<p>جماعة انا كل رمضان بفطر اول يوم عند حماتي وتأتي يوم عند ماما وبقي الشهر ف شقتي الا لو حد عزمني. بس رمضان دة ف مشاكل بيني وبين حماتي وجوزي منعنني أن اروح هناك وبيقولى ان هو هيروح لوحدة هو والولد وبيقولى. افطري انتي لوحدك ف الشقة بس لما بروح عند ماما هو بيجي معايا انا مش عارفه بتقولى اروح معاك بيقولى لا. بقولك رمضان بيحب اللامة. وكدا قلى لوروحتي. هناك تبقي طالق. مع العلم أن هيا تبقا عمتي ولو قاتلوا هتها معاك هيخليني اروح مش عارفة اعمل اى صعبن عليا نفسي أن هفطر لوحدي اول يوم انا بحب اللامة مع اني ابويا وامي ناس كبار ف السن وبيفطروا لوحدهم بس مش عوزه انتقل عليهم عشان مبقاش تقيله عليهم كفايه تاني يوم ولوعزمتني ف اى يوم تاني انا واخواتي بروح مش عارفه ارن ع حماتي. اخليه تقول لجوزي أن هو. بردا يوديني. عندها يعني والا هبقت بقا من كرمتي انا بحب اروح عندها. انا متجوزه بقالى ٥سنين ومعايا طفل ٣وبيقولى هيخد الولد معاه وهو رايح أو ل يوم مع اني جيبلها هدية عيد الام وعوزه اودهلها بس مش عارفه هروح ازاى أودلها الهدية. ممكن تقوليلي. اعمل اى وشكر</p>
ابنتي الغالية، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك على الشبكة الالكترونية للاستشارات...
لم تخبرينا عن طبيعة المشكلات مع حماتك، وهل كانت من الضخامة بحيث يمنعك زوجك من زيارتها والإفطار معها أول يوم رمضان ويصل به الأمر أن يقسم عليك بالطلاق حتى لا تذهبي، وفي الوقت ذاته تقولين إنها عمتك وإنك لو اتصلت عليها فستطلب من زوجك اصطحابك معه، وهذا يعني أن لا مشكلة حقيقية بينك وبينها، وها أنت قد قمت بشراء هدية عيد الأم لها.. هذه النقطة غير واضحة حبيبتي..
كل ما يمكنني فهمه أنه بالفعل حدثت مشكلة مع حماتك ويبدو من الموقف أن زوجك يراك أنت المخطئة لذلك قرر منعك من زيارتها، وفي الوقت ذاته يبدو أنك تريدين أن تصالحيها لذلك اشتريت لها هدية، ويبدو أن عمتك شخصية متسامحة بحيث لو اتصلت عليها فلن تقبل أن تفطري وحدك أول أيام الشهر الفضيل.. هذا ما فهمته من رسالتك، ولو كنت أخطأت الفهم فاكتبي لي وصححي لي واحكي طبيعة ما حدث.
على أي حال وبغض النظر عن طبيعة المشكلة التي حدثت ومن المخطئ فيها، فزوجك أقسم عليك بالطلاق ألا تذهبي لوالدته، فكيف تفكرين مجرد التفكير أن تتصلي عليها كي تجبر زوجك على اصطحابك ونضطر وقتها للجان الفتوى والبحث عن نواياه عندما أقسم.. فلماذا هذا كله؟
صلة الرحم
ابنتي الكريمة، الرجال لا يحبون المرأة اللحوحة فلا تلحي عليه في هذا الطلب أو غيره ولا تتصلي على عمتك من أجل هذا.. إن كنت أخطأت في حقها فاعتذري لها دون أن تربطي ذلك بزيارتها وأيضا يمكنك أن تخبريها عن الهدية وأنك تنتظرين أقرب فرصة كي تقدميها لها...
اخلصي نيتك في هذا الاتصال فهي والدة زوجك وأيضا عمتك، واحتسبي مكالمتك صلة رحم ورفعًا لأي آثار تشاحن قد تكون بينكما، وانتظري جزاء ذلك في الدنيا قبل الآخرة (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه).. فصلتك لعمتك تبتغين بها إرضاء الله، والله وعد من يصل رحمه بالرزق، والرزق –بنيتي- يشمل أشياء كثيرة جدًّا؛ يشمل المال ويشمل الصحة ويشمل حب زوجك لك، ويشمل الشعور بالأنس والسعادة ويشمل تيسير الأمور فأبشري بحل مشاكلك كلها.
القوة النفسية
ابنتي الغالية، أريدك أن تمتلكي مفاتيح القوة النفسية، وتتمثلي قول النبي صلى الله عليه وسلم (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)، والقوة هنا في الأساس قوة النفس وقوة الإيمان وقوه التوكل.. هذه القوة التي تجعله يواجه الحياة بصعوباتها وتحدياتها بل وبمصائبها بقوة وبصلابة...
دعينا نسقط هذا على مشكلتك، زوجك سيأخذ طفلك ويذهب للإفطار عند والدته أول يوم رمضان.. هذا يضايقك نعم ولكنه لا يجعلك محبطة كل هذا الإحباط.. قلقة كل هذا القلق.. أنت بحاجة للقوة الإيمانية والصمود النفسي في مواجهة الموقف، فلا تلحي عليه بالطلب ولا تجلسي حزينة أمامه أو وحدك..
رمضان يحب "اللمة" ورمضان يحب الخلوة أيضا فرصة تقرئين القرآن وتصلين بخشوع.. فرصة تجلسين وتخططين مع نفسك أهدافك في الشهر الفضيل.. بل فرصة للجلوس مع نفسك بعض الوقت بعيدًا عن ضجيج الحياة اليومية، ثم هو فرصة لاختبار قوتك وقدراتك في مواجهة المواقف وتعلم الصمود بشكل عملي في مواجهة ما يضايقنا، وهو بسيط بالنسبة لغيرنا... ماذا عن اليتيمة والمطلقة والأرملة؟ ماذا عن كل من يعانون من الوحدة طيلة أيام الشهر لا يوم واحد فقط؟ ماذا عن المرضى الذي يحول الألم بينهم وبين التواصل مع الناس؟
استخدمي المنهج المقارن وستجدين أن التحدي الذي تواجهينه بالغ البساطة.. بالتأكيد لا أقلل من مشاعرك ولكني أريدك أن تنظري لها بمنظور مختلف.
كوني مرنة
ولا تعارض بين القوة والمرونة، فالمرونة والتكيف صورة من صور القوة.. فبإمكانك أن تسعدي نفسك بطرق أخرى.. تريدين ألا تبقي وحيدة أول أيام رمضان ولا تريدين أن تثقلي على والديك.. أنت ستفطرين أي أنك ستصنعين طعامًا خذيه واصنعي طبق حلوى وخذيه أيضا وأفطري مع والديك في أجواء حميمية لا تتكرر.. أنت وأبوك وأمك فقط دون زوجك دون إخوتك بل حتى دون طفلك وما قد يثيره من شغب.. ابنة ووالداها فقط وبإحضارك للطعام فأنت لا تضغطين عليهم، بل يمكنك مفاجأتهم حتى لا يُكلّفوا أنفسهم فوق مقدرتهم فما رأيك في هذا الحل؟
وعندما تعودين للبيت لا تعاتبي زوجك.. بل يمكنك أن تحكي له عن الوقت اللطيف (هو بالفعل كذلك) الذي قضيته بصحبة والدك ووالدتك.. والهدف من ذلك ألا يكرر عقابه لك على هذا النحو (يعاقبك بالوحدة وهو يعلم أنك شخصية اجتماعية)، والهدف أيضا أن يدرك أيضا أنك قادرة على مواجهة الضغوط.. بالتأكيد أنت تواجهين الضغوط من أجل نفسك أولا، ولكن لا مانع من أن يدرك زوجك ذلك أيضًا حتى يفكر جيدًا في النتائج التي تترتب على سلوكياته.
كما قلت لك من قبل لا أعلم طبيعة المشكلة، لذلك لا أريد أن أسيء الظن بزوجك وإن كان محقًّا في موقفه أم لا، لكن في كل الأحوال نحن لا نريد له التمادي في الضغط على نقاط ضعفك.
كوني لطيفة معه.. كوني هادئة.. كوني مطيعة.. ولكن لا تكوني ساذجة تكشف مواطن الضعف في نفسها.
بنيتي، كوني رصينة تكلمي بحساب، وفكري في كلماتك قبل النطق بها، واصنعي لنفسك شخصية ذات قيمة تجبر الجميع على احترامها، وفقك الله وهداك ويسر أمرك وأصلح بينك وبين زوجك، وتابعيني بأخبارك.