إمساك الحائض والنفساء عن المفطرات في نهار رمضان!

<p>بعض النساء العوام يتحرجن من الإفطار فترة الحيض أو النفاس ويصمن رمضان كاملا، فهل يقبل منهن صيام، وهل هذا التصرف صحيح؟</p>

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

فمن الأمور المجمع عليها عند الفقهاء أن الحائض والنفساء يجب عليها الإفطار في رمضان، ويجب عليها القضاء، وإن صامت عالمة بهذا الحكم لا يقبل صيامها، وهي آثمة بهذا الصيام، إلا أن تكون جاهلة بالحكم فتعلَّم، ولا يسمى هذا الفعل حرصًا منها على العبادة أو تحرجًا من الإفطار؛ لأن الحرص الحقيقي يكون بالتزام أوامر الله تعالى ونواهيه.

 

وليس شرطًا أن تأكل أو تشرب أمام الناس حتى لا تضع نفسها موضع شبهة، ولا تأكل أمام الأطفال الصغار إلا إن كانوا يعلمون بالحكم الفقهي ويعقلونه جيدًا.

 

فيمكن للمرأة - بل قد يكون مستحبًا أو واجبًا- أن تستتر في طعامها وشربها حتى لا تكون سببًا في تجرؤ الناس على المجاهرة بالفطر، ولا يُعقل أن تشرح لكل الناس في كل مكان عذرها، ويمكنها أن تأكل شيئًا ولو يسيرًا بعد أذان الفجر، ثم هي بعد ذلك حرة في أن تأكل أو لا تأكل فقد أصبحت مفطرة.

 

وكنا نسمع من بعض النساء العوام أنها تمسك عن الطعام والشراب طوال نهار رمضان وتفطر قبل أذان المغرب بدقيقة أو دقيقتين، فنصحناها أن تفعل ذلك بعد أذان الفجر، ثم بعد ذلك هي حرة في أكلها أو عدم أكلها.

 

أما إصرار المرأة  على الصيام وهي حائض أو نفساء بحجة أنها ستقضي هذه الأيام يعد انتهاء شهر رمضان فهذا من التعنت الذي نهينا عنه، ومن عذاب النفس من غير فائدة، فمن حقها أن تأكل وتشرب مستترة بهذا الطعام، أو معلنة به في بيتها إن كان أولادها كبارًا ويفهمون الحكم الفقهي.

 

والله تعالى أعلى وأعلم