كيف أساعد زوجي للمواظبة على الصلاة دون نفور؟

<p>زوجي قليل الصلاة، وأخشى أن تنزل علينا عقوبة من الله على ذلك التقصير، فكيف آخذ بيد زوجي للصلاة والثبات على الطاعة، خاصة وأن به خيرا في أمور كثيرة غير ذلك؟</p>

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعـــد:

 

فمرحبا بكِ أختي الكريمة، ولا شكّ أنّ الصلاة عماد الدين، وأهم أركانه بعد الشهادتين، وهي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، وقد قال النبي ﷺ: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة». وإن خوفك على زوجك وحرصك على هدايته من علامات الخير فيك، فبارك الله فيك وجزاك الله خيرًا.

 

ولكن حتى يكون تأثيرك إيجابيًّا ونافعًا، لا بد أن تجمعي بين الحكمة والموعظة الحسنة، وبين الصبر والرفق، دون أن يشعر زوجك أنكِ تمارسين عليه ضغطًا أو تسلّطًا، بل اجعليه يشعر أنكِ تحبين له الخير وتخافين عليه، تمامًا كما تهتمين بصحته وراحته.

 

ولا تتناسي أن بعض الرجال -أحيانًا- قد يكون لديهم صعوبة في الالتزام بالصلاة بسبب ضغط العمل أو الكسل أو العادات المتراكمة، وليس مبررًا على كل حال، ولكن هو مما يستدعي الصبر والتدرج في التأثير عليهم.

 

ولذا أنصحك بتلك الخطوات العملية:

 

1) الدعاء سلاحك الأول: فلا تيأسي من الدعاء له في صلواتك، خاصة في أوقات الاستجابة، واسألي الله أن يهديه ويشرح صدره للصلاة، فالله هو الذي يهدي القلوب.

 

2) القدوة الحسنة: فاحرصي على أن يراك مواظبة على الصلاة بخشوع، وأن يكون جو البيت معطرًا بأذكار الصلاة والطمأنينة، فالقدوة الصامتة أقوى من ألف كلمة.

 

3) التحفيز بدل العتاب: فبدلاً من أن تقولي له: "لماذا لا تصلي؟" جربي عبارات ألطف مثل: "أسعدني اليوم أنك صليت معي، ربنا يتقبل منك"، أو "ما رأيك أن نصلي معًا صلاة جميلة ونقرأ الفاتحة بخشوع؟".

 

4) اجعلي الصلاة تجربة محببة: وذلك من خلال توفيرك له بيئة مشجعة للصلاة، مثل تخصيص سجادة جميلة له، وتشغيل الأذان بصوت مؤثر، ومشاركة أحاديث تبين فضل الصلاة وثوابها. واستثمري مناسبات الطاعات المشجعة على القرب من الله، كموسم رمضان وما فيه من خيرات وبركات.

 

5) شاركيه في الصحبة الصالحة: فإن كان له أصدقاء مقربون ملتزمون بالصلاة، فحاولي أن تقوي العلاقة بهم، فالصحبة الصالحة خير معين على الطاعة.

 

6) التدرج والواقعية: فإن كان لا يصلي أبدًا، فابدئي معه بالتدريج، كأن تحفزيه على صلاة واحدة يوميًّا، ثم زيادتها مع الوقت حتى تصبح عادة.

 

7) استحضار الجانب العاطفي: ويمكنك فعل ذلك من خلال إخباره بأن صلاته ليست مجرد طقوس؛ بل هي لقاء خاص مع الله يمنحه راحة وطمأنينة في حياته، وسكينة في قلبه، وهي السبيل لحفظ بيته وأسرته من المشكلات والضيق.

 

8) الربط بين الصلاة وأهدافه في الحياة: إنّ كثيرًا من الناس يحبون النجاح في الحياة، فذكّريه أن الصلاة سبب للبركة والتوفيق، وكم من أناس شهدوا تحولًا في حياتهم للأفضل بعد التزامهم بالصلاة.

 

9) التسامح والصبر: وهذه النقطة من أهم نقاط الحل والعلاج، فلا تجعلي تقصيره في الصلاة سببًا للتوتر في العلاقة، بل تواصلي معه بحب واحترام، واستعيني بالله واصبري، فالهداية بيد الله، وقد يتغير حاله فجأة في لحظة من لحظات القرب من الله.

 

10) تعزيز الجانب العاطفي بربط الصلاة بالعلاقة الزوجية: الإشارة إلى أن الصلاة تقوي العلاقة بين الزوجين، وتزيد من التفاهم والبركة في البيت، ويمكن للزوجة أن تشرك زوجها في لحظات روحانية جميلة مثل الدعاء المشترك بعد الصلاة.

 

وختامًا -أختي الكريمة-:

 

تذكري أن دورك هو الأخذ بالأسباب لا التحكم في النتيجة، فالهداية بيد الله، ولا تفقدي الأمل، بل كوني عونًا له بلطف وحب، وسيرى فيكِ نور الإيمان الذي قد يوقظ قلبه للصلاة يومًا ما. أسأل الله أن يشرح صدره، وأن يجعلك مفتاح خير له ولأسرتك.