الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : العائلة الكبيرة
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
253 - رقم الاستشارة : 2158
23/07/2025
قسم بالله العظيم ان ما اقوله صحيح وبدون مزايده. انا متزوجه من سنتين بس قبل هذا كله بدايه خطبتي كانت اكثر من خمس سنوات من الان وكلمت زوجي شخصيا او خطيبي في ذاك الوقت وقلت له اني ما ابغا اتزوج مو عيب فيه بالعكس الكل يمدحه الحمد الله بس انا عندي احساس اني طول حياتي وانا مقيده لاني من بلغت انخطبت لولد خالتي لحد ماصار عمري ١٨ وانا رافضه وما ابغاه ابدا فقلت لـ اهلي وفسخنا الخطوبه والحمد الله.
بعدها جا دور الجامعه ابوي الله يحفظه كان يبغاني دكتوره لانه هو ماكمل تعليمه انا ماكنت حابه بس ارضيته ودخلت كلية الطب، حسيت بالضغط لاني ما ابغا هذا التخصص، بس مشيت فيه وهذا انا في فترة الامتياز بقا لي اربع شهور، كان المفروض هذا اخر شهر بس بسبب الضغط النفسي اللي احسه وزياده عليها مشكلة اهل زوجي اللي الحين بقولها جاني اكتئاب شديد فأجلت هذه الاربع شهور حتى اقرر الاستمرار او انسحب وقلبي محروق ع تعب عمري وامنية والدي.
ابغا الشهادة بس ماعاد اقدر اروح للمستشفى للتطبيق وماحب الكلام عن دراستي ابدا، انا غير راضيه تماما عن دراستي احس انقتل طموحي واحس ان ماعندي هدف ولكن كنت اضغط ع نفسي لحد ماانفجرت بسبب كل التراكمات.
وانا انخطبت لزوجي وانا ثاني جامعه فما كنت ابغا انسجن من جديد فكلمته وقلت انت الكل يمدحك وانا مرتاحه بس ما ابغا المسؤليه الان وانت تعال ارفض لان اهلي ما راح يوافقو اني ارفضك بيقولوا انتي تدلعي وكل شويا تقولي ما بغا هذا ولا ابغا هذا ... فقال طيب وتعاهدنا ان الموضوع بيني وبينه هو كان راغبني جداً.
بعدها بسنتين تقريبا في ناس كلمو ابوي عني وانا رفضت فحلف انه اول واحد يجيني حتى لو عجوز راح يزوجني! مدري وش خلاني رجعت كلمت زوجي لان رقمه كان عندي ماحذفته ولما شافني سلمت عليه رجع فتح الموضوع انو اذا في امكانيه وعلى طول وافقت لأني لما استخرت ارتحت.
وكلم اخته تكلم امي والدي رفض رفض شديد انو كيف يتركك اول والحين يرجع احنا مو لعبه وايش يضمن لي انه قد المسؤلييه، فكلمت ابوي وعلمته انو انا السبب انصدم بعدها قبل فيه والحمد لله نصيبي مكتوب لي، ارجع لزوجي هو انسان كويس وطيب وقليل الكلام.
في الفتره اللي فسخنا فيها الخطوبه هو كان مجمع فلوس للزواج فراح واشترى بيت واخذ قرض وكمل البيت وسكن فيه هو واهله بشقه فلما تزوجنا اخذنا الشقه المقابله، بعد كذا انا استغربت من تعامل خواته معاي رجعت من السفر ما استقبلونا كويس بس قلت طبع يمكن وكل ما ازورهم انا وزوجي خواته ما يجلسوا معانا يروحو الغرفه او يجلسوا ساكتين ما يقدموا شي بس امه تقدم.
وفي مرا من المرات زرتهم والله يشهد كل مااروح لهم ابتسم واخذ معي شغله عمري مادخلت ويدي فاضيه فتعذرت الام انو البنات يتجهزو رايحين زواج، وجلستنا في الصالون مو جوه البيت كالعاده وشوي اسمع خواته اشوفهم ببجايم يتسحبو رايحات الصاله ونادو امهم تجيب لهم الحلا اللي جبته يعني قمه في الوقاحه وزوجي دخل جوه وشافهم بس ماكان منتبه لشي وقالو له قفل الباب عشان لا اشوفهم ويوم رجع قفل الباب انا جدا عصبت وحسيت بالاهانه بس تحملت.
ولما نجتمع حريم امه تعزمني اجي يضيفو سلفاتي وانا يتعدوني وتحملت وقلت عادي حريم وغيره مايهمني وعلاقتي مع سلفاتي عاديه اقابلهم بالمناسبات، بعدها رحت لسلفتي هي مرا معاهم ومندمجين مع بعض، المهم جلست تقول لي انو خوات ازواجنا مايبغوني وانهم ينقهرو اذا شافونا انا وياها نتكلم مع بعض وانهم يستنقصوني ومايبغوني وصارت تذكر مواقف من جد صارت وانا ماكنت منتبهه وقتها، ومنها انو مرا صار عندهم عزيمه دقت الام وعزمتني زوجي كلم اخته برساله انو وصلوا الضيوف او لا قالت اي توهم دخلوا قال خلاص زوجتي الحين جايه قالت ماله داعي خلاص شوي ويمشون وقتها مانتبهنا ورحت.
وبعدها صار زوجي ينتبه انو ليش خواته كذا وسالني قلت له مادري انا اروح معك وارجع معك واذا لوحدي يكونو زوجات اخوانك معي يعني عمري ماحتكيت فيهم لوحدي.
وغير هذا اخته ايام الخطوبه دقت عليا وكانت تهدد وتحذر من زوجات الاخوان وتقول مانبغا مشاكل ومن هذا الكلام وانا رديت عليها قلت انا لسا ماتزوجت اخوكم اذا تزوجته راح تعرفوني لاتحكمي عليا مسبقا، انحرج منهم وقال بكلمهم وفعلا كلمهم قالو هذي منافقه وهذي كذابه وهذا ماصار كله وهي اللي غلطانه قال كيف غلطانه وانا ادخل معاها واطلع معاها!! ولما سال امه قالت هي كويسه ماجا منها لاخير ولاشر ، ومارضو.
المهم بعدها ولدت وحدا من اخواته قلت بروح ازورها للمستشفى وكانت اختها اللي مو متزوجه عندها جلست انا ع كرسي جنب السرير، وانا ماشيه جات ام زوجي قالت رجعوني معكم تعبت مع ان كنا رايحين مشوار بس قلت طبعا اكيد يلا ياخاله وجلسو يدورو شنطتها قالت خالتي شنطتي ع الكومدينه (اللي هي وراي) قالت بنتها مااقدر اخذها في كرسي هنا (يعني تبغا تهينني)، انا هنا حسيت قلبي يتقطع اش هذي الاهانه؟؟! وسكت لان كانو بنات اختها فيه كمان، بعد كذا حلفت لزوجي اني مااحتك فيهم ولا اسلم عليهم قال حقك، وبعدها.
رحنا نزور امه (الله يشهد عليا دايم اذكره في امه واوصيه عليها) جات اخته تسلم من راس خشمها مارديت عليها قالت ماتبغي بالطقاق ولا رديت وجلسنا نسولف مع الام، شوي رجعت وقعدت جنب أمها.
جات الام قالت بروح اسوي لكم شاي قالت بنتها لا وبعد تضيفيهم شاي في ناس ما احترمو بنتك هذول اعطيهم بالجزمه وتسب وتسب وانا ساااكته ومقهوره اخر شي زوجي قال اسكتي خلاص احترمي نفسك قالت لا والله وتدافع عن هذي (.... قذفتني) انقهرررت وزوجي ساكت دقيته انو اش هذا قام وسحبها للغرفه وقالت لسا كمان اطلع برا انت و(قذفتني كثيييير) ضربها كف رجعت ردته له وصار يسحبها ويدفها يبغا يدخلها الغرفه وامهم تبغا تفكهم وانا ماتحركت من مكاني ابدا ولافتحت فمي ورجع عندي قال امشي واحنا ماشين وهي تسب وتسب وتقذف تقذف وخرجنا.
زوجي دوامه شفتات وكان يومها شفت ليل انا دايم اروح لاهلي وانا عند اهلي شويا ولا الاخت الثانيه رسلت لامي جات امي سالتني اش السالفه وحكيت لها وهذيك سبتني واتهمتني وتهدد وتحذر وانو بنتك متكبره عشانها دكتوره وعشان ابوها غني...
امي قالت راح ارد عليها انا جا زوجي ورجعنا البيت لقينا باب البيت مكسر والتحفة الي عند الباب مكسوره ومرميه اخر الدرج دخلنا نمنا صحينا ع صوت جرس قوي وترسل تقول افتحووو وتهدد وتسب ومعاها سكين او شي حاد وتدق الباب لحد ما انعدم الباب وزوجي يقول اسكتي لا تقومي ولاتردي وخواتها الثانيات يرسلو لزوجي اشبع بها وهي متكبره ومنافقه وتتكلم فينا وتقول للناس انو اخوات زوجي هم السبب انو اول فسخنا الخطوبه!! وانو ماتحترم امنا وماعمرها عزمتها!!
بجد كذابات انا احترم امهم اكثر منهم تسولف امهم وتنسا يقولو ياكذابه لاتكذبي يمه، وعادي تقوم وتقعد هي كبيره بالسن وانا بيتي مو مفروش فيه الا غرفة النوم وتجي الام ودايم اعزمها وتعالي ومرينا ياخاله استحي ماعندي حتى مواعين اضيفها وادخلها تجلس ع السرير حتى كرسي ماعندي وعادي ارحب واسلم عليها اصلا كلامها مافهمها بس اسمع لها ما امسك الجوال زي الباقين وبناتها نفسهم يطنشو وع جوالاتهم.
انا اصلا ماعندي صحبات ولا نحتك بالجماعه ولا احنا راعين كلام وزرجي عارف الحمدالله، انا مقهوره مرا ليش كل هذا اول اقول غيره وحريم وانا اعقل منهم مع اني صغيره وهم كبار فوق الثلاثين، يعني بجد زادت وش بقا!!؟
قلت والله لأشتكي عليها قذفتني وطردتني وسبتني وتهجمت واهانات ع مدار الوقت قال لا وساكت، امي وقتها قالت لابوي ابوي عصب وناداني عندهم وقال ما تطلعي من هنا، وجا زوجي بعد يومين واخوه الكبير وكلمهم بكل هدوء ورحب فيهم وانتها!!
وللحين انا محروقه وكرامتي احسها بالارض لا ابوي اخذ حقي ولا زوجي اخذ حقي ولا خلوني اتصرف حتى زوجي قال لي اممك لاترد خلينا نشوف الموضوع امي انقهرت تقول انتي مالك شغل هذي رسلت لي انا راح ارد عليها والله يعلم احنا مو حقين مشاكل وحتى كنت قبل اتكلم عنهم بالخير وكنت ادعي لهم يتزوجو بدون لايدرو وتزوجو بالفعل بسرعه ثلااثه وبقت وحدا.
وانا نفسيتي كل مالها تزيد وفكرت بالانتحار واكتئبت وتجمعت عليا الهموم احس ماعاد لي قيمه ولا مكانه قدام نفسي، انا سكت احترام لزوجي ولابوي قلت بياخذو حقي وهم رجال بس ما صار شي انا تعبانه جدا جدا كرهت البيت والدرج كرهت كل شي انا ماعاد فيا صبر احس ابغا اخذ حقي.
فكرة الصبر حاولت فيها والاحتساب بس كرهت نفسي صارحت زوجي باللي فيني يسمع لي ويسكت وانو اش الحل؟؟! قلت انا راح اطردها المشكله انو البيت بيت زوجي والقرض ينأخذ من راتبه لمدة ١٦ سنه قدام انا المتضرره كمان ومع هذا رافض يقول مابغا مشاكل عشان امي، قلت انا تحملت عشانك وعشان امك ليش ما تعمل لي حساب ليش ما تحس فيني.
المشكله هو يشوفني انو خلاص كذا مره حاولت انتحر وبالمهدئات وحبوب الاكتئاب وعارف كل صغيره وكبيره قلت انا ماراح اسوي شي لامك امك ع العين والراس بس مايصير اسكت عن حقي وانهان في بيتي عشان رضا امك من رضا اختك، امك لو تعيش عندي هنا انا ماعندي مشكله والله العالم اني اخاف الله فيها واعتبرها وافكر فيها زي كانو امي، بس انا تعبت من سكوتي تعبت وزوجي مو راضي ويوعدني انه رح يشوف حل واذا سالته يعصب وانا خلاص اذا شافني ابكي يسمعني ويواسيني ويوعدني ياخذ حقي ويتناسا.
قلت له رضا امك واجب وراح نرضيها بس ذي مااقدر اتحملها ابغا حل كيف اخذ حقي بدون لا يزعل امه يقول عندها ضغط وسكر اخاف تموت بسببي قلت انت ارضيها انت انشغل في امك ما عليك في اختك يقول لا اخواني بيقولو وين تروح بالشارع؟؟! وهذا بيتها ومن هالكلام يقول انو هم دفعو فلوس، قلت فلوسهم ما بناكلها حرام بنعطيهم اياها بس هذول ما يدخلو بيتي.
هي حاليا ماتسوي شي انا ماقد دخلت عندهم من وقتها، بس انا مو راضيه واتمنى الحل يكون عقلاني الصبر ما عاد فيني ولا ابغا احتسب الاجر احتسبت بما فيه الكفايه لدرجة انا ابغا انتحر. وللمعلوميه هم من جماعتنا بس من بعييد يعني ما كانوا يعرفونا ولا نعرفهم، آسفة ع الاطاله وشكراً.
ابنتي الحبيبة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك بوابة الاستشارات الإلكترونية.. قرأت رسالتك أكثر من مرة –غاليتي- وأشعر حقيقة بألمك ومعاناتك مع أخوات زوجك اللاتي لم تقدمي لهن إلا كل الخير والإحسان، وسوف أحاول تقديم تفسيرات ممكنة لسلوكهن معك والحل الأمثل للتعامل معهن.
كما أريد أن أناقش معك بعض مشاعر القلق التي تعانين منها منذ سنوات بعيدة، لكنني أرى أن عليك المتابعة مع طبيب نفسي بسبب الأفكار الانتحارية التي تساورك أيضًا بسبب تقنين استخدامك للمهدئات والأدوية المضادة للاكتئاب.
ضغوط قديمة
ابنتي الحبيبة، أنت تعانين من ضغوط قديمة منذ خطبتك لابن خالتك، تلك الخطبة التي امتدت منذ سنوات بلوغك الأولى وحتى وصلت لعمر 18 عندما استطعت أن تعبري عن مشاعر الرفض لأسرتك بشكل صريح، ولكنك دخلت في ضغط من لون مختلف ألا وهو ضغط الدراسة فاستجبت لرغبة الوالد -حفظه الله- ودرست الطب ولم تكن هذه رغبتك.
ثم حدث ضغط من أسرتك للزواج، ومع رفضك المتكرر كاد والدك يزوجك جبرًا بأول عريس حتى لو كان عجوزًا، وهذا ما دفعك لإعادة التواصل مع زوجك الحالي الذي سبق وتمت خطبتك له ثم طلبت منه الانسحاب لأنك تشعرين بعدم القدرة على تحمل المسئولية وهو ما قام به بالفعل، وهو ما يؤكد عمق حبه لك.
وعلى الرغم من هذا، كان هناك جزء من داخلك يشعر بالضغط الذي تفجر مع سوء المعاملة الذي تتلقينه على يد أخواته البنات خاصة هذه التي لم تتزوج بعد، والنتيجة هذا الاضطراب والتوتر الذي تعيشين فيه والذي يمنعك من استكمال دراستك وأنت لم يتبق لك إلا أربعة أشهر لاجتياز الامتياز.. هذه الضغوط القديمة كلها أضيف لها شعورك بأنك مرفوضة ومستباحة الكرامة وأن أحدًا لم يأت لك بحقك من الإهانات التي تعرضت لها.
وأنا -ابنتي الحبيبة- لن أقول لك اصبري واحتسبي، فالصبر صبران صبر سلبي يجعلك تقبلين الإهانة وأنت صامتة وتعتبرين ذلك احتسابًا (الاحتساب مفهوم عميق لا علاقة له بقبول الظلم).
وهناك صبر إيجابي يدفعك لتغيير الواقع الخاطئ، ووقتها يكون للاحتساب معنى مختلف، يعني أنك تبغين وجه الله في معاملاتك رغم أنف الشيطان الذي يزين لك الانتقام لا مجرد الحصول على الحق.
وكي تستطيعي الصبر الإيجابي ومواجهة مشكلاتك ومن يتسببون فيها فلا بد لك أولا من حسن إدارة الضغوط، فلا تسمحي لها باتخاذ القرار نيابة عنك؛ لذلك أريدك أن تتخلصي من ذكرياتك القديمة القلقة وتسمحي لها بالرحيل؛ فأنت المتألمة الوحيدة عندما تصرين على التمسك بها في يدك ولا ترغبين في إفلاتها رغم أنها جمر من النار.
لذلك أدعوك لتقبل الماضي، لن أقول لك ارضي عنه، وإنما فقط تقبلي ما حدث، فأنت على يقين أن عائلتك ووالدك يحبونك وخوفهم عليك كان الدافع وراء ما اتخذوه من قرارات، فسامحيهم من قلبك، ودعينا لنعيش اللحظة الراهنة بكل ما فيها من حلو ونجتهد للحيلولة بيننا وكل ما فيها من مر.
زوجك وأهله
ابنتي الحبيبة، أريدك أن تحمدي الله كثيرًا كونك متزوجة من رجل يحبك كل هذا الحب ويقدرك كل هذا التقدير، ولو قمت بمقارنة بسيطة بين زوجك وبين أزواج أخرى فستجدين أن زوجك رجلاً رائعًا متفهمًا حريصًا عليك وعلى علاقتكما.. لقد باعد بينك وبين أخته بالفعل، لكن لا يمكن له أن يطردها حقًّا، فهذا الطلب منك يكاد يكون مستحيلاً بالنسبة له، وتخيلي نفسك وأحدهم يخبرك أن فلانًا طرد أخته من البيت لأنها تشاجرت مع زوجته أو أهانتها..
نعم، لا بد أن يكون له رد فعل يمنع هذه الإهانات عن زوجته، ولا بد أن يكون له رد فعل فيزجر أخته ويوبخها، وهو ما قام به وطلب منك بشكل صريح ألا تذهبي للشقة الأخرى أو زيارتها، لكنك تشعرين أنه هكذا لم يأت لك بحقك ويحترق قلبك جراء ذلك، ولو أنك نظرت للأمر بشكل موضوعي لأدركت أنه بالفعل يقف في صفك، لكنه كرجل شهم تمنعه مروءته من التجاوز مع أخته أكثر من ذلك..
والدة زوجك هي الأخرى تحبك ولم تمارس معك الكيد الذي تمارسه بعض الحموات ولم تقل عنك شيئًا سيئًا لزوجك، ومعاملتك اللطيفة معها أثمرت بالفعل، وهذه نقطة أخرى ينبغي أن تحمدي الله عليها أن زوجك يحبك وأن والدته متعاطفة معك.. تتبقى إذن مشكلاتك مع أخوات زوجك خاصة تلك التي لم تتزوج بعد.
ابنتي الغالية، من الواضح أن أخوات زوجك يغرن منك، وهذا هو التفسير الأقرب للمنطق عندما نريد تحليل ما يقمن به من سلوكيات، فلقد تجاوزن الثلاثين دون زواج، وها هي عروس شابة من عائلة ثرية تدرس الطب تصبح جزءًا من عائلتهن.. فقام اللاوعي لديهن بالمقارنة، وكانت النتيجة بالطبع في غير صالحهن، ما ترتب على ذلك هو إثارة مشاعر الغيرة الشديدة التي تمثلت مرة في اتهامات مسبقة أن زوجة الابن تحول بين الابن وأهله، ثم بمحاولتهن تجاهلك وعدم الترحيب بك عندما تذهبين لزيارتهن وانتهت للسخرية منك وممارسة الوقاحة.
وهذا كله في محاولة منهن للتغطية على مشاعر الغيرة التي تدفعهن لمضايقتك، وها أنت تستجيبين لهن وتنزعجين بشدة، وبدلاً من أن تعيشي أسعد أيام حياتك يحترق قلبك وتتعاطين المهدئات وتتوقفين عن الدراسة، فلماذا يا ابنتي؟
الحل واضح وبسيط وبين يديك، فعليك أن تتراجعي خطوتين للوراء بحيث تتجمد العلاقة بينك وبينهن في مرحلة الفتور والرسمية دون إهانات أو شتائم أو تلويح بالطرد.. التزمي منزلك، واكتفي بالاتصال الهاتفي بوالدة زوجك بين الحين والآخر أو دعوتها هي لمنزلك في أحيان أخرى.
تذكرى دائما -يا ابنتي- أن الإنسان يلقى جزاء ما يقوم به في هذه الحياة الدنيا أيضًا، لذلك هو مدعو لتطهير قلبه بصورة مستمرة، وإلا فالجزاء من جنس العمل، وأخت زوجك إن لم تطهر قلبها من مشاعر الغيرة والحسد فإنها ستحترق بها دون أن يمسها أحد أو كما قال الشاعر:
واصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله ** فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
أما أنت فانشغلي بحياتك ومخططاتك للمستقبل، وانظري هل ستكملين في مجال الطب فتتممين مدة الامتياز أم أنك ترغبين في دراسة أخرى؟
وأنا أقترح عليك إتمام دراسة الطب ثم لا تعملين به، ولكن احصلي على الشهادة كي تشعري بالإنجاز، وكي تسعدي والدك وتحظي بدرجة أعلى من الاحترام في المجتمع، خاصة أنك بالفعل انتهيت منها ولم يتبق إلا لمسة بسيطة، وبعد ذلك ابحثي عن مجال آخر تجدين نفسك فيه، وأنا على يقين أن زوجك سيساند كل خطواتك.
وأخيرًا، أذكرك مرة أخرى بضرورة الإسراع لزيارة الطبيب لو شعرت أن الأفكار الانتحارية تتسلط عليك.. أسعد الله قلبك ورزقك راحة البال، وتابعيني بأخبارك.