حلف ألا يدخل دارا فدخلها عبر العالم الافتراضي هل يحنث؟

<p>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شخص بحاول ألتزم بعهودي ووعودي، وخصوصًا لما يكون فيها يمين بالله. من فترة صار بيني وبين أحد الأقارب خلاف كبير، وقلت وأنا منفعِل: &quot;والله ما بدخل بيتكم أبدًا!&quot; وكنت أقصدها فعلًا، لأني كنت حاسس بالظلم. اللي حصل بعدين، إن العائلة رتّبت جلسة صلح، بس مش فيزيائيًا، عملوها أونلاين داخل مساحة افتراضية (Metaverse)، والبيت اللي اجتمعنا فيه هو نسخة ثلاثية الأبعاد من نفس بيتهم الحقيقي! يعني بتمشي فيه، وتشوف الغرف، وتتكلم مع الناس بصيغة أفاتار، كأنك دخلت البيت فعليًا. أنا حضرت الجلسة من باب إنهاء الخصام، لكن بعدين خطر لي سؤال أرقني: هل أنا كده أكون حنثت باليمين؟ يعني هل &quot;الدخول الافتراضي&quot; يُعتبر دخول حقيقي شرعًا؟ ولا ده مجرد تمثيل، وما ينطبق عليه حكم اليمين؟ بصراحة، أنا مش بهزر، وموضوع الحلف عندي جد&hellip; فهل عليّ كفارة؟ أم لا؟</p>

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

 

فأما دخولك بيت قريبك عن طريق العالم الافتراضي فلا يعد دخولاً  لا عرفًا ولا شرعًا، وبالتالي أنت لم تحنث حتى الآن، ونوصيك بالدخول إلى بيت قريبك وكفارة اليمين وهذا أفضل لك وخير من القطيعة.

 

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، قال: أعْتَم رجل عند -النبي صلى الله عليه وسلم-، ثم رجع إلى أهله فوجد الصبية قد ناموا، فأتاه أهله بطعامه، فحلف لا يأكل من أجل صبيته، ثم بدا له فأكل، فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من حلف على يمين، فرأى غيرها خيرًا منها فليأتها، وليكفر عن يمينه".

 

والأصل أن الأيمان مبنية على النية، ومن المؤكد أنك عندما حلفت كنت تقصد البيت حقيقة، وليس عن طريق العالم الافتراضي، ويرى بعض الفقهاء أن الأيمان مبنية على العرف إن لم تكن هناك نية محددة، والعرف يفرق بين الدخول حقيقة وبين الدخول عن طريق العالم الافتراضي.

 

والله تعالى أعلى وأعلم