<p>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فضيلة المفتي، هل يجوز لي الاستمناء بسبب المرض أو خوفًا من الوقوع بالزنا؟</p>
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
الاستمناء هو أن يخرج الرجل أو المرأة منيه بيده؛ يعني بغير جماع أو غلبة الشهوة.
وقد اختلف قول العلماء في حكمه إذا كان بلا سبب:
فمنهم من أباحه، ومنهم من حرمه.
أما من أباحه فلا دليل له قوي على ما قال به.
وأما من حرّموه فلهم أدلتهم التي اكتفي منها بقول الله- تعالى-: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: 5-6].
فالآية الكريمة قد أمرت بالحفاظ على الفروج، وجعلت ذلك سببًا للفلاح في الدنيا والآخرة، وحصرت الاستمتاع بها في الأزواج وملك اليمين فقط – يعني العبيد والجواري- وعلى ذلك؛ فليس فيها ما يدل على إمكانية أن يستمتع الشخص بفرج نفسه بنفسه.
وعند غالب العلماء أن القول بالتحريم هو الراجح، وخصوصًا إذا انضم إلى أدلة تحريمه ما ذكره الأطباء من أضرار الاستمناء الجسدية والنفسية.
أما إن كان الاستمناء بسبب المرض أو خشية الزنا فإنه يباح إذا كان بوصفة طبيب في حال المرض، أو غلبة الظن بالوقوع في الزنا إن خشي الزنا، وسبب الإباحة هنا هو الضرر الدنيوي الذي يلحق الشخص في حال المرض، والضرر الأخروي الذي يلحقه بسبب الزنا، ومن المعلوم أن الضرر في الشرع مدفوع بقاعدة "لا ضرر ولا ضرار".
ومن باب النصيحة فإن على من يخشى الزنا أن:
1. يتزوج إن أمكنه ذلك، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أحصن للفرج، وأغض للبصر، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء". والباءة هي نفقات الزواج، والوجاء يعني الوقاية.
2. أما من لا يملك القدرة على الزواج فعليه بالصوم كما ورد في الحديث السابق.
3. أن يبتعد عن كل ما يؤجج الشهوة ويثيرها.
4. أن يشغل أوقات فراغه بالقرآن والذكر.
5. أن يبتعد عن رفقة السوء.
6. أن يتذكر دائمًا الوقوف بين يدي الله -تعالى-، وأن الله معاقبه على معاصيه.
7. أن يستحضر دائمًا أن ترك المعصية من أجل الله سبب في أن يعطيه الله -عز وجل- خيرًا منها في العاجل والآجل.
8. أن يتذكر الأضرار الصحية والنفسية التي تلحق به نتيجة الاستمناء.
هذا ونسأل الله -سبحانه وتعالى- العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.