<p style="direction: rtl;">يعيش الشباب المسلم اليوم في حيرة كبيرة، لأنه يريد أن ينصر إخوانه في كل مكان، خاصة في فلسطين، فيجد من العراقيل والسدود ما يجد، ولا يدري ماذا يفعل أمام هذه الفتن، التي كما قال عنها النبي - صلى الله عليه وسلم – "فتن كقطع الليل المظلم.."، فنود من سيادتكم أن توضحوا دور الشباب المسلم، خاصة في هذه الفترة التي نعيشها، ودور الأفراد والأسر المسلمة. وجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.</p>
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد يُبتلى العالم الإسلامي بين فترة وأخرى من فترات التاريخ بمن يطمع فيه، فمن صليبي قديم أو حديث تارة، إلى يهودي صهيوني تارة أخرى، وما تمر به أمتنا اليوم من استعمار جديد لديارها، ليس جديدًا عليها، إلا أنه يدعو الأمة لما يلي:
1- وحدتها ووقوفها صفًّا واحدًا قويًّا تجاه أعدائها.
2- معرفة عدوها والطامعين فيها.
3- شرح القضية تاريخيًّا، وتوريثها للأجيال.
4- تفعيل دور الشعوب الإسلامية في مقاطعة كل ما هو يهودي وأمريكي ومن يساندهما.
5- الدعاء لهم في كل صلاة ووقت إجابة.
6- دعمهم ماديًّا بالتبرع لهم، وبذل كل ما في وسع الإنسان لنصرتهم.
7- معرفة أن الحل الوحيد للقضية هو الجهاد في سبيل الله تعالى.
8- تكاتف الحكام مع الشعوب، وعدم شغل الناس بما يصرفهم عن الجادة.
- يقول فضيلة الشيخ عبد الستار فتح الله سعيد:
إن المسلم مطالب بأن يفعل ما في وسعه، قال تعالى: (لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا مَا آتَاهَا) [سورة الطلاق: 7]، وفي وسع كل مسلم أن يفعل أشياء كثيرة لمساعدة الشعب الفلسطيني، منها:
أولاً- الدعاء لهم، فهذا سلاح من أسلحة المؤمنين، وهذا الدعاء ليس موقفًا سلبيًّا، وإنما هو مشاركة قلبية وفكرية لها ما بعدها..
ثانيًا- التبرع.. فالفرد والأسرة مطالبون بالتبرع ببعض الأموال، قَلَّت أو كَثُرت؛ فإنها رمز للتضامن مع الشعب المظلوم المسلَّط عليه الطغيان الصهيوني.
ثالثًا– لا بد من نشر الوعي بهذه القضية بين الأمة؛ بحيث يعلم القاصي والداني حقيقة هذه القضية، وأنها ليست خاصة بالشعب الفلسطيني، وإنما هي قضية دينية إسلامية تتعلق بديننا وكتاب ربنا؛ ولذلك إذا كان اليهود يُعَلِّمون أطفالهم بعض الأناشيد التي منها: "شُلَّت يميني إن نسيتُكِ يا أورشليم"، فنحن أَولَى منهم أن نعلِّم أولادنا ونساءنا وسائر أفراد أمتنا أن القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومسرى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حيث صلَّى بالأنبياء -عليهم السلام جميعًا- إمامًا، وكان هذا إيذانًا ببيعته -صلى الله عليه وسلم- هو وأمته لكي يحملوا لواء الوحي الإلهي للبشرية إلى يوم القيامة.
بذلك الفهم الواعي تستعصي الأمة مستقبلاً على أكاذيب الإعلام ودعاوى التطبيع مع العدو المغتصب، وتصبح الأمة محصَّنة دينيًّا من الخديعة، حتى يأتي وعد الله بالنصر على اليهود، وهو آتٍ لا ريب فيه إن شاء الله، إذا عُدْنا إلى الله سبحانه وتعالى، وطبَّقنا ديننا تطبيقًا صحيحًا.
ومن هنا نعلم أن الواجب الأول علينا أفرادًا وجماعات في هذه المرحلة، هو عودتنا إلى الإسلام بشموله وعمومه، فإذا نجحنا في ذلك داخل مجتمعاتنا وفي أسرنا وفي أفرادنا، فقد اقتربنا من طريق النصر، ووضعنا أنفسنا وأمتنا على الطريق الصحيح للنصر على اليهود، مهما كانت قوتهم؛ لأن الله تعالى أقوى منهم، وممن يساعدهم، "وَمَا النَّصر إِلا مِنْ عندِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم) [سورة آل عمران: 126]. ا.هـ.
- ويقول الدكتور محمد السيد دسوقي أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم:
الانتفاضة جهاد مشروع؛ لأن العدو الغاصب لن يجدي معه سوى الجهاد، وعلى الأمة الإسلامية كلها، أن تقف من وراء الانتفاضة، فقد أصبح الجهاد الآن فرض عين على الجميع، وكل منا يستطيع أن يجاهد بنفسه أو ماله، أو رأيه؛ لأن "من لم يهتمَّ بأمر المسلمين فليس منهم" (رواه الطبراني والبيهقي)، وإخواننا في فلسطين يلقون العنت والقتل والاضطهاد كل يوم، وكل مسلم ينبغي أن يشعر بمأساة إخواننا، ويعيش معهم بمشاعره، وما يستطيع أن يقدمه؛ حتى تظل كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى. أما الأموال التي ترسل إلى إخواننا في فلسطين، فإن هناك قنوات معروفة، تكفل توصيل هذه الأموال إليهم، وإنفاقها في وجوهها المشروعة، ولا يجوز أن نشك في أن هذه الأموال تذهب إلى مصارفها المشروعة.
ويقول فضيلة الأستاذ الدكتور فؤاد مخيمر رحمه الله:
على الأجهزة المعنية في دول العالم الإسلامي أن تقف بجوار شعوبها، فإن الشعوب قادرة - بإذن الله تعالى - على تقديم الدعم المادي بمعناه الواسع في كل ميدان. وكفانا استهزاء من عدونا وسخرية بنا.
إن الصهاينة في العالم يقدمون الدعم المالي والبشري والإعلامي والحربي لصهاينة إسرائيل لإبادة الشعوب المسلمة.
والأمر الغريب والعجيب أن المسلمين لا يزالون يستنكرون ويشجبون، وينتظرون الصلح مع أولئك السفاحين، والدماء تسيل، والأرض تغتصب، فأين إباء المسلمين وعزتهم؟!!
إن الاشتغال بالطعام والشراب والشهوات والترف وتعبئة الإعلام بالزيف من المرائي، والعبث من الكلام والمعركة مشتعلة - يُعد عبثًا وهزيمة أمام النفس والشيطان والعدو، وبذلك تضيع الأمة.
العدو على الأبواب .. فالحذر.. الحذر. يجب أن نستيقظ، فالعدو لا ينام.
يجب أن ننتبه، فالعدو لم يغفل.
اللهم إني قد بلغت.. اللهم فاشهد، اللهم فاشهد، اللهم فاشهد.
والله تعالى أعلى وأعلم