الإستشارة - المستشار : أ. ريما محمد زنادة
- القسم : أسرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
40 - رقم الاستشارة : 1873
08/05/2025
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لي قريبة من جهة أمي، ورغم أنها تسكن في ذات الحي الذي أسكن فيه، لكن حقيقة لا أذكر أنني رأيتها، وعلمت بها حينما حدث شيء مهم كانت تحتاج به المساعدة، فاتصل قريب لي للوقوف معها نظرًا لأنه لا يوجد أحد من عائلتها في البلد، والتمست بها صلاح الدين والحياء ورجاحة العقل، الأمر الذي أرغبني في التفكير بالزواج بها، لكن المفاجأة أنها تكبرني بثلاثة أعوام، فهل هذا سيؤثر على قوامتي وإدارتي للأسرة في حال الزواج منها.. فبماذا تنصحونني؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أسأل الله -تعالى- أن يطمئن قلبك ويهديه لحسن الاختيار بزوجة صالحة تهنأ معها دنيا وآخرة، إنه سميع مجيب الدعاء.
بارك الله فيك وأشكرك على ثقتك بموقعنا "استشارات"، وأسأله -سبحانه وتعالى- أن يلهمني صواب القول بما يعينك على اتخاذ القرار الصواب ويكون فيه الخير لك في دينك ودنياك، فلا حول لي ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
بالله أستعين فهو الموفق لكل خير، فالزواج من العبادات العظيمة إن صدقت النية بها فهي ذات أجر عظيم يصحبه خير الدنيا ونعيم الآخرة لمن أحسن هذه العبادة.
والتوفيق يكون من الله -تعالى- لكنْ مطلوب من المسلم الأخذ بالأسباب في حسن اختيار الزوج والزوجة.
وقد أرشد الرسول ﷺ الرجال في اختيار المرأة التي تكون زوجته فيما بعد، حيث ذكر ﷺ الصفات التي تكون سببًا لرغبة الرجال لنكاحها، وهي الجمال، والنسب، والمال، والدين.
وأرشد ﷺ بالوقت ذاته أن المرأة ذات صلاح الدين هي التي تفوق كل المواصفات السابقة، والتي بها ينعم الزوج معها بسعادة الدنيا والأخرة.
وكما ذكرت في سؤالك صفات جميلة طيبة بالفتاة منها الحياء، وغيرها فهذا يعطي مؤشرًا جميلاً بأنها ذات دين.
ولفت انتباهي من سؤالك بأنها قريبة لك وبذات الوقت تسكن بذات الحي، ورغم ذلك لم ترها من قبل، وهذا يؤكد أنها ليست بالفتاة كثيرة الخروج، والزيارات، وقرارها في بيتها يزيد الظن بها بصلاح دينها.
أخي الفاضل، لقد أعطى الله -تعالى- للرجال بما يتناسب مع مهامهم ومسؤولياته في الحياة، والتي منها القوامة كما جاء في قوله -تعالى- في كتابه العزيز: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ...} [النساء: 34].
وهنا المقصود والله أعلى وأعلم بالقوامة الرعاية والاهتمام والتوجيه الرجال للنساء بما منحهم الله -تعالى- به فهنا القوامة مسؤولية الزوج بالاهتمام بزوجته وعائلته فعليه أن يهتم بها ويرعاها، ويوجهها ويرشدها للخير حتى يتكامل دورهما في بناء أسرة صالحة.
وإذا لاحظت -أخي السائل- أن القوامة لم ترتبط بالعمر، حيث قال الله -تعالى- الرجال ولم يكن هنالك تحديد للعمر بأنهم أصغر أو أكبر من النساء.
وحقيقة لا أجد أن فارق العمر الذي تحدثت به بفارق كبير، فثلاث سنوات ليست بالشيء الكبير، ويبدو أن الفتاة شكلها لا يوحي بعمرها أو أنها أكبر منك لما ذكرت في سؤالك بالمفاجأة بأنها تكبرك.
وقبل الإقبال على أي خطوة صلِّ صلاة الاستخارة، وأكثر الدعاء فستجد راحة لقلبك في حسن الاختيار.
وحقيقة إذا كانت الفتاة كما ذكرت، وقبل ذلك استخرت الله -تعالى- فلا تجعل هذه السنوات القليلة حاجزًا بينك وبين الإقبال على خطبتها، خاصة أنه يبدو منك، وقد ذكرت شيئًا من صفاتها، بأن هنالك رغبة في داخلك اتخاذ هذه الخطوة.
وغالبا فارق العمر بأن يكون الرجل أكبر من المرأة في اختيار الزوجة هو موروث من الآباء والأجداد، والثقافة العربية، بينما الشريعة الإسلامية كان تركيزها على اختيار ذات الدين.
وحتى يطمئن قلبك أكثر، تعرف على عائلة الفتاة، من الذي يقود الأسرة في البيت هل الأم أو الأب؟ فهذا سيعطي دلالة عن معرفة طبيعة دور أفراد الأسرة وحقيقة وجود القوامة للرجل في أسرتها أو غير ذلك.
وتيقن إن كانت هذه الفتاة ذات دين وتربت بين أسرة كان فيها الأب ذات قوامة، والأم تحترم زوجها، وتطيعه بالمعروف ومهتمة بشؤون أسرتها فإنها حتى لو كانت أكبر منك ليس بثلاث سنوات حتى لو أكثر من ذلك فستجدها المطيعة لك، المحترمة لقوامتك عليها.
بينما إن كانت الأسرة ذات أدوار مضطربة بحيث تكون للأم الكلمة والنهي، والأب لا يقول إلا "حاضر"، فتيقن أن الفتاة لو كانت تصغرك بعشر سنوات فستكون بشخصية شبيهة من أسرتها، ولن تحترم قوامتك عليها.
أسأل الله -تعالى- أن يرشدك للقرار الصائب الذي يصيب قلبك وحياتك بالخير والسعادة في طاعته... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.