<p>من هم الدروز؟ وما حكم مشاركتهم مع الصهاينة وتصدرهم لصفوف المقاتلين الذين يقتلون المسلمين في فلسطين؟</p>
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه وسلم، وبعد:
فالدروز فرقة ضالة تدّعي النسب إلى الإسلام، وهي منه براء، حيث خرجت من ربقة الإسلام بإنكارها معلومًا من الدين بالضرورة، واستحلالها ما حرّم الله، وقد حكم بكفرها كل من اطلع على فكرها من العلماء العدول.
أما انخراطها مع الصهاينة المعتدين وقتلها لأهل فلسطين فقد أبان عما خفي من عقائدها الباطلة، فلو فعل ذلك مسلم من أهل السنة لكان كافيًا لردته، هؤلاء خلعوا ربقة الإسلام والوطنية والإنسانية من أعناقهم.
وفي الوقت الذي نجد بعض اليهود الأحرار، وكثيرًا من النصارى الشرفاء، حتى الملحدين يقفون في وجه هذا المشروع الصهيوني الذي جلب الدمار والشنار على الإنسانية جمعاء نجد هؤلاء يستميتون في الدفاع عنهم وتقديم نحورهم على نحور الصهاينة، فهم برآء من الإنسانية والإنسانية بريئة منهم وليس الإسلام فقط.
وإليك أيها السائل الكريم بعضًا مما ذكرته الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة عن هذه الفرقة الباطنية الضالة، وهو غيض من فيض.
الدروز: فرقة باطنية تؤلِّه الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، أخذت جل عقائدها عن الإسماعيلية، وهي تنتسب إلى نشتكين الدرزي. نشأت في مصر لكنها لم تلبث أن هاجرت إلى الشام. عقائدها خليط من عدة أديان وأفكار، كما أنها تؤمن بسرية أفكارها، فلا تنشرها على الناس، ولا تعلمها لأبنائها إلا إذا بلغوا سن الأربعين.
يعتقدون بألوهية الحاكم بأمر الله ولما مات قالوا بغيبته وإنه سيرجع، ينكرون الأنبياء والرسل جميعًا ويلقبونهم بالأبالسة، يعتقدون بأن المسيح هو داعيتهم حمزة، يبغضون جميع أهل الديانات الأخرى، وبخاصة المسلمون منهم، ويستبيحون دماءهم وأموالهم وغشهم عند المقدرة، يعتقدون بأن ديانتهم نسخت كل ما قبلها، وينكرون جميع أحكام وعبادات الإسلام وأصوله كلها، حج بعض كبار مفكريهم المعاصرين إلى الهند متظاهرين بأن عقيدتهم نابعة من حكمة الهند، ولا يكون الإنسان درزيًّا إلا إذا كتب أو تلا الميثاق الخاص، يقولون بتناسخ الأرواح، وأن الثواب والعقاب يكون بانتقال الروح من جسد صاحبها إلى جسدٍ أسعد أو أشقى.
ينكرون الجنة والنار والثواب والعقاب الأخرويَّيْن، ينكرون القرآن الكريم ويقولون إنه من وضع سلمان الفارسي ولهم مصحف خاص بهم يسمى المنفرد بذاته.
يرجعون عقائدهم إلى عصور متقدمة جدًّا ويفتخرون بالانتساب إلى الفرعونية القديمة وإلى حكماء الهند القدامى، يبدأ التاريخ عندهم من سنة ٤٠٨هـ وهي السنة التي أعلن فيها حمزة ألوهية الحاكم، ويعتقدون أن القيامة هي رجوع الحاكم الذي سيقودهم إلى هدم الكعبة وسحق المسلمين والنصارى في جميع أنحاء الأرض وأنهم سيحكمون العالم إلى الأبد ويفرضون الجزية والذل على المسلمين.
يعتقدون أن الحاكم أرسل خمسة أنبياء هم حمزة وإسماعيل ومحمد الكلمة وأبو الخير وبهاء، يحرمون التزاوج مع غيرهم والصدقة عليهم ومساعدتهم كما يمنعون التعدد وإرجاع المطلقة، يحرمون البنات من الميراث، لا يعترفون بحرمة الأخت والأخ من الرضاعة.
لا يقبل الدروز أحدًا في دينهم ولا يسمحون لأحد بالخروج منه، ينقسم المجتمع الدرزي المعاصر ـ كما هو الحال سابقاً ـ من الناحية الدينية إلى قسمين:
الروحانيين: بيدهم أسرار الطائفة وينقسمون إلى رؤساء وعقلاء وأجاويد.
الجثمانيين: الذين يعتنون بالأمور الدنيوية وهم قسمان: أمراء، وجهال...
لا يصومون في رمضان ولا يحجون إلى بيت الله الحرام، وإنما يحجون إلى خلوة البياضة في بلدة حاصبية في لبنان ولا يزورون مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنهم يزورون الكنيسة المريمية في قرية معلولا بمحافظة دمشق. لا يتلقى الدرزي عقيدته ولا يبوحون بها إليه ولا يكون مكلفًا بتعاليمها إلا إذا بلغ سن الأربعين وهو سن العقل لديهم.
انتهى ملخصًا من كتاب الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة 1/ 97 وما بعدها.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن الدروز فقال:
فأجاب: هؤلاء "الدرزية" و"النصيرية" كفار باتفاق المسلمين لا يحل أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم؛ بل ولا يقرون بالجزية؛ فإنهم مرتدون عن دين الإسلام ليسوا مسلمين ولا يهودًا ولا نصارى، لا يقرون بوجوب الصلوات الخمس ولا وجوب صوم رمضان ولا وجوب الحج؛ ولا تحريم ما حرم الله ورسوله من الميتة والخمر وغيرهما. وإن أظهروا الشهادتين مع هذه العقائد فهم كفار باتفاق المسلمين.
وقال أيضا: "كفر هؤلاء مما لا يختلف فيه المسلمون، بل من شك في كفرهم فهو كافر مثلهم لا هم بمنزلة أهل الكتاب ولا المشركين، بل هم الكفرة الضالون فلا يباح أكل طعامهم وتسبى نساؤهم وتؤخذ أموالهم. فإنهم زنادقة مرتدون لا تقبل توبتهم، بل يُقتلون أينما ثقفوا، ويلعنون كما وصفوا، ولا يجوز استخدامهم للحراسة والبوابة والحفاظ إلى آخر ما قال في مجموع الفتوى 35/ 161 وما بعدها، فيرجع إليه من أراد الاستزادة.
والله تعالى أعلى وأعلم