حكم إضراب الأسير في سجون الظالم أو المحتل

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
  • القسم : السياسة الشرعية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 418
  • رقم الاستشارة : 2295
07/08/2025

هل يجوز للمسلم الإضراب عن الطعام في سجون المحتل أو الظالمين ؟

الإجابة 07/08/2025

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

فالإضراب عن الطعام وسيلة مستحدثة من وسائل الاعتراض على الظلم، والفقهاء القدامى لم يتحدثوا عن هذه الوسيلة، وقياسها على الانتحار ظلم، وقياس مع الفارق، والأصل في الأشياء الإباحة، والحكمة ضالة المؤمن، فإن غلب على ظن الأسير أو السجين أن هذه الوسيلة سترفع عنه الظلم أو تخففه فلا مانع من استعمالها بشرط ألا يؤدي هذا الإضراب إلى الوفاة.

 

وكان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقول : يعجبني من الرجل إذا سيم خطة خسف أن يقول: لا بملء فيه، وهذا اعتراض على الظلم، وتحميل للظالم المسئولية عن عدم رفع هذا الظلم، وقد اتفقت كثير من النظم الوضعية على جواز ذلك كوسيلة من وسائل الاعتراض على الظلم والقهر الذي يسببه له الظالم أو المحتل.

 

يقول الدكتور يوسف القرضاوي – رحمه الله – في الإجابة عن فتوى مشابهة:

 

لا بأس للأسير باللجوء إلى هذا الإضراب؛ ما دام يرى أنه الوسيلة الفعالة والأكثر تأثيرًا لدى الآسرين، وأنه الأسلوب الذي يغيظ الاحتلال وأهله، وكل ما يغيظ الكفار فهو ممدوح شرعًا، كما قال تعالى في مدح الصحابة ﴿يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾ (الفتح: 29)، وقال في شأن المجاهدين: ﴿وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ﴾ (التوبة: 120).

 

فإذا كان هذا الأسلوب يغيظ الكفار، ويُسمع صوت الأسرى المظلومين والمهضومين والمنسيين إلى العالم، ويحيي قضيتهم، ويساعدهم على نيل حقوقهم؛ فهو أمر مشروع، بل محمود؛  بشرط ألا ينتهي إلى الهلاك والموت، فالمسلم هنا يتحمل ويصبر إلى آخر ما يمكنه من الصبر والاحتمال، حتى إذا أشرف على الهلاك بالفعل، قبل أن يأكل، وأن ينجي نفسه من الموت، فإن نفسه ليست ملكًا له، وقد قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ (النساء: 29).

 

والله تعالى أعلى وأعلم.

الرابط المختصر :