه الناس لما فيه الخير. إن ما تعيشه من مأساة في اكتشاف هذه الفجوة بين قول هذا الداعية وسلوكه هو أمر مؤلم ويستدعي منا التفكر في كيفية التعامل بحذر وحكمة.
لنبدأ بالتأكيد على أن الدعوة إلى الله لا تعني الكمال المطلق لأصحابها، بل أن كل مسلم معرض للخطأ، ولكن الله تعالى جعل لكل نفس طريقًا للتوبة والإصلاح. ومن ثم يُطلَب التوجيه والنصح بين المسلمين بشكل عام، فينبغي أن يكون هدفنا الإصلاح وليس الفضيحة.
أما بخصوص هذا الداعية، فإننا في مثل هذه الحالات يجب أن نتعامل مع الأمور بحذر شديد، وفي الوقت ذاته نحرص على أن يكون موقفنا قائمًا على التوازن بين الصدق والرحمة.
وإليك بعض النقاط المهمة للتعامل مع هذه القضية:
1. التحقق من المعلومات: أولاً وقبل كل شيء، يجب أن تتحقق من صحة ما سمعته عن هذا الداعية. قد تكون هناك معلومات مغلوطة أو سوء فهم، ولذلك لا بد من التأكد من حقيقة سلوكه قبل اتخاذ أي خطوة. قال الله تعالى: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا}.
2. النصيحة الخاصة والسرية: إذا تأكدت من صحة ما رأيته، فالتعامل مع هذا الداعية يجب أن يكون بنية الإصلاح لا التفسيق. يمكنك أن تتحدث معه بشكل خاص، وتوجه له النصيحة بحكمة ورفق. ذكر النبي ﷺ: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"؛ لذا حاول أن تبرز له جوانب إيجابية في سلوكه قبل توجيه النقد، وحاول أن يكون أسلوبك بعيدًا عن الفضيحة.
3. التحذير بأسلوب حكيم: إذا كان الأمر يتطلب التحذير من هذا الداعية، يجب أن يكون التحذير بعيدًا عن الفضيحة المباشرة، وذلك من خلال نشر النصائح العامة دون الإشارة إليه بشكل مباشر.
4. يُفضل أن تستخدم أسلوبًا يركز على التأكيد على أهمية الأخلاق وحسن المعاملة في الدعوة إلى الله، وذكر الأدلة من القرآن والسنة في ذلك. كما يمكن أيضًا تحفيز المجتمع على أن يكون تقييم الدعاة وفقًا للسلوك الذي يتماشى مع تعاليم الإسلام.
5. علاج المشكلة: من الممكن أن يكون هذا السلوك نتيجة لضغوط نفسية أو اجتماعية يواجهها هذا الشخص، وبالتالي فإن دعوته للإصلاح تحتاج إلى مرافقة ودعم معنوي. يمكن تشجيعه على التوبة والرجوع إلى الله، وأن الله تعالى يقبل توبة من يرجع إليه، مهما كان ما فعله، بشرط أن يندم ويعود. قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
وتلك مجموعة من الوصايا والنصائح العملية:
* حاول أن تظل متمسكًا بالهدوء والحكمة في تعاملاتك مع الآخرين، بما في ذلك الدعاة.
* لا تقف عند أخطاء الآخرين، بل حاول أن تكون دائمًا مصدرًا للإصلاح.
* إذا كان الأمر يتطلب التحذير من سلوك معين، استخدم أسلوبًا غير مباشر، كي لا تؤذي سمعة أحد دون قصد.
* احرص على أن تكون الدعوة دائمًا قائمة على قدوة حسنة في العمل، لا مجرد أقوال نظرية.
* تذكر أن التوبة مفتوحة لكل عبد حتى آخر لحظة.
نفع الله بك وأصلح شأنك..