<p style="direction: rtl;">السلام عليكم لو سمحت انا كنت عاوزه اسأل على حاجه هو عادي خطيبي كل ما يجي عندي يبقا عاوزه يحضني ويبوسني والكلام داا وكمان في التلفون أكتر كلامه كدا برضوو وغلبت كلام معاه انو ما ينفعش وبردوو اللي فيه فيه يا جماعه انا عاوزه رد كويس بالله عليكوا رد يكون واحد فاهم في مجال الحياه بردو في الدين عشان انا والله زهقت حساا انو كدا هو قليل الادب حسا أن ممكن يعمل كدا مع اي وحداه لمجرد انها حلوه طالما ممتلكش نفسه معايا خلاص ممكن يعمل كدا لو اضغط عليه عادي مش عارفه اتصرف ازاي والله نفسيتي تعبت اوي في الموضوع دا المشكله انو زي شباب كتير كان ليه كلام كتير جدا مع البنات والكلام دا وكان بيعمل كدا معاهم برضوا مش عارفه احدد والله اسيبواا؟؟؟</p>
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فنقول للأخت الكريمة أنك أخطأت الاختيار، فليس هذا الرجل هو صاحب الدين الذي يحافظ عليك ويحافظ على بيته، ومن صحّت بدايته صحت نهايته، وكان يجب عليك رده وصده بأقسى العبارات، فإن كان فيه خير وامتنع فبها، وإلا فسيبدلك الله رجلاً خيرًا منه، وهو أجنبي عنك لا يحل له منك إلا النظر إلى الوجه والكفين من غير زينة ولا تبرج، ولا يجوز له الخلوة بك والسفر معك، حيث إنه ما زال أجنبيًّا عنك.
ونقول للخاطب: اتق الله إن كنت حقًّا تريد العفة والزواج، فمن تسلم نفسها لأجنبي لا تؤتمن على عرض ولا على سر بعد ذلك، وعليك أن تسعد برفضها أن تجاريك في الحرام؛ فكل ذلك من الأعراف الخاطئة ومن التقليد الأعمى لمن لا خلاق ولا خلق لهم، ولا دين.
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي – رحمه الله – حول ما يجوز للخاطب من مخطوبته:
هذا سؤال مهم، والناس في ذلك جد متناقضين. ففريق من الناس لا يبيح للفتى مجرد رؤية الفتاة المخطوبة فحسب، بل يبيح له أن يتأبط ذراعها، وأن يذهب بها إلى هنا أو هناك، وأن يدخل بها الأحفال والسينيمات، ليعرفها ويختبر أخلاقها... إلى آخر ما يقال في هذا المجال، وبعد ذلك تكون مآس وتكون فضائح فقد يترك الفتى الفتاة بعد أن دخل عليها وخرج بها أمام الناس.. دخل بيتها وخرج معها وسافر معها وتنزه معها، هنا لكي يصبح عرض الفتاة مضغة للأفواه. هذا صنف من الناس، من عبيد الحضارة الغربية.
وفي مقابل هؤلاء صنف آخر: أولئك الذين يحرمون الخاطب أن يرى الفتاة مجرد رؤية عابرة، يمنعون الفتاة من خاطبها حتى يدخل وحتى يبني بها ويتزوج. وهؤلاء هم عبيد تقاليد عتيقة أيضًا، كما أن أولئك عبيد تقاليد محدثة مبتدعة، وكلا الطرفين مذموم.
والأفضل من ذلك بل الطريق الصحيح بين هؤلاء وهؤلاء، هو ما جاء به الشرع وما أمر به النبي ﷺ أن يرى الخاطب مخطوبته، فقد جاءه أحد المسلمين يقول: إني خطبت امرأة من الأنصار فقال: أنظرت إليها؟ قال: لا. قال: فانظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئًا.
وجاء المغيرة بن شعبة يستأذن النبي ﷺ أو يخبره بأنه خطب امرأة فقال: أنظرت إليها؟ قال: لا. قال انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. أي يحصل بينكما الإدام والائتلاف والوفاق؛ فالعين بريد القلب ورسول العاطفة.
لا بد أن تحدث رؤية قبل الزواج، وهذا أمر من النبي ﷺ، والأمر في أصله وفي ظاهره للوجوب، وقال النبي ﷺ ما معناه: إذا خطب أحدكم المرأة وأراد أن يتزوجها فلينظر بعض ما يدعوه إلى زواجها، فمن هنا كان للخاطب بل ينبغي له أن يرى مخطوبته وينبغي لأهل الفتاة أن ييسروا له ذلك، حتى يراها وحتى تراه هي أيضًا، فمن حقها أن ترفض ومن حقها أن تأبى، ويستطيع الأب أن يساعد في ذلك حفاظًا على شعور ابنته.
هذا هو الطريق السليم بين المفرطين والمفرطين وشرع الإسلام دائمًا هو الوسط، وأمة الإسلام أمة وسط، ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ [البقرة: 143].
وأمر الأسرة المرأة بصفة عامة ضائع بين المفْرطين والمفرِّطين، بين المتشددين المتزمتين الذين يحرصون على تقاليد عتيقة يظنونها من الإسلام وليست من الإسلام، وبين العصريين المتحررين المتجددين الذي تعبدوا للغرب ولحضارة الغرب وظنوا أنفسهم تقدميين وما هم بالتقدميين وإنما هم عبيد وأسارى لغيرهم. أما الطريق الوسط والطريق السديد فهو طريق الإسلام، وطريق الشريعة الإسلامية وهي بين هؤلاء وهؤلاء. نسأل الله أن يوفق المسلمين لاختيار الطريق القويم.
والله تعالى أعلى وأعلم